محافظ الإسكندرية يشهد حفل استقبال 772 معلما من الناجحين بمسابقة ال 30 ألف معلم    بحضور المحافظ.. حفل استقبال المعلمين الجدد في الإسكندرية - صور    محافظ دمياط وجهاز تنمية المشروعات يتابعان برنامج "ابدأ وحسن مشروعك"    22 سبتمبر الجاري.. وفود من السعودية وليبيا والعراق تشارك في ملتقى «بناة مصر» لاستعراض مشروعاتهم التنموية    وكالة الفضاء المصرية تبحث تعزيز التعاون مع جامعة مصر للمعلوماتية    أستاذ علوم سياسية: جرائم الاحتلال لن تأتي إلا بالعنف ضد الإسرائيليين    محمد صلاح يخوض اليوم مباراته الدولية رقم 100 مع منتخب مصر    عامر حسين يكشف ملامح الدوري المصري للموسم الجديد    خبر في الجول - المصري في مفاوضات متقدمة مع سيراميكا لضم القرموطي    المشدد 5 سنوات لسائق جرار سرق تروسيكل تحت تهديد السلاح بطوخ    قرار من النيابة بشأن ضبط سعد الصغير بمطار القاهرة    رابط نتيجة الدور الثاني للثانوية العامة بعد اعتماد النتيجة رسمياً    لينك نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024    الفنان الهولندي چاستن دي يجير في مهرجان القاهرة التجريبي: الأداء الحركي قائم على علاقة توازن بين الجسد والأرض    أغاني ال cover، باب رزق لمواهب شابة وصلت إلى النجومية من طريق السوشيال ميديا    "القاهرة الإخبارية": إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    كنوز اهناسيا وميدوم    في ذكرى رحيله.. أغنيات لحنها رياض السنباطي لكوكب الشرق    علي جمعة يكشف عن أوصاف وشمائل النبي: صفات جسده الشريف    هؤلاء أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا ويجب عليهم تلقي التطعيم    «تعليم قنا»: منح الاعتماد ل 71 مدرسة    ذكرى وفاة فيلسوف الموسيقى سيد درويش فى كاريكاتير اليوم السابع    السجن المشدد 5 سنوات ل8 متهمين بالسرقة وانتحال الصفة فى مدينة نصر    استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى مدينة طولكرم    البيئة: تشكيل لجنة من أساتتذة الجامعات لدعم دور الوزارة في ملف التشجير    وسام أبو على يقود هجوم فلسطين ضد الأردن فى تصفيات كأس العالم 2026    "محامي عمل في سويسرا".. من هو رضا حنفي مترجم كولر الجديد بالأهلي؟    غموض موقف 5 زملكاوية في الميركاتو الصيفى    والدة الفنانة مريم وجيه: فخورة بوجود لوحات ابنتى بين كبار الفنانين    رسميًا..الزمالك يعلن تعاقده مع السنغالي سيدي ندياي 4 مواسم    سعاد صالح تكشف مفاجأة بشأن خلع العروسة للحجاب ليلة زفافها    اتحاد المشروعات الصغيرة يكرم اليوم السابع على تغطية ملف الصناعات الصغيرة    بالصور- محافظ أسوان يتفقد الأعمال الجارية بمشروع مركز طب أسرة البصيلية    قرار من وزير الداخلية برد الجنسية المصرية ل36 مواطنًا    وزير الخارجية الأمريكي: وقف إطلاق النار بغزة يصب في مصلحة إسرائيل    مبادرة «بداية» وحقوق الإنسان في مصر    مصدر خاص ل "الفجر الرياضي": قرار معروف صحيح بشأن إبعاد ماني عن تسديد ركلة الجزاء امام بوروندي    رئيس مدينة إسنا يعقد الاجتماع الأسبوعي لمتابعة مستجدات مشروعات حياة كريمة    نائب محافظ الأقصر يسلم مساعدات مالية ل500 سيدة من الأرامل والأيتام    محافظة الجيزة تطلق 36 قافلة بيطرية مجانية شاملة لدعم المربين    مواليد 5 أبراج فلكية «توكسيك».. احذر عند التعامل معهم    الداخلية تنظم الملتقى السادس لشباب المناطق الحضارية الجديدة في العاصمة الإدارية    لو