في الوقت الذي تستمر فيه عمليات الجيش المصري العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، يخرج علينا المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بطريقة استفزازية مزايدًا على القوات المسلحة ليهدد باستهداف «ولاية سيناء» الذي أعلن ولائه لتنظيم داعش الإرهابي العام الماضي، قائلًا « إذا حاول تنظيم ولاية سيناء استهداف مواطنينا فعلينا أن نسبقه ونضربه بحزم وتصميم». وبعد ظهور وتمدد التنظيمات الإرهابية في مناطق عديدة من الدول العربية في الفترة الأخيرة، كثرت التحليلات التي ترجح أن ما يحدث في المنطقة العربية مؤامرة على العالم العربي بأكمله، لتفكيك الوحدة العربية واستنزاف الجيوش العربية، فضلًا عن أنه يمثل مصلحة كبرى لضمان أمن إسرائيل، كما إنه يضمن للكيان الصهيوني التحرك بحرية لضرب مناطق عربية. الدبلوماسيون والعسكريون المصريون رأوا في تصريحات الجيش الإسرائيلي مزايدة على دور الجيش المصري بالإضافة إلى أنها تهدف إلى التغطية على ما يفعله الكيان من قصف دول عربية أخرى، يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق إن تصريحات الجيش الإسرائيلي التي هدد فيها باستهداف ما يعرف ب«ولاية سيناء» الإرهابية في مصر ما هو إلا مزايدة على ما يقوم به الجيش المصري والقوات الأمنية ضد العناصر الإرهابية في شمال سيناء، مؤكدًا أن هناك تطورات ومتغيرات كثيرة أصبحت توضح بما لا يدع مجالًا للشك أطماع إسرائيل في المنطقة حيث بدأ الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة في توجيه عدة ضربات على الأراضي اللبنانية والسورية، متسائلًا هل إسرائيل تسعى إلى أن تعطي لنفسها الحرية واستباحة الأراضي العربية بدعوى مكافحة الإرهاب ؟ ..وإذا كان ذلك فعلى إسرائيل أن تنهي أولًا الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وأن تنهي عمليات الاستيطان في الضفة لأن مثل هذه الأفعال والانتهاكات الصهيونية هي من تؤدي إلى إثارة المشاعر وخلق التطرف بالمنطقة. وأضاف رخا أن على إسرائيل أن تحاسب نفسها أولًا لأن سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي من تؤدي إلى العمليات الإرهابية مؤكدًا أن تصريحات الجيش الإسرائيلي ما هي إلا استفزازات ليس لها محل من الإعراب إلا أنها تبرير لضرب سوريا وجنوب لبنان وتغطية لأي اعتداءات إسرائيلية على الدول العربية. وأكد مساعد زير الخارجية الأسبق أن ما يحدث في المنطقة يوضح مدى ضعف العرب وتفككهم، مبينًا أنه لا يوجد ترابط وتعاون عربي يواجه مثل هذه التحديات والاعتداءات، مشددا على أنه لابد من تعاون الحكومة السورية والعراقية لمحاربة ومكافحة الممارسات الإسرائيلية والإرهابية. ويتابع الكيان الصهيوني بشكل متواصل، يثير حوله القلق، تحركات الجماعات الإرهابية على الحدود مع مصر، بل الأكثر من ذلك تعمدت الصحف الإسرائيلية في نشر تقارير تظهر التنظيمات المتطرفة في سيناء على أنها قوة لا يمكن الاستهانة بها، فصحيفة هآرتس الصهيونية نقلت في تقرير لها انطباعات شُكلت لدى ضباط الجيش الإسرائيلي عن جماعة "ولاية سيناء" الإرهابية بعد العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري وفي مضمونها: أن «الجماعة منظمة جدا وذات مهارة عالية». ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي قوله إن تحليل الهجوم الكبير الذي نفذته الجماعة يوم أول يوليو قرب بلدة الشيخ زويد بما في ذلك الفيديو الذي صورته الجماعة ونشرته على موقع يوتيوب يظهر بوضوح أن محترفين خططوا للهجوم، وأضاف الضابط الإسرائيلي أن الهجوم يظهر مستوى عاليا من التنسيق والقيادة والتحكم». يقول اللواء حسام سويلم مساعد وزير الدفاع الأسبق إن هذه التصريحات ربما تشير إلى وجود سعى إسرائيلي للتدخل في شبة جزيرة سيناء مرة أخرى، فالجميع يعلم أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية هم من يحركوا التنظيمات الإرهابية في سيناء، لذلك قد تأمر هذه الدول في الفترة المقبلة تنظيم بيت المقدس بتوجيه ضربات لتل أبيب لتكون ذريعة لضرب الكيان الصهيوني التنظيم في سيناء والتدخل في مصر، مؤكدًا أن ما يوضح ذلك تصريحات افيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي- وضباط جيش الاحتلال الذين يروجون لفكره أن الإرهاب أصبح مستشري في سيناء ويتطلب تدخل إسرائيلي. وأثارت تصريحات افيخاي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك انتقاد أغلب المعلقين المصريين حيث قال أحدهم «أنت صدقت نفسك .. مفيش حتى اسم ولاية سيناء …. وعندما تتحدث ..تقول سيناء .. ولا تقول .. ولاية سيناء .. نحن لا نقبل بغير هذا الأسم .. يا أدرعي» ..وآخر رد عليه قائلًا « مش قادر يستوعب أن شعب مصر و جيشها برجال البلد و نسائها كلنا نروح سيناء نقف لمصر..أحلموا يا صهاينة»