دعا الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" إلى تثبيت يوم 14 آب (أغسطس) يوما للنصر الإلهي في حرب تموز لأنه اليوم الذي توقف فيه العدوان وفشل العدو في تحقيق أهدافه وهو اليوم الذي عاد فيه الأهالي إلى الأماكن التي هجروا منها بكل ثقة ويقين واطمئنان دون خوف لأنهم آمنوا بمعادلة الردع، معتبرا أن عودتهم كانت أقوى رد شعبي وسياسي وإعلامي وميداني على العدوان، وكانت عودتهم تعبيرا بليغا عن تمسكهم بأرض الآباء والأجداد مهما كانت التضحيات، قائلا "يوما للنصر الإلهي لأنه كذلك بحق، لنثبت من خلال هذا العنوان السياسي والإعلامي ما نؤمن به أننا في الرابع عشر من آب كنا أمام نصر إلهي أعطاه الله لنا جميعا". ووجه "نصر الله" خلال كلمته في مهرجان ذكرى الانتصار- وادي الحجير جنوبلبنان التحية للمقاومين الأبطال الذين قاتلوا حتى آخر قطرة دم في حرب تموز 2006، مؤكدا أن الصمود الإسطوري لجيش لبنان وشعبها ومقاومتها قمة الالتزام، في مواجهة تلك الحرب، حيث تكامل الصمود العسكري مع الصمود الشعبي مع الصمود السياسي في مواجهة المشاريع المشبوهة وإملاء الشروط والتهديد والوعيد، بالرغم من الانقسامات السياسية. وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى أن معركة وادي الحجير، قائلا إنها من أهم المحطات الحاسمة جداً في حرب تموز، مضيفا أن "معركة وادي الحجير التي كانت حاسمة في إنهاء الحرب وإيقاف العدوان وإذلال العدو، وأسقطت كل خططه العسكرية ولم يبق أمامه سوى الانسحاب السريع إلى الحدود". وقال "نصر الله" مخاطبا القيادات الصهيونية " كل بقعة في أرضنا ستكون حفرة محصنة تدمر دباباتكم وتقتل جنودكم وتهزم جيشكم، مضيفا أنه لن تكون هناك استراتيجية ناجحة للجيش الإسرائيلي بعد اليوم في لبنان، موضحا أن العدو الإسرائيلي عجز برا وبحرا وجوا في حرب تموز، مؤكدا "في هذه الأرض لا سبيل لكم للوصول أو للبقاء وما جرى في حرب تموز يدرّس كنظريات عسكرية جديدة". وشدد الأمين العام لحزب الله على أن المقاومة اللبنانية اليوم أقوى إرادة وأمضى عزيمة وأشد بأساً وأعظم عدة وعديداً، لافتا إلى أن الإصرار على الاحتفال في 14 آب حتى نأخذ العبرة، مضيفا "أنا أقول للبنانيين كونوا على يقين أنكم قادرون على الصمود في أصعب الظروف وإسقاط المشاريع والإنتصار أمام أقوى جيوش المنطقة وإرهابيي المنطقة وبمعادلة الردع ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة". وانتقل " نصر الله" في كلمته إلى تطورات المنطقة ومواجهة مخاطر التقسيم، قائلا "إننا اليوم يجب أن نرفض تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهذا ما تعمل عليه الولاياتالمتحدة وإسرائيل ومعها بعض القوى الإقليمية من حيث تعلم أو لا تعلم ومنها السعودية، أميركا اليوم تستخدم داعش من أجل تقسيم المنطقة من حيث تعلم داعش أو لا تعلم", وأضاف أن أمريكا تريد أن تستغل داعش لإعادة تركيب المنطقة من جديد وإسقاط حكومات وأنظمة ورسم خرائط جديدة، وهي لا تريد ضرب داعش في سوريا لأنها تريد استغلال التنظيم لتقسيمها، أمريكا ومن معها توظف "داعش" لإسقاط النظام في سوريا فهل من هم غير "داعش" يستطيعون مقاتلة هذا التنظيم؟ وهذه هي الخديعة التي تستخدم في أكثر من بلد بالمنطقة". وأضاف "نصر الله" في العراق قالوا لهم غيروا حكومتكم وستحصلون على كل الدعم لمواجهة الإرهاب، فهل هذا ما جرى؟ وفي اليمن يتحالفون مع داعش لمواجهة القوى الوطنية، مضيفا أنه في موضوع اليمن يجب أن نجدد اليوم استنكارنا لهذه الاستباحة الخطرة التي تؤسس لاستباحات خطيرة من قبل أمريكا وإسرائيل، مشددا على أنه مادام هناك قضية وإيمان وصمود وطلب للعيش بكرامة لا يمكن لهذا العدوان أن ينتصر. وحول موضوع لبنان والوحدة الوطنية، أكد "نصر الله" أنه يجب أن يقتنع الجميع بقيام الدولة التي يشارك فيها جميع مكونات الشعب والوطن ويشعر فيها الجميع وتخدم جميع مكونات الشعب اللبناني، وشدد على أنه يجب عدم التعاطي على قاعدة الطائفة القائدة، وأعلن أن حزب الله لا يقبل أن يكسر أو يعزل أيا من حلفائه، خصوصا من وقف مع الحزب في حرب تموز وهذا الموضوع يستحق التضحيات. ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن العماد ميشال عون ممر إلزامي لاستحقاق الرئاسة، فهل يمكن لأحد أن يعزله أو يكسره في هذا الموضوع؟ مضيفا أن البعض يراهن أن إيران ستضغط على حلفائها في موضوع الرئاسة وأنا أقول من يراهن على ذلك فهو واهم واهم واهم حتى ينقطع النفس".