برك ومستنقعات تهدد بسقوط المبان والمنازل.. وأهالي: أصيبنا بالأمراض والقوارض منازل ومدارس ومصالح حكومية حولها طفح المياه الجوفية الراكدة لبالوعات كبيرة، تهدد من بداخلها بالسقوط فوق رؤوسهم، بعدما تسللت المياه للجدران، وشوارع تحولت لبرك ومستنقعات كبيرة، في قرية منياوية يقطنها قرابة 20 ألف نسمة، ارفع ثيابك قبل أن تخطو، أو الزم قطع البلوك المتناثرة فوق الأرصفة، ثم اترك حذائك عند دخول المنزل، أحوال متردية، واستغاثات متتالية، ولم يستجب مسئولو الوحدة المحلية بمركز مغاغة لنداءات أهالي قرية «ميانة». «البديل»رصدت معاناة الأهالي داخل القرية بعدما غمرت المياه أرجاء القرية كافة، واضطرار الأسر للمكوث في الأدوار العليا وسط مخاوف انهيار المنازل فوق رؤوسهم، إضافة لانتشار الأمراض والبعوض والحشرات. ومن أماممكتب السجل المدني بالقرية يقف عشرات المواطنين وسط طفح المياه بغرض استخراج بطاقات الرقم القومي وشهادات الميلاد، في حين أغلق مسئولو المكتب الأبواب أمام المواطنين تاركين لهم نافذة خلفية أسفلها برك من المياه. وإلى مركز شباب القرية، حولته المياه إلى بركة عميقة، تلونت بالأخضر نتيجة إهمالها منذ وقت طويل، وبالتالي هجره الشباب معتبرين إياه مستنقعا للوباء والروائح الكريهة، لا مركزا لممارسة الرياضة. وفي مشهد آخر تحيط مياه الجوف والصرف مجموعة من المنازل، بامتداد قرابة 100 متر طولا و50 متر عرضا، وقد سكنتها القمامة والحشرات والروائح العفنة، إلى جانب البكتيريا والطحالب. يقول حمدي سيد مدرب كرة قدم وناشط سياسي من القرية ل«البديل» إن 3500 منزل يقطنها 20 ألف مواطن، يعانون أشد المعاناة من ارتفاع منسوب المياه الجوفيةوسوء خطوط شبكة المياه، وأن المشكلة بدأت منذ 3 سنوات وتفاقمت هذه الأيام بشكل أصبح الأمر غاية في الخطورة، نتيجة تراكم الإهمال مستندا إلى الواقع وكذا تقرير لجنة المعاينة. وأضاف: كثيرا من الأطفال والمسنين أصيبوا بأمراض الفشل الكلوي، كما توفيت طفلة متأثرة بالروائح الكريهة المنبعثة من المياه الراكدة والتي ظهرت بها الديدان مؤخرا. وقال ربيع بيومي إن عددا من المنازل القديمة بناية الطوب اللبن أصيبت بانهيار جزئي للجدران، برغم مكوث قاطنيها كمعظم أهالي القرية في الأدوار العليا، ولأنهم بسطاء لا يمتلكون سوى أقوات يومهم لم يجدوا مخرجا من تهديد انهيار المنازل بالكامل. طالب أهالي القرية ممن التقتهم «البديل» إدراج ميانه ضمن مشروعات الصرف الصحي لخطة العام الجاري، مع وضع حلول عاجلة في الوقت الحالي، حتى لا يفاجئوا بكوارث جمة جراء ما آلت إليه القرية. وعكست مشكلة «ميانة» عدم وجود أولوية في خطط مشروعات الصرف الصحي بمحافظة المنيا، إذ أمدت المحافظة 3 قرى بمشروعات الصرف الصحي، وهي بني أحمد الغربية وصفط الخمار وشوشة،انتهت منها أواخر مايو الماضي، في حين أن حجم المشكلات بتلك القرى أقل بمراحل من قرية «ميانة» وغيرها من قرى أبوقرقاص وسمالوط.