اشتريت ايفون 16.. تعرف على محتويات "العلبة"    بيت الزكاة يستعد لأول حملات توزيع ملابس ومستلزمات على الطلبة الأيتام    مطالبا بمحاكمته.. برلماني يعلق على تحريض أستاذ جامعي لسرقة الغاز والكهرباء    رابط مباشر لمعرفة نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024 بالمحافظات    رابط نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024 بالفيوم    بالأرقام: 54 ألف عنصر أمني و1649 مركزا انتخابيا و1634 مترشحا ومترشحة في انتخابات الأردن النيابية    رئيس الوزراء يستعرض مخططا لتطوير مستشفيات قصر العينى.. زيادة المساحة ل 280 ألف متر مربع.. تقليل مدة إقامة المريض بالغرفة.. العمل بنظام الفترات التبادلية لغرف العمليات.. ومدبولى: مشروع كبير لتطوير "عين شمس"    فريق طبى بمستشفى المطرية التعليمى يجرى جراحة نادرة بفصل إلتحام الفكين لطفلة    وزارة التعليم العالي تغلق كيانا وهميا جديدا بمحافظة الشرقية    من هو «السفير تميم خلاف» المتحدث الرسمي الجديد لوزارة الخارجية والهجرة؟    ارتفاع أسعار النقل والمواصلات 29.8% على أساس سنوي خلال أغسطس الماضي.. و10.7% على أساس شهري    تعرف على قرعة مجموعة القاهرة بدوري القسم الثاني «ب» ومبارايات الجولة الأولى    سعاد صالح: زواج التجربة حرام مثل المساكنة.. ويفتح باب الزنا    مبارزة الانتخابات الأمريكية.. كل ما تريد معرفته عن مناظرة ترامب وهاريس    الرئيس الإيراني يزور العراق غدا الأربعاء    «أونروا»: جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترض تحت تهديد السلاح قافلة متجهة لشمال غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هوجة عرابي وخيانة الولس».. مصر المحروسة بأهلها
نشر في البديل يوم 19 - 05 - 2015

«لدينا أكثر من 300 مؤلفًا بحاجة إلى من يكتشفهم ويبحث عنهم، ويخضع أعمالهم لورش مسرحية وتجارب على خشبة المسرح، لكن للأسف الحصار حول المؤلف شديد، ولم يتمكن من الإفلات إلا القليل ممن لهم واسطة أو محسوبية أو هبطوا بالباراشوت لمصالح أو ابتزاز، أو ضغوط ميتافيزيقية، والسبب الحقيقي لأزمة كتاب المسرح يكمن في ذلك النظام البيروقراطي، الذي يسمح للندرة بالظهور، وينفي معظمها عن ساحة الإبداع، ومصر مليئة بكتاب المسرح الموهوبين»، قالها في 2007 المؤلف المسرحي والناقد عبد الغني داود.
عبد الغني داود، صاحب العطاء الوافر والإنتاج المتميز، قدم للمسرح "شجر الصفصاف، الخليفة، الزفة، تنويعات هلالية، الموكب، أطياف الخيال، الجازية الهلالية، السفيرة عزيزة، حلم الأباريق الفخارية، ديوان المظالم، الغرق، السيل، الموكب"، ومسرحيات أخرى.
حصل على عدة جوائز منها جائزة مسابقة المسرح بالثقافة الجماهيرية 1987 عن مسرحية غريب في بلبيس، وجائزة أبي القاسم الشابي بتونس 1994عن مسرحية اللعنة من فوق المنبر، وجائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب في الثمانينات.
وفي النقد المسرحي له كتب "الأداء السياسي في مسرح الستينات، زكي طليمات، بيرم التونسي قيثارة الفن"، وفي النقد السينمائي "من أجندة السينما المصرية الراحلون في مائة سنة، هند رستم والطريق إلى النجومية، مدارس الأداء التمثيلي في السينما المصرية، القاهرة في السينما التسجيلية، القاهرة في السينما، مصر مائة سنة سينما، وله عدة ترجمات مسرحية كرنفالية، ملك الغرفة المظلمة، كيبس ه. ج. ويلز، خمس مسرحيات نو حديثة يوكيوميشيما، ميلاد التراجيديات لنيتشه.
