أغنية جديدة عبارة عن تتر برنامج جديد، يبدأ قريبا على شاشة فضائية مشهورة، الأغنية مؤثرة وعاطفية، حوار بين أب (أحمد عدوية) وابن (أبو)، الابن عاوز يهاجر ويشوف حظه في بلد تانية والأب بيقنعه إن دة مش حل. ورغم أن الشاب عمال يسرد لعدوية عن أسباب إنه عاوز يسيب البلد لكن عدوية معندوش شيء يقوله غير إن البلد دي أحسن من غيرها، عشان فيها أهلك وصحابك والحضن الحنين. وأهم حاجة كانت ملفتة إن عدوية بيقول لابنه (دة بجنيه بتاكل!) والابن بيرد (وفكرك هينفع؟) فبيقوله (دة ينفع وينفع!) وللأسف أقدر أقول إن نوعية الخطاب ده اللي اعتدنا عليها من عقود في إن الصبر مفتاح الفرج، وإننا نستحمل لأن كفاية القعدة واللمة والصحبة والدفا، بقت ما بتمثلش غير نوع من الضغط النفسي الشديد على الشباب، وكأن الشاب اللي عاوز يسافر ويسيب بلده مسافر رفاهية أو بيدلع. نوعية الأغاني دي ما بتعملش شيء غير إنها بتزيد الهم فوق الهم وبتكبر الألم والوجع، لأن وزي ما بقالنا 4 سنين بنقول إن الجيل ده يا جماعة مش زي الأجيال اللي فاتت، ده جيل العولمة اللي بقى عارف كويس أوي إن كل البلاد فيها شباب زي الورد، لما حد بيحصله مشكلة بيجري وينقذه، مش في بلدنا بس، وبقى عارف إن زي ما الجنيه بيأكل، ممكن اليورو يأكل والدولار يأكل، والدينار يأكل، والفقر موجود في كل حتة والبركة في حياة الغلابة موجودة في كل مكان. الجيل دة شاف إن الأخلاق والتدين والروح الحلوة موجودة في بلاد كتير، وإن الموضوع مش مرتبط ببلدنا بس، وإن الشيء الوحيد اللي يفرق بلدنا عن البلاد التانية هو الأهل والصحاب والوطن اللي بنحس فيه أكيد بأمن ومودة وده موجود بين أي انسان ووطنه، وإنه أكيد مش حابب يفارق وطنه إلا عشان يعيش حياة أحسن؛ لأنه مش هياكل حنية، ولا هيتجوز في شوارعها، ولا هينام على كورنيش نيلها، ولا قادر يروح يشوف سواحلها، ويستمتع بآثارها وريفها. للأسف مش نافع يا عدوية ياكل بجنيه، للأسف هو حاسس بالوجع، ومش محتاج حد يفكره بيه، وللأسف هو نفسه يقعد وسط صحبته وناسه والشوارع اللي حافظها، والناس اللي بيتكلموا بلغته وبيحسوا نفس أحاسيسه، وللأسف لازم يسافر لأن مالوش حل تاني غير إنه يعيش غريب في بلده لقمة عيشه متهددة، للأسف لازم يسافر عشان محتاج يعيش بني آدم، يدخل قسم شرطة يلاقي ناس في خدمته، ويروح مصلحة حكومية يلاقي ناس قاعدة بتشتغل عشانه، للأسف لازم يسافر، لأنه نفسه ابنه يتعلم في مدرسة مش يدخل مصنع تخريج فاسدين او إرهابيين.. للأسف الكلام ده ما بقاش يأكل عيش واعتراضي عليه مش دعوة أو موافقة على الهجرة، بس في نفس الوقت اللي بيركب سفينة في عرض البحر وهو عارف إنه ممكن يترمي للسمك أو يغرق أكيد مش مستني حد يفكره إن بلده فيها صحابه وناسه، واللي رايح يعاني من التمييز بسبب لونه أو دينه أكيد مش محتاج حد يفكره إنه سايب الناس اللي بيحبوه وفاهمينه، هو محتاج حد يقوله أقعد وكل وعيش واتجوز واتمتع بحياتك. مش يقوله زي ما بتقول (يابني لسه بدري!) بدري من عمرك هو العمر فيه كام سنة أصلا، عشان تقوله لسة بدري، ولما يكون اللي فات من العمر مش أد اللي جاي، ولما يكون شاب عمره عشرين شايف اللي عنده تلاتين عايش ميت وسط الحنية والصحبة، مش نافع شوفولكوا أغنية تانية جديدة يمكن تعرفوا تقنعوا المسافر إنه مايسافر.