لا شك أن مدينة الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر تتميز بطابع حضارى وثقافى وتاريخى وسياحى مميز ومختلف عن باقى المحافظات، وكان لهذا الاختلاف الفضل في تميز الشخصية السكندرية التى تعيش فى أحضانها، ويأتى شهر رمضان من كل عام لترتدى الإسكندرية رداءها المميز الذى يضفى عليها رونقًا خاصًّا من الروحانيات والتعاملات والزينة والأنوار التى تغطى المنازل والميادين. ولعل أهمها هو خروج الأسر السكندرية فى تجمعات للإفطار خارج المنزل على شاطئ البحر، ثم التوجه إلى ساحات المساجد؛ لصلاة التراويح خلف بعض الأئمة وأكثرهم شهرة الشيخ "حاتم فريد الواعر" بمسجد القائد إبراهيم. ولكن…. فقد مسجد القائد إبراهيم هذا العام وللعام الثانى على التوالى مكانته فى قلوب المصلين المتعلقين به، بعد منع ساحات التراويح به، ومنع الشيخ حاتم فريد الواعر، والذى يتميز بصوته المميز العذب فى قراءة القرآن، وإقامة التراويح وصلاة التهجد فى العشر الأواخر من رمضان، حيث يأتى عشرات الآلاف من السكندريين من كل صوب وحدب لقضاء العشر الأواخر من الشهر الكريم؛ مما يؤدى إلى إغلاق كل الطرق المؤدية من وإلى محطة الرمل ،وتصبح كل الشوارع والأزقة لا موضع قدم بها. واعتبر الكثيرون منع ساحة التراويح بمسجد القائد إبراهيم من أسوأ ما أبرزته الثورة، وذلك بعدما شهده مسجد القائد إبراهيم من مشاهد دموية، خاصة العام الماضى في ثورة 30 يونيو. ورغم الشكاوى والمطالبات التى وصلت لمديرية الأوقاف بالإسكندرية من الكثيرين من المواطنين المتعودين على قيام رمضان بساحة القائد إبراهيم بضرورة عودة الشيخ حاتم وإقامة ساحات الصلاة، إلا أن الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية قال إن الشيخ حاتم الواعر لم يتقدم للحصول على تصريح، ولا يجوز له الإمامة دون اجتياز الاختبارات التى وضعتها الوزارة، وأضاف عبادة أنه لن يتم منعه إذا اجتاز الاختبارات، وسيتم توزيعه على المساجد كباقى الأئمة. وأكد أن صلاة التراويح ستقام بجزء كامل في 19 مسجدًا بالإسكندرية، على أن يسمح بالاعتكاف في 106 مساجد فقط، مؤكدًا أن هذا العدد يغطي المحافظة بالكامل. يذكر أنه فى عام 1948 أقيم هذا المسجد في الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا ابن محمد على والى مصر السابق ومؤسس العسكرية المصرية الحديثة، وقام بتصميم المسجد مهندس إيطالي الأصل شغل منصب كبير مهندسي الأوقاف عقب مسابقة أقيمت لذلك، وأصبح القائم على أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد الأول . ويتميز مسجد القائد إبراهيم بوجود زخارف من عصور مختلفة وبمئذنة رشيقة مرتفعة، تتميز عن غيرها بوجود ساعة فيها، ويوجد بجانب المسجد دار مناسبات تابعة له، ويطل المسجد على كورنيش الإسكندرية ومقر مركز سوزان مبارك لصحة الأسرة، الذي كان سابقًا مقرًّا للمركز الإقليمي لمنظمة اليونيسيف وحديقة الخالدين، فضلاً عن ميدان محطة الرمل الشهير وكلية الطب بجامعة الإسكندرية. وبالانتقال إلى ساحة المساجد بمنطقة بحرى وأشهرها على الإطلاق مسجد المرسى أبو العباس، فقد قلت أعداد المصلين، وعقب صلاة العشاء لم يتبقَّ لصلاة التراويح إلا العشرات داخل المسجد، وساد الهدوء أشهر ساحة للمساجد التاريخية، حيث قل أعداد الزوار بها، واختفت الأنوار وزينة الشهر الكريم. ويرجع البعض قلة الزائرين إلى ارتفاع درجات الحرارة التى تزامنت مع أول أيام الشهر الكريم. ويعد مسجد أبو العباس المرسي هو أضخم مسجد في الإسكندرية، ويعتبر معلمًا بارع الجمال؛ بفضل واجهته ذات اللون الأصفر الشاحب وأربع قبب عظيمة وتصميمات من الأرابيسك ومنارة مرتفعة. تم بناؤه عام 1775 تخليدًا لذكرى حياة الشيخ الأندلسي الذي دفن في المكان، ويعد من أكثر المساجد زيارة على ساحل البحر المتوسط، ويتخذ شكل قنطرة ممتدة ويتميز بالأعمدة الجرانيتية الثمانية المتآلفة والأرضية الرخامية التى تحيط بالمسجد بالداخل والخارج.