في كتاب جديد قدمت دار النسيم للطبع، مؤخرًا، مسرحيته «هوجة عرابي وخيانة الولس»، التي ننشر لقراء «البديل» المشهد الأول منها:
المنظر: صيوانيحتشد به مجموعة من المنشدين(الذكيرة) حيث تدور حلقة الذكر
ذكير :1 صلوا عليسيدنا النبي.. قولوا معي.. يا عزيزيا عزيز.. كُبة تاخد الإنجليز.
ذكير: 2 »منشدًا« يا منيُرجيللشدائد كلها.. يا من إليه المشتكيوالمفزع.
الذكيرة: يرددون يا عزيزيا عزيز.. كُبة تاخد الإنجليز.
ذكير3 : «منشدًا»يا منيريما فيالضمير ويسمع.. أنت المعين لكل مايتوقع.
عرابي: يظهر وسط الذكيرة وهويتطوح فيحالة وجد صار عند الفقراء الآن أمل فيأن أولادهميتقدمون،ويصيرون حكامًا لبلادهم.. بعد أن كانوايتوهمون أن ذلك مستحيل عليهم،ولا كانيخطر ذلك فيأفكارهم،ولنضرب مثلاًيا حضرات الضباط.. بنفسيأنا أحمد عرابيبن السيد محمد عرابيبن السيد محمد وافي،وينتهينسبيإليالإمام الحسينيب عليسبط رسول الله صليالله عليه وسلم.
درويش1 : هاتفًا صلوا عليالنبي.. مدد.. يا خفيالألطاف نجنا مما نخاف.
عرابي: اهتفوا معييا أولاد الشيخ عبد الجواد.. يا خفيالألطاف نجنا مما نخاف.
الجميع: يهتفون يا خفيالألطاف نجنا مما نخاف.
عرابي: مازال في تطوحاته وها أنا لست من بيتغني.. بل من بيت متوسط الحال، وها أنا بين أيديكم الآن ناظرًا عليالجهادية.. بعد أن دخلت العسكرية نفرًا بسيطًا.
الذكيرة: يهتفون الله أكبر.. يا حي.. يا قيوم.
منشد1 : ينشد يا ربيسر لنا فرجًا قريبًايا إلهي.. لا تباعد..
محمد عبيد: من الفرقة السودانية.. ضابط أسمر فارس.. يدخل في زيالضباط مندفعًا نحو عرابي وصارخًا فيه : يا عرابي.. يا سيدي.. يا أيها القائد.. الإنجليز على بعد أمتار من التل الكبير، وفي مقدمة الجيش بعض ضباط أركان حرب من المصريين، وجماعة عربان الهنادي، وهرب منا الأنفار، وبعض الجنود يرشدون الأعداء الإنجليز.
يتدخل بينهما سعود الطحاويأحد الذكيرة
سعود الطحاوي: اطمئن يا زعيم.. ثق بكلامي.. أنا شيخ سعود الطحاوي.. لم يجرؤ الإنجليز على التقدم ما دام معك قبيلة الطحاوية.
تقف على مقربة مجموعة(العمات) أيالنسوة المنتميات للدراويش يزغردن
مجموعة النسوة: يزغردن، وإحداهن تهتف صلوا علي النبي.. يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.
سعود الطحاوي: وقد أرسل إلينا الضابط علي يوسف وهو فيالمقدمة يخبرنا بعدم حركة العدو أو قربه من المواقع.
مجموعة النسوة: يرددن الله حي.. الله حي.. وصليعليالمبعوث بالنور والهدي.. زغاريد يا خفيالألطاف نجنا مما نخاف.
محمد عبيد: يمسك بأحمد عرابيويهزه وكأنهيوقظه منغفوته : هرب الأنفار يا زعيم، وخان العربان، وأصيب القادة رشاد باشا حسني وعلي باشا فهمي.. أفق يا زعيم.. أفق يا رجل.. اتبعني وإلا لن تجدني بعد ذلك أبدًا.. يخرج غاضبًا
ذكير1 : متطوحًا وهاتفًا مصر محروسة بأهل الله.. يا عزيزيا عزيز.. كُبه تاخد الإنجليز..
