مضى عامان على تحويل مجرى نهر النيل الأزرق؛ بغرض بدء العمل في إنشاء سد النهضة، وها هي إثيوبيا تعلن عن إعادة النهر إلى مجراه الطبيعي، ولكن في سبتمبر القادم، حيث أعلنت الجهة القائمة على تنفيذ مشروع سد النهضة الإثيوبي أنه سيتم هذا الإجراء بعد زوال الأسباب الفنية التي اقتضت تحويل المجرى في مايو من عام 2013، وأن إعادة النيل الأزرق إلى مجراه الأصلي هو إجراء طبيعي متوقع، لأن الغرض من التحويل المؤقت لمجرى النهر كان فنيًّا في الأساس، وبالقدر الذي تقتضيه الضرورات الإنشائية بموقع السد، وأن ذلك لم يؤثر على التدفق الطبيعي للمياه في مجرى النهر من المنبع إلى المصب. ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين خبير الأراضي والمياه إن إعادة النيل الأزرق إلى مجراه الطبيعي في سبتمبر القادم، بعد أن انتهت مهمة تحويل مجرى النهر لبناء المرحلة الأولى من السد، تعني بداية تخزين المياه في بحيرة السد، مدللاً على ذلك بأن المجرى الطبيعي مقام عليه المرحلة الأولى لسد النهضة بسعة تخزينية تبلغ 14.5 مليار متر مكعب، لافتًا إلى أن هذا القرار اتخذ دون انتظار تقرير المكتب الاستشاري، والذي طبقًا لإعلان المبادئ ستبدأ معه مفاوضات الملء الأول لبحيرة السد، وبعد ذلك ستبدأ المرحلة الثانية من الملء بإقامة السد الجانبي والذي يحجز 60 مليار متر مكعب، مؤكدًا أن إثيوبيا محددة خطواتها بدقة، في حين أن الحكومة المصرية نتفنن في عدم المكاشفة للشعب. وأوضح نور الدين أن نصيب الفرد المصري من مياه النيل بعد الانفجار السكاني وزيادته بشكل كبير أصبح 650 مترًا مكعبًا سنويًّا، وبذلك فنحن نصنف ضمن الدول التي دخلت مرحلة الفقر المائي، ومن المتوقع أن تقل تلك الكمية خلال السنوات المقبلة، خاصة بعد شروع إثيوبيا في بناء سد النهضة وما يترتب عليه من آثار سلبية تؤثر على حصة مصر من مياه النيل، الأمر الذي يهدد حياة المصريين، لافتًا إلى أن نصيب الفرد من المياه يختلف من دولة لأخرى، فدولة مثل الكونغو نصيب الفرد فيها يتجاوز ال 23 ألف متر مكعب سنويًّا، لأنها تعد من دول الوفرة المائية. فيما قال الدكتور نصر الدين علام وزير الري السابق إن النيل الأزرق يسير بين جبلين، وهو نفس الموقع الذي تم اختياره لبناء السد الإثيوبي، ولذلك تم تحويل مجرى النهر؛ استعدادًا لبدء عملية الإنشاء. وبعد أن تم الانتهاء من قطاع السد في هذا الجزء، تمت إعادة مجرى النهر إلى مجراه الطبيعي؛ وذلك لاستكمال عملية البناء في مكان التحويل، لافتًا إلى أن هذا لن يؤثر على تدفق المياه في نهر النيل؛ لأنه سيتم عمل فتحات أسفل جسم السد لمرور المياه، ولكن سيكون بشكل مؤقت إلى أن تبدأ مرحلة التخزين. وأكد علام أن اختيار شهر سبتمبر لإعادة النهر إلى مجراه طبيعي يرجع لأسباب فنية؛ لأن هذا التوقيت يصادف انتهاء أشهر الفيضان بإثيوبيا؛ مما يسهل عملية التحويل؛ لانخفاض التدفق المائي نسبيًّا، مؤكدًا أن هذا الإجراء ليس بغرض تخزين المياه، ولكن بغرض استكمال البناء في كامل قطاع السد، لافتًا إلى أنه بمعدل العمل الذي تدار به عملية البناء، فمن المتوقع أن يتم استكمال العمليات الإنشائية للسد قبل فيضان العام القادم. وأكد الدكتور إسلام ممدوح خبير السدود أن إثيوبيا قامت في الأساس بتحويل مجرى النيل الأزرق؛ بغرض الصب على الناشف للقواعد ولبشة القواعد الطويلة جدًّا للسد، وأن الإعلان عن عودة النهر إلى مجراه الطبيعي هو انتهاء لهذه المرحلة والبدء في مرحلة تعلية السد بعد الانتهاء من موسم الفيضان؛ استعدادًا لعملية تخزين المياه ببحيرة السد، لافتًا إلى أنه سيتم عمل فتحات أسفل السد لمرور المياه، إلا أنها لن تكون بنفس معدلها الطبيعي.