ما بين الانشاد والترانيم وحيوية موسيقي الجاز، انطلقت فعاليات الدورة ال 24 من مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء، ليلة أمس- الخميس بمسرح المحكى، في ليلة بهية بجمهورها الذي لم تثنه أنباء انفجار شبرا الخيمة التي استيقظنا عليها، بل جاء الأطفال برفقة الأمهات والجدات، للاحتفال بالموسيقى والحياة، بل وقف الجمهور بجلال في ختام الحفل يغني مع الفرقة النشيد الوطني. سار الحفل على غير العادة، دون إجراءات وتشديدات أمنية، رغم حضور وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي، وبتجهيزات صوت وإضاءة متميزة، رغم صعوبة العرض في الهواء الطلق، وبدا واضحا الجهد الكبير لفريق فنيين الأوبرا وكذلك فريق الصوت المصاحب لفرقة كايروستبس التي أحيت الحفل، وكانت أحد مميزات الليلة، وكشفت سوء التقنيات في عروض أخرى أقيمت في القلعة، وصلت حد الفضيحة الدولية، في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير. بدأت الليلة بتكريمات مختلفة ومتميزة لمن لم يحظوا بالتقدير الكافي لجهودهم: المايسترو عبد الحميد عبد الغفار- قائد فرقة الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي، وليد كريم- مغني الأوبرا، أحمد فكري خبير المكياج، سيد منصور عازف العود، وكان أكثرها حميمية وتأثيرًا مشهد استلام زوجة وأطفال مهندس الصوت الراحل أشرف عبد المحسن- كبير مهندسي الصوت بالأوبرا لدرع المهرجان. «كايرو ستبس» فريق جاز ألماني مصري، أسسه عازف العود والملحن باسم درويش بألمانيا، يضم عازفين من البلدين مصر والمانيا، ويقدم مؤلفات تستلهم الروح الشرقية، كما يزاوج بين الموسيقي الشرقية والغربية. وفي الحفل تفاعل الجمهور بشكل كبير مع المقطوعات التي أظهرت تميزًا كبيرًا للعازفين، فيما انحاز الجمهور لتحية أصغر أعضاء الفرقة الألماني ماكس كلاكس- عازف البيركشن، وكذلك الموسيقار صوليست البيانو الألماني سبيستيان مولير شربسدورف- شريك مؤسس الفرقة في توزيع غالبية الأعمال. استضافت الفرقة في حفلها العازفين الدكتورة إيناس عبد الدايم- رئيسة دار الأوبرا المصرية على الفلوت، والدكتور وسام أمين على الأوبوا، وغناءً استضافت المرنم ماهر فايز وفريقه كورال الكاروز، الذي قدم مجموعة من الترانيم العصرية من تأليفه وألحانه، منها "صغيرا أنا بين أخوتى" و"كل الرضا"، كما قدم عملا مشتركًا مع الشيخ زين محمود، يقدم لأول مرة، لكنه لم يكن على المستوى المنتظر لدويتو يجمعهما. فيما تألق الشيخ زين في أغنياته الفردية، مفتتحا بشعر العشق الإلهي الصوفي في "شربنا" ثم رائعته "يبكي ويضحك" من أشعار الأخطل الصغير، وألحان تامر كروان، التي قدمها للجمهور العربي في فيلم "باب الشمس" للمخرج يسري نصر الله، لتظل أحد أهم أيقونات الشيخ زين، وأكثرها شعبية، خاصة في مصر. واختتم الحفل مع أغنية "أبحلف بسماها وبترابها" بصوت مطرب الأوبرا عبد الوهاب السيد، ثم نشيد بلادي بلادي. وتشهد هذه الدورة مشاركة العديد من الفرق والعازفين والمطربين من مصر والعالم العربي وفرقتان أجنبيتان، شاركت الأولى في الافتتاح، والثانية فرقة بيلا روزا الإسبانية للفلامنكو، وتقدم عرضها بمصاحبة الفنانة عزة بلبع وفرقة جميزة في حفل ختام المهرجان في 30 أغسطس الجاري، وتتواصل حفلات المهرجان لمدة يومين، يقدم خلالها عرضان في الثامنة والعاشرة مساء يخصص الأول للفرق الموسيقية، والثاني لنجوم الغناء وهم المطربين: علي الحجار، محمد الحلو، مدحت صالح، إيمان البحر درويش، خالد سليم، إيهاب توفيق، لؤي، نادية مصطفي، السوري مجد القاسم، والتونسية غالية بن علي، ومن الفرق والعازفين المشاركين: فرقة شرقيات لفتحي سلامه، أوركسترا القاهرة الاحتفالي، فرقة المولوية المصرية، فرقة الطنبورة البورسعيدية، اوركسترا بغدادي، فرقة عمدان النور، ويف جاز باند، عازفة الماريمبا نسمه عبد العزيز، عازفة الهارب منال محي الدين، عازف الايقاع سعيد الارتست وعازف الجيتار شريف مصطفي بمصاحبة فرقهم.