قال موقع دويتش فيله لم تنته المشاحنات والعداء بين السودان وجنوب السودان بعد الانفصال، حيث تطفو على السطح بين الحين والآخر مشكلة جديدة بين البلدين وحمل مؤخراً رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت الخرطوم مسؤولية عدم تنمية وتطور بلاده في الماضي، وقال خلال حديث له في البرلمان، الأربعاء، قبل يوم واحد من احتفال بلاده بالذكرى الرابعة للاستقلال، إن "نظام الخرطوم لم يهتم بتنمية الجنوب، وبعدما نال الأخير استقلاله، كانت رغبة الخرطوم هي مقاسمة البترول المنتج فى جنوب السودان بالمناصفة" واستقل جنوب السودان عن السودان في يوليو من العام 2011، عقب إستفتاء تاريخي صوت فيها الجنوبيين بغالبية ساحقة لخيار الإنفصال، وأضاف كير أن "جنوب السودان استقل سياسيا، ولكنه اقتصاديا يتجه صوب الأسوأ، وطالب الرئيس، وزارة المالية بضرورة تسريح أي شخص يتورط فى عملية التلاعب بالمال العام، مشددا على أن حكومته تسعى لتطوير الزراعة والتعدين في البلاد. وأعاد البرلمان في جوبا تنصيب سلفا كير رئيسا لجنوب السودان لثلاث سنوات، بعد أن أرجأ الانتخابات ومدد ولايته بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، وقرر البرلمان أن كير ليس بحاجة إلى تأدية اليمين رسميا لأنه بالفعل يشغل المنصب، وتعهد الرئيس بضمان السلام والمصالحة مع قائد المتمردين نائبه السابق ريك مشار، بعد ان أودى صراع السلطة العسكري القائم منذ 18 شهرا بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص. وقرر البرلمان في مارس تأجيل الانتخابات التي كان يفترض إجراؤها بحلول يوليو وتمديد تفويض كير الذي يحكم منذ العام 2011، وعقب الجلسة داخل البرلمان دشن ميارديت بالبنك المركزى لجنوب السودان، استخدام العملات المعدنية، وهي من فئات 20 قرشا، و25، و50 قرشا، وجنيه، وجنيهان. وفي رد مماثل من السودان بالاتهامات طالبت الخرطوم، جنوب السودان بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت والمتعلقة بالخط الصفري والحدود الفاصلة وفقاً لحدود أول يناير 1956 والمنطقة منزوعة السلاح، وعدم دعم وإيواء الحركات المسلحة، وجدَّد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الدعوة لجنوب السودان للكف عن دعم المتمردين السودانيين. وقال غندور إن بناء علاقات طبيعية مع الدولة الجارة يتطلب إرادة من جانب جوبا، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من الملفات العالقة لابد من مناقشتها بصراحة ووضوح، مضيفا أن في مقدمة القضايا العالقة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفا كير ميارديت، مشيرا إلى أن هذه القضايا متعلقة بالخط الصفري والحدود الفاصلة وفقاً لحدود 1/1/1956 والمنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة السودانية بالسلاح وآخرها الاختراق الذي تم في منطقة (قوز دنقو) في جنوب دارفور، مشدداً على أهمية أن يتوقف هذا الدعم.