لا يمكن أن تمر الذكري 63 لثورة 23 يوليو 1952، التي قادها ضباط الجيش المصري "تنظيم الضباط الأحرار"، ضد الحكم الملكي فاروق الأول لإعلان نهاية حكم أسرة محمد علي، وبداية جمهورية مصر العربية، دون الحديث عن "يوسف صديق" و"خالد محيي الدين" الذين شاركوا في الإطاحة بالنظام الملكي. «يوسف صديق».. حامى ثورة يوليو «يوسف صديق».. دخل تنظيم الضباط الأحرار عندما تعرف علي النقيب وحيد جودة عقب حرب فلسطين 1948، وعندما عرض عليه الانضمام إلي التنظيم لم يتردد، فأسندت إليه من قبل تنظيم الثورة قيادة الكتيبة الأولى "مدافع ماكينة"، وفي ليلة الثورة كانت ساعة الصفر في الثانية عشرة مساء، إلا أن جمال عبد الناصر عاد وعدل الموعد إلى الواحدة صباحاً، وأبلغ جميع ضباط الحركة عدا يوسف صديق؛ لكون معسكره في الهاكستيب بعيد جدا. وقبل الموعد المحدد، تحرك "صديق" ولم يخف الموقف علي ضباطه وجنوده، حيث خطب فيهم قبل التحرك بأن ما سيفعلونه من أجل مصر، وتحركت القوة من معسكر الهايكستب بقيادة يوسف صديق في المقدمة، وما أن خرجت القوة من المعسكر حتي فوجئت باللواء عبد الرحمن مكي، قائد الفرقة يقترب من المعسكر، فأصدر صديق أوامر باعتقاله، وعند اقتراب القوة من مصر الجديدة، وجد الأميرالاي عبد الرؤوف عابدين، قائد ثاني الفرقة يريد بدورة السيطرة علي المعسكر، فأمر صديق باعتقاله أيضاً. وحسب رواية يوسف صديق، فإنه فوجئ ببعض جنوده يلتفون حول رجلين تبين أنهما جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وحدث جدل كبير بين "صديق" و"ناصر" علي عودة كتبية الهايكستب إلي ثكناتها، لكن يوسف صديق أصر إتمام العمل، وأن الثورة بدأت، وأنه مستمر في طريقه إلي مبني قيادة الجيش لاحتلاله، واتفاقا على ذلك، وظل جمال عبد الناصر يراقب التحركات، ووجه بإرسال تعزيزات من أول الأجنحة التابعة للثورة التي تحركت في الموعد الأصلي اللاحق لمساندة يوسف صديق الذي نجح مع جنوده باقتحام مبنى القيادة العامة للجيش والسيطرة عليه. «خالد محيى الدين».. نفي إلى سويسرا لخلافات مع مجلس قيادة الثورة «خالد محي الدين».. أصبح في 1944 أحد الضباط الذين عرفوا باسم تنظيم الضباط الأحرار والذين انقلبوا على حكم الملك فاروق سنة 1952، وكان وقتها برتبة صاغ، ثم أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة، لقبه جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر في إشارة إلى توجهاته اليسارية، وحينما دعا محيي الدين رفاقَه في مارس 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي، نشب خلاف بينه وبين معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة أدي به إلي الابتعاد إلى سويسرا لبعض الوقت. العمل الجماعي سبب نجاح ثورة 23 يوليو قال عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، إن ثورة يوليو بمطالبها وأهدافها ستظل محلقه في سماء الوطن، وتمثل طموحا متجدداً مهما طال الزمن؛ لأنها تعني قضية التحرر الوطني، وفي مقدمتها فكرة تحرير الإرادة الوطنية بتحرير الوطن من السيطرة الاجتماعية التي تكبلها، فعندما نستعيد ذكري ثورة يوليو، لابد أن نتذكر أبرز ما سجلته لإعادة تكريس فكرة العدالة الاجتماعية وتبنيها لقضية التحرر الوطني في أنحاء العالم. وأضاف "مغاوري" أنه حينما نتذكر أدوار من شاركوا في ثورة يوليو، لا يمكن تجزئة الأدوار، فالكل شارك من خلال عمل جماعي قام به الضباط الأحرار التي التقت أهدافهم وطموحاتهم مع أهداف وطموحات الشعب المصري، فاحتضنها الشعب، فكتب لها النجاح والخلود. وتابع: "لا يمكن اختزال أدوار الضباط الأحرار من العمل الجماعي، فالبرغم من أن خالد محيي الدين كان له دور مهم في ثورة يوليو، وأن يوسف صديق كان له السبق في حماية الثورة بتحركة مبكراً، وكان رومنسياً في انتمائه للثورة، لكن كان العمل جماعي ولا يمكن تجزئته.