افتتح موسم الصيد البحري داخل بحيرة "البردويل" المتواجدة بمنطقة التلول بإحدى مناطق مركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء، أمس الجمعة، والذي يستمر حتى أغسطس المقبل . وبدأ سروح مراكب الصيد داخل بحيرة البردويل عقب أن أعطي الدكتور "صلاح هلال" وزير الزراعة واستصلاح الأراضي واللواء "السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، إشارة انطلاق موسم الصيد البحري أمس الجمعة بمشاركة اللواء "حمدي بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية، واللواء "ناصر العاصي" قائد الجيش الثاني الميداني، والدكتور خالد الحسني، رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وعدلي اليماني، رئيس مركز ومدينة بئر العبد، ورؤساء جمعيات الصيادين، وبعض الصيادين، وعدد من القيادات التنفيذية والسياسية والشعبية وأبناء المحافظة . وقال الوزير، إن بحيرة البردويل تعتبر من أحسن البحيرات المصرية لبعدها عن التلوث، ولكنها كانت تعاني من بعض المشكلات والعوائق التي تم حلها وإزالتها، مؤكدًا أنه سيتم إنشاء مجمع تنموي متكامل للصيادين داخل البحيرة، علاوة على استكمال تطهيرها وتطويرها . وقال اللواء "السيد عبد الفتاح حرحور" محافظ شمال سيناء، إن بداية التحضير لموسم الصيد لهذا العام كانت في يناير واستمرت حتى يوليو، وتلك الشهور الخمس تسمى ب" فترة المنع" . وأضاف المحافظ أن هذه الطفرة التي شهدتها البحيرة، جاءت بعد عقد بروتوكول تعاون مع القوات المسلحة، وإسناد مهمة تطوير وإدارة البحيرة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة. وشدد الدكتور "صلاح هلال" على أن الهدف من تطوير بحيرة البردويل، هو إنتاج مجتمعات تنموية متكاملة، مشيرًا إلى أنه خلال الفترة القادمة سوف يتم عمل صناعات خاصة داخل البحيرة لخدمة الأهالي، وتوفير فرص عمل ما يؤدى إلى خلق مجتمع تنموي متكامل . وفي نفس السياق أعلن "حرحور"، عن إنشاء ميناء صيد بحري غرب مدينة العريش تنفذه الشركة الوطنية للثروة السمكية والمسطحات المائية . وأشار "حرحور" إلى أنه قد تم الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة بميناء الصيد وتسليمها إلى اللواء "حمدي بدين" رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية، وأوضح أن الميناء الجديد سيضم منشئات تضم قرية للصيادين ومحلات تجارية لبيع الأسماك . تعد "البردويل" من أكبر المزارع السمكية في مصر، فهي ذات عمق يتراوح ما بين نصف المتر وثلاثة أمتار وقاعها رملي، تغطيه بقع من "حشائش الخندق"، أو " الحِنزلاد، أو الحامول " كما أن بها عددًا من الجزر، ويصل إنتاجها من 2500 طن إلى 5000 طن في السنة من الأسماك عالية القيمة، وتعد ثاني أكبر بحيرات مصر بعد بحيرة المنزلة، وقبل بحيرة "البرلُس" . تصنف "بحيرة البردويل" كأنقى البحيرات العالمية نظرًا لخلوها من التلوث، وهو ما يتسبب في ارتفاع أسعار منتجاتها بنسبة 25 % عن منتجات باقي البحيرات من الأسماك والمخلوقات البحرية، ويقول الدكتور "إسماعيل العيسوي" أستاذ الأحياء المائية، إن "بحيرة البردويل" تمثل أحد الملامح الهامة في الساحل الشمالي لسيناء وتتميز بطولها ومياهها العالية الملوحة ويفصلها عن البحر المتوسط حاجز رملي قليل الارتفاع أقصى اتساع له كيلو متر واحد واقل اتساع مائة متر، وتتميز "البردويل" أنها من البحيرات القليلة التي تحافظ على حدودها، ولم يطرأ عليها أي تغيير جغرافي من بداية القرن العشرين، ولكن طالتها يد الإهمال منذ سنوات . وظل ارتفاع معدلات الصيد ونزوح الصيادين على البحيرة واستخدام أساليب مختلفة للحصول على المزيد من الأسماك ساعد فيها دخول الفساد والبحث عن المصلحة الشخصية، وإهمال المسئولين وجشع التجار، واحتلال البعض لشواطئها مستغلين الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة 25 يناير .