1. حارب أبو تريكة ماديًّا ومعنويًّا، أطلق كلابك عليه في الفضائيات يوميًّا، ثم قل للناس لا تنخدعوا بأخلاقه؛ فلا يفتننكم بعد اليوم إخواني؛ ستجد الناس ولا تتفاجأ وبدلًا من أن يكرهوا الإخوان ستتعلق قلوبهم بالإخوان ونجمهم الخلوق، وسَيُكَذِّبُونك وحَدِيثك ولو كنت معلقًا بأستار الكعبة باكيًا. 2. ارفع مرتبات الجهات السيادية، زوّد أسعار السلع الغذائية، وأغلق لجان البر والجمعيات الاجتماعية. ثم قل للناس "احنا ممكن نجوع، لكن المهم نقضي على الجماعة الإرهابية"؛ ثم انظر للناس ستجدهم غادروا أماكنهم مؤملين أنفسهم بافتتاح جمعيات الإخوان الخيرية، ومصوتين لهم في أي انتخابات برلمانية ورئاسية؛ لا بسبب الرشاوى الانتخابية، لكن لقربهم من حاجات الناس الأساسية. 3. أغلق المساجد الأهلية. امنع الدروس الدينية والأنشطة الدعوية، كرر أخطاء الفضائيات الإسلامية، واجعل قنواتك وعلماءك هم من يتحدثون عن الشريعة والشرعية في خدمة المؤسسة العسكرية؛ لن يثق الناس بك، بل سينفرون فورًا إلى سماع من يحدثهم في الدين، من دون أن يكون ملتصقًا بالذات الرئاسية. 4. ذكِّرهم دومًا أن الوطن كان سَيُخطَف، ومن ثم سَيختَصِرُه الإخوان في الأهل والعشيرة، ثم اتركهم ينصتون لشهادة حسين سالم التاريخية بأن كل مشاريعه كانت بناءً على توجيهات المخابرات العامة؛ واترك وقتها المواطن لِيُجَرِّب بنفسه العشيرة الإسلامية ثم يحكم بينها وبين العشيرة العسكرية. 5. لا تمل من تخويفهم من عاقبة الفاشية الدينية والرجوع للعصور الوسطى والرؤية الأحادية الاستبدادية، والقتل على الهوية باسم الشريعة الإسلامية، فإذا عددوا لك مساوئ الدولة العسكرية واعتقال عشرات الآلاف في السجون المصرية، وتجريم المظاهرات السلمية، والعيش في ظل دولة بوليسية؛ فقل لهم كل هذا حتى لا نصبح دولة دينية كهنوتية؛ فسيذوبون عشقًا في حكم الدين والكهنوت بل ربما يتمنى بعضهم الحياة في ظل ما يسمى داعش "الدولة الإسلامية". 6. أخبرهم أن أصحاب التنظيمات السرية لا يصلحون لحكم الدولة المصرية؛ لأنهم جامدون مُبرمَجون لا يفهمون غير السمع والطاعة للقيادة التنظيمية، بينما العسكريون: غير تقليديين. محترفو سياسة. ومبدعو كباري وطرق وفنادق ومصانع غذائية. يفهمون في كل شيء بيد أن الحظ لم يحالفهم في الخمسين سنة الماضية! 7. استغل خوف المصريين من الانجرار لحروب خارجية، وقل لهم أتريدون أن تبقى قواتنا المسلحة مرتعًا لمن يريد أن يستخدمها في سوريا وغيرها من البلاد العربية والإسلامية؛ تحقيقًا لخلافة مزعومة وأحلام وردية لأستاذية للعالم من قادة طائشين لا يفهمون معنى الدولة الوطنية والاستقلالية، وبدلًا من أن تكون قواتنا المسلحة تحت تصرف حكيم الأمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في المملكة العربية السعودية، تُصبح تحت أمر تنظيمات دولية! 8. ذكِّرهم أن الإسلاميين تجار دين لا يوفون بالعهود، ثم عِدهُم "إنك حتعمل شبكة طرق خلال سنة تمسك مصر كلها" وستسلم الفقراء مليون وحدة سكنية، وستقضي في عام على الإيدز والفيروسات الكبدية، وستغني المصريين من عربات الخضار، وحتركب اللمض الموفرة في بيوتهم بالعافية؛ توفيرًا للطاقة، ثم أعلن عن لقاء تليفزيوني شهري لإعلان الإنجازات وتوضيح الحقائق، ثم اسكت ولا تظهر ولا تفعل أي شيء غير التنكيل بالمعارضة الإسلامية وغير الإسلامية، ومحاربة المظاهرات الفئوية، وتجريم الإضرابات العمالية بأحكام رسمية قضائية مبنية على الشريعة الإسلامية. تلك ثمانية كاملة لمن أراد القضاء للأبد على وهم "الثقة في حكم المؤسسة العسكرية وتفضيل حكم الفرد على المشاركة الديمقراطية"، ولتشجيع الناس للانضمام للتنظيمات السرية.