قال موقع ساوز أفريكا إن منظمة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد) حققت انتصارات خارقة في مختلف القطاعات التي سيكون لها فائدة على المدى الطويل لاقتصاد القارة، حيث أشاد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بنيباد وجهودها من أجل الحفاظ على الأحلام وإمكانات أفريقيا بأن تظل على قيد الحياة. مع بداية ظهور مبادرة " نيباد " في أوائل القرن الحالي تعاظمت آمال الشعوب الأفريقية في الحصول على حياة آمنة مستقرة بعيدا عن النزاعات والحروب والفقر، وبدأت الآمال والطموحات تراود تلك الشعوب في التحرر من النظم الدكتاتورية الحاكمة من جهة، وفي الانتصار على بقايا الدول الاستعمارية المستفيدة من حالة التخلف والفقر والصراع المتنامي داخل القارة من جهة أخرى. وبدأت هذه المنظمة عندما تولدت لدى العديد من القادة الأفارقة رغبة حقيقية في إيجاد خطة إستراتيجية شاملة للقضاء على التخلف الذي يضرب بأطنابه في طول القارة وعرضها، وفي تحقيق التنمية الشاملة، لاسيما إذا كانت القارة غنية بمواردها الطبيعية والبشرية الهائلة التي تضمن لها دوام التقدم والازدهار؛ شريطة التوصل إلى منظومة متكاملة من الأطر والسياسات المتناغمة للنهوض بالقارة التي كانت سبباً في ظهور الحضارة الأوربية والأمريكية، لكنها بقيت ترزح تحت نير استعمار سافر استنزف ثرواتها واستعبد أبنائها. لم تظهر مبادرة نيباد بطريقة فجائية، لكنها مرت بعدة مراحل وتطورات حتى أصبحت في شكلها الحالي، ففي البداية قامت مصر والجزائر ونيجيريا ودولة جنوب أفريقيا بطرح ما أسموه برنامج شراكة الألفية لإنعاش أفريقيا والمعروف اختصارا ب(ماب) وكان ذلك أواخر العام 2000 بالعاصمة الجزائرية خلال جمعية رؤساء الدول والحكومات السادسة والثلاثين لمنظمة الوحدة الأفريقية، وتم الاتفاق في البداية على الإطار العام الذي تقوم عليه الشراكة، وطلب الاجتماع من الدول الخمس وضع إطار اجتماعي واقتصادي متكامل للقارة. وتزامناً مع ذلك البرنامج قام الرئيس السنغالي بمبادرة أطلق عليها خطة أوميجا تتمحور تفاصيلها حول تحقيق التنمية في القارة ومحاربة أسباب التخلف بعد ذلك تم طرح المبادرتين أمام قمة سيرت غير العادية ولاقت قبولاً واسعاً من القادة الأفارقة، بل ودعوا إلى دمجهما في مبادرة واحدة تتقدم بها القارة السوداء إلى الشركاء الدوليين، حيث لا مناص للأفارقة من التعاون مع المحيط الدولي ككتلة واحدة تعبر عن موقف أفريقي موحد وواضح تجاه قضايا القارة الملحة وأخيراً أطلقت سكرتارية اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة مبادرة أطلقت عليها (التعاهد العالمي الجديد مع أفريقيا. وبناء على ما تقدم تم اعتماد الوثيقة الإستراتيجية الإطارية لهذه المنظمة في مؤتمر القمة السابع والثلاثين لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 2001 ، المنعقد في العاصمة الزامبية لوساكا، وشرعت الدول الخمس المؤسسة – الجزائر ومصر ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا- في صياغة مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية لتطوير أفريقيا.