يبدو أن طرح إقامة "الدولة الكردية المستقلة" لم يعد مجرد مادة إعلامية تثيرها أربيل بين الفينة والأخرى، بل بات يُطرح بكل علانية أمام الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، وكبار المسئولين في واشنطن، حيث بدأ رئيس إقليم كردستان "مسعود بارزاني" السبت الماضي زيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، تستغرق أسبوعًا، يبحث خلالها ملفات هامة أبرزها طرح إقامة الدولة الكردية المستقلة. قال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان "كفاح محمود" حول زيارة "بارزاني" للولايات المتحدةالأمريكية، إن زيارة بارزاني الأخيرة إلى أمريكا هي الأكثر أهمية لأنها تأتي في خضم حرب ضروس بين الإقليم والتنظيمات الإرهابية التي انتشرت في سوريا والعراق وأصبحت تشكل خطرًا على الأمن والسلام العالمي، وأضاف المستشار أن الإقليم شعبا وقيادة أثبتا جدارتهما في محاربة الإرهاب وتحطيم أسطورته والانتصار عليه، وفي نفس الوقت تم استقبال ما يزيد على مليون ونصف المليون من النازحين العراقيين من الموصل والأنبار وتكريت وديالى، إضافة إلى ما يزيد عن نصف مليون من الكرد الإيزيديين والمسيحيين والكرد السوريين. وأضاف المستشار الإعلامي أن الرئيس "بارزاني"، يحمل خلال زيارته ملفًا مهمًا هو كيف سيكون مستقبل الكردستانيين بعد الانتهاء من عصابات داعش الإرهابيه وتحرير الموصل وبلداتها، إضافة إلى تسليح قوات كردستان وعملية تحرير الموصل ومواضيع أخرى تتعلق بالعراق والمنطقة. يرى مراقبون أن زيارة "بارزاني" للولايات المتحدة، لا تتعلق فقط بالحرب على داعش ولا بانفصال الأكراد، بل أن "بارزاني" سيحاول أن يحصل على دعم أمريكي في سعيه للتجديد للمرة الثالثة في رئاسة الإقليم، كما أنه سيكون هدفه الأول الحصول على دعم أمريكي يسمح له بقطع الطريق أمام محاولات خصومه الساعية لانفصال السليمانية عن الإقليم وتكوين إقليم جديد تحت هيمنة الاتحاد الوطني الذي يقوده غريمه التاريخي "جلال طالباني". هذه المحاولات تعطل جهود "بارزاني" الرامية إلى إعلان استقلال إقليم كردستان، وفك الارتباط مع الحكومة المركزية في بغداد، حيث باتت قضية انفصال السليمانية الشغل الشاغل للكثير من السياسيين والإعلاميين والمثقفين في الإقليم بين داعم لها ورافض. ما يؤكد هذه الرؤية هي زيارة "بارزاني" إلى السليمانية قبل زيارته إلى واشنطن، حيث التقى ب"طالباني"، وأشارت تسريبات إلى أن اللقاء تركز حول نقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق بفكرة التجديد ل"بارزاني" في رئاسة الإقليم، والثانية تخص الدعوات المثيرة للقلق حول انفصال السليمانية وإنشاء إقليم كردي جديد.