في ظل ما تشهده بوروندي مؤخرا من توتر داخلي إثر اندلاع الاحتجاجات والتظاهرات في البلاد، على خلفية ترشح الرئيس الحالي «بيير نكورونزيزا» لشغل المنصب لفترة ثالثة، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات البوروندية السابق الجنرال غودفروا نيومبار عزل الرئيس البورندي في محاولة انقلاب، إلا أن السلطات البوروندية أكدت فشله، وحتى الآن يكتنف الغموض حول هذا الأمر. وأعلن الانقلابيون أمس غلق مطار العاصمة والحدود البرية، بينما أدانت دول شرق إفريقيا التي تضم تنزانيا وكينيا وروان وأوغندا وبوروندي محاولة الانقلاب، وقال مسؤول في وزارة الخارجية التنزانية إن نكورونزيزا لم يحضر المناقشات وغادر تنزانيا إلى بوروندي. وقالت الرئاسة البوروندية في تغريدة لها على تويتر «محاولة الانقلاب في بوروندي قد فشلت، وتم السيطرة على الوضع ومدبري هذا الأمر سيحالون إلى القضاء»، وجاءتهذه المحاولة بعدما شهدت بوروندي احتجاجات متفرقة منذ إعلان الرئيس عن ترشحه لولاية ثالثة، وأسفر عن ذلك مقتل العشرات في صدامهم مع قوات الشرطة ولكن أخذت الاحتجاجات تحتد منذ خمسة أيام وتنذر بالخطر قبيل لقاء الرئيس المرتقب برؤساء شرق إفريقيا في دار السلام. كان الرئيس نكورونزيزا أقال في فبراير الماضي الجنرال نيومبار بعدما نصحه الأخير بألا يترشح لولاية ثالثة، وذلك لأن خصومه السياسيين يعتبرون الخطوة غير دستورية. وثمة من يري أن هناك انعكاسات واضحة لثورات الربيع العربي على القارة الإفريقية، في محاولة لتكرار الشعوب الإفريقية هذه التجربة، ففي أوائل الثمانينيات وحتى التسعينيات وجدت إفريقيا نفسها تحت حكم ديكتاتوريات، وانتبهت إلى فكرة التخلص منها فبدأت المؤتمرات الشعبية والانتفاضات، وشهدت دول عديدة زحفا شعبيًا أو مسلحًا نحو العاصمة والاستيلاء على السلطة. الأحداث التي شهدتها بوروندي مؤخرا أثارت المخاوف من دخول البلاد في نفق الحرب الأهلية المظلم، لاسيما بعد الاضطرابات والحروب التي شهدتها جنوب السودان خلال الشهور الماضية. جنوب السودان الدولة المنفصلة حديثا بعد صراعات طويلة لنيل الانفصال ظن شعبها أنه بهذا الاستقلال سوف يعم الرخاء والأمن، ولكن عزل الرئيس سلفاكير لنائبه رياك مشار، أعاد الصراع مرة أخرى، ولكن هذة المرة بين فصيل الشعب الواحد. بوروندي دولة نعمت بالسلام حديثا بعد التوترات العرقية والحرب الأهلية التي انتهت عام 2005 باتفاقية سلام جاءت بنكورونزيزا على رأس السلطة وقضت الاتفاقية بعدم ترشحه للرئاسة لأكثر من فترتين، وعندما قرر خرق الاتفاقية اندلعت الاحتجاجات التي تصفها الحكومة البوروندية بأنها عصيان، ودخل نحو 100 متظاهر في مواجهة مع الشرطة على مشارف العاصمة بوجومبورا، وأعلن "نيومبار" الذي تم عزله من قبل نكورونزيزا في مشهد مطابق لما حدث بجنوب السودان.