المنشدون يحيطون بعرابي
أحدهم: ينشد إني دعوتك والهموم جيوشها قلبي تطارد..
عرابي: يواصل الذكر مع الذكيرة والمنشدين أنا مع الفقراء فيالصيوان، ومعي أولاد الشيخ عبد الجواد.
تخفت أصوات الذكر والإنشاد، مع خفوت إضاءة في منطقة عرابي، وفي ركن قصي يظهر الخديوي توفيق وحوله بطانته، فيتقدم منه عرابي
الخديويتوفيق: ما هي أسباب حضورك بالجيش إلي القصر يا عرابي؟
عرابي: جئنا يا مولاي نعرض عليك طلبات الأمة وطلبات الجيش، وكلها طلبات عادلة، وهي.. إسقاط وزارة رياض المستبدة، وتأليف مجلس نواب علي النسق الأوروبي، وإبلاغ الجيش إلى العدد المعين في الفرمانات السلطانية، والتصديق على القوانين العسكرية التي أمرتم بوضعها.
الخديوي توفيق في نبرة متعالية: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت حكم هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.
عرابي: ونحن خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا ولا عقارًا.. فوالله الذيلا إله إلا هو إننا لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم.
يختفي الخديوي توفيق وبطانته، وتعلو أصوات الذكيرة والمنشدين، وتعلو إضاءة الصيوان
منشد2 : الله أكبر.. يا من تُحل بذكره عقد النوائب والشدائد.
جندي1 : يدخل الصوان مهرولاً نحو عرابي، كان أسر محمود باشا فهمي، ضربة شديدة أصابت الدفاع.. أما القائمقام محمد عبيد فلم نعثر له على أثر.. فقد ظل يحارب حتى تمزق جسده أشلاءً مبعثرة.. لدرجة أننا لم نستطع أن نجمع الأشلاء في كفن لندفنه فيه.
عرابي- صارخًا في بكاء كأنما أفاق من غفوته: لهفيعليك يا محمد عبيد يا أخي.. ليتني كنت إلى جوارك لألقي الشهادة معك، ينتحب، كان رفيقًا مقاتلاً في معارك جبهة كفر الدوار ومعركة عزبة خورشيد، وفي هجوم الإنجليز على مقدمة جيشنا في كفر الدوار وهزيمتهم، وفي جبهة مريوط ومعارك جبهة رشيد وأبي قير، ومُشارك في تحصين جبهة دمياط، وتحصين شواطئ البحر الأبيض والبحر الأحمر، ومعارك الخط الشرقي.. أهكذا يموت البطل دون كفن أو قبر؟!! لهفي عليك يا فارس.
جوقة النسوة تنوح: حطوا دراع السبع فوق الباب لجل الندولة يعملوا له حساب.
جندي2 : لعرابي سيديالقائد.. تم احتلال بورسعيد بلا أدني مقاومة، كما احتلوا السويس والإسماعيلية.
جندي1 : في التل الكبير استبسل آلايالمشاة بقيادة أحمد بك فرج، وآلايان من السودانيين، وظلوا يدافعون حتى أستُشهد معظمهم وقتل قائدهم محمد عبيد.
عرابي: صارخًا آه يا محمد.. يا ويلي منك يا محمد عبيد.. سيحاسبني الله عن ذنبك يوم القيامة يا محمد.. كيف أهرب من ذنبك؟!
جندي1 : ومعنا استبسل آلايعبد القادر بك عبد الصمد.
جميع الذكيرة والمنشدين ينسحبون من الصيوان، والفرار من المكان حتي يبقيعرابي وقلة قليلة معه.. فتفاجئهم مقذوفات مدافع الإنجليز، وتكاد تهدم الصيوان فيصاب الجميع بالارتباك والهلع
عرابي: صارخًا يا ناس.. أين ذهب الناس؟! أين أنتم؟ هل نسيتم؟! نشرت أفكاريبين طبقات الأمة وعلمائها وأعيانها ونبهائها، وعُمد البلاد ومشايخ العربان، وكم ساعدتمونيعلي حفظ الأمن والراحة العمومية لانتشال البلاد من هوة الاضمحلال وهوة التلاشي التي سقطت فيها بتفريط الحكومة في حقوق الأمة، من بيع كثير من الأراضي للأجانب، ووجود كثير منهم في إدارات الحكومة ومصالحها بالرواتب الفادحة.
يعود المنشدون والذكيرة إلى التجمع في ترقب ويحيطون بعرابي
المنشدون: يرددون في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي وهذه دولة الأشباح قد حضرت فأمدد يمنك كي تحظى بها شفتي.
عرابي: يتطوح في وجد مدد يا حسين.. مدد يا سيدة.. مدد يا عبيد.. أين أنت يا عبيد؟!.. شهيدٌ فيالجنة.. ما كنت أحب أحدًا مثلما أحببتك يا فارس ثورتنا.
جوقة النساء: يزغردن من بعيد الله حي.. الله حي.. وصلي وسلم.. سيدي في كل لمحة.. يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.
عرابي: ينشد نسخت بحبي آية العشق من قبلي.. فأهل الهوي جندي وحكميعلى الكل.
منشد1 : يكمل وكل فتى يهوى فإني إمامه وإني برئ من فتي سامع العدل ولي في الهوى علم تجل صفاته ومن لم يُفهِّمه الهوى فهو في جهل.
تكبيرات الذكيرة والمنشدين.. إلي أن يظهر مستر كوكسن في نفس الركن الذيكان يظهر فيه الخديوي توفيق.. فيرن الصمت، وتتداخل كلمات كوكسن في تهويمات عرابي والمجموعة، خفوت الإضاءة في منطقة عرابي
كوكسن: أنا القنصل كوكسن وأنت تعرفني.. إن طلب إسقاط الوزارة، وطلب تأليف مجلس النواب من حقوق الأمة لا من حقوق الجيش، ولا لزوم لطلب زيادة الجيش لأن المالية لا تساعد علي ذلك.
عرابي: اعلم يا حضرة القنصل أن طلباتي المتعلقة بالأهالي لم أعمد إليها إلا لأنهم أقاموني نائبًا عنهم في تنفيذها بوساطة هؤلاء العساكر الذين هم أخوانهم وأولادهم.. فهم القوة التي ينفذ بها كل مايعود علي الوطن بالخير والمنفعة.. وانظر إلي هؤلاء المحتشدين خلف العساكر.. فهم الأهالي الذين أنابونا عنهم في طلب حقوقهم، وأعلم علم اليقين أننا لا نتنازل عن طلباتنا، ولا نبرح هذا المكان ما لم تنفذ يختفي المستر كوكسن.. يظل عرابي مستغرقًا في كلماته،ولم يشعر بانصراف الناس من الذكيرة والمنشدين والرجال.. ويتلفت حوله فلايجد سوى مجموعة من الجنود الإنجليز يقودهم ضابط مصري يحاصرونه، ويلقون القبض عليه
قائد الجند الإنجليزية: فرمان من الخديويتوفيق لعرابي..
الضابط المصري: معلنًا يعلن الخديوي توفيق خيانة عرابي ورفاقه.. بسبب ارتكابهم عدم الحضور لطرفنا، بعد صدور أمرنا بطلبكم، واستمراركم فيالتجهيزات الحربية.. كل ذلك يوجب عزلكم.. فقد عزلناكم من نظارة الجهادية والبحرية، وأصدرنا أمرنا هذا لكم بما ذكر ليكون معلومًا.
عرابي: صارخًا كلا.. لقد قررت الأمة بقاء عرابي في موقعه قائدًا عامًا مدافعًا عن البلاد ضد الغزو الأجنبي، وعدم تنفيذ أمر الخديوي ولا أوامر نظاره.
قائد الجند الإنجليزي: لقد وصل الإنجليز إلي القاهرة يا عرابي، ولا جدويمن المقاومة.. اقبضوا عليه.
الضابط المصري: لعرابي أنت مهتم بالعصيان يا عرابي، ومعك الشيخ عليش، وعثمان فوزي، وحسن موسي العقاد،وعبد الله النديم.. ينظر حوله وأين ذهب عبد الله النديم؟ ابحثوا عن الهارب، كل من يتبع عرابي لا يلومن إلا نفسه.. تقدموا جميعًا لنمثل بين يديمولانا الخديويالمعظم.
إظلام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.