صبى يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، يدرس بالصف الثانى الإعدادى، الإبن الأكبر لوالدية، كان كغيرة من ابناء جيله يعيش حلم إكمال تعليمة وتخرجه من كلية الطب كما كان يحلم مع والده، بمنطقة أرض البرش بمدينة دمياط، ولكن فجأة وبدون مقدمات أصيب الصبى بخرطوش كامل اطلقة أحد الضيوف وهو يجامل فى تنجيد إحدى العرائيس بالشارع الذى يسكن فيه كريم، واستقر الخرطوش فى كل جسد الصبى وفى وجهه وعينية وفى رأسة، فأظلمت عينية ولم يعد يرى أى شئ . إنه كريم وائل السيد الشامى، إلتقته البديل ليقص علينا ما حل به فيقول "كنت واقف فى البلكونه يوم الجمعة 4/4/2014 بتفرج على تنجيد عروسة تحت البيت اللى إحنا ساكنين فيه، وفيه ناس بترقص على الدى جى اللى شغال، وقام واحد فيهم مطلع فرد خرطوش من هدومه ووجهه لأعلى وضرب منه طلقه ودى كانت آخر حاجه أنا شفتها، لأن كل طلقة الخرطوش أصابتنى فى دراعاتى وفى وجهى ودماغى وحسيت إن نار والعة فى عنيى، قعدت أضرخ لغاية بابا ما سمعنى وجه وادنى المستشفى، وبعد مشوار طويل أنا مش بشوف بعيناي الإثنين، الحمد لله دراعاتى بقت كويسة والتوتر العصبى اللى كان عندى راح بس نفسى أشوف زى الاول علشان أعرف أكمل تعليمى. إلتقت البديل بوالد كريم، مواطن بسيط يسكن بأرض البرش بمدينة دمياط، ليروى لنا مأساة إبنة فيقول، سمعت صوته يصرخ وأنا فى الغرفة المجاورة فذهبت إلية مسرعا فوجدته غارقا فى دمائه ويصرخ من شدة الألم فى عينية ولا يرى أى شئ ، حملته وجريت على مستشفى دمياط العام لمحاولة إنقاذة ولكنهم عملوا له إسعافات أولية ولم يستطيعوا إخراج أى خرطوشة من جسده وقالوا ليس لدينا الجهاز الخاص بإخراج الخرطوش من الجسد، وبدأت رحلة العذاب مع كريم، خرجت من عندهم وأنا لا أحتمل أنات نجلى من الألم الذى يشعر به وذهبنا إلى المركز الدولى للعيون، أيضا لم يفعلوا شئ سوى المسكنات والإسعافات الاولية، حيث أصيب كريم بكمية خرطوش كبيرة فى كل جسده ومنها ما دخل فى الجمجمة وفى وجه وفى عينية ففقد البصر فى العينين وأيضا عانى من التوتر العصبى بسبب وجود خرطوش فى جمجمة الرأس فقطعنا شوطا كبيرا لدى أطباء الأعصاب حتى شعر بتحسن ،هذا بجانب محاولتنا التى لم تنتهى حتى يعود له نور عينيه ،ولكن كل الفحوصات أجمع فيها أطباء وأساتذة العيون أن هناك خرطوشة زحفت على عصب الإبصار وتضغط على العصب فسببت فقد للإبصار فى العين اليسرى تماما والعين اليمنى لا ترى الضوء، إنما ترى خيالات فقط. وعن دراستة قال الوالد، عانينا العام الماضى حتى أكملنا العام بعد حصولى على موافقات على حضور مرافق له فى الإمتحانات بعد موافقة اللجنة الطبية بعد توقيع الكشف علية وإثبات أنه يعانى فقد للبصر فى العينين ولا يستطيع الكتابة والقراءة فى الإمتحانات ،وهذا العام هو فى الصف الثانى الإعدادى ولكنه لا يستطيع أن يرى السبورة ولا يستطيع التفاعل فى الفصل مع مدرسيه وهذا يسبب له تعب نفسى آخر لأن كريم كان طالبا متفوقا يحب دراسته ويحظى بسمعة طيبة بين مدرسية وزملائه . ويضيف أنفقت ما يقرب من أربعون ألف جنية معظمها من أيدى الناس على علاج كريم ولكن وبحسب أحد أساتذة العيون فى المركز الدولى للعيون أن الطب فى مصر يقف عاجز أمام حالة كريم وأنا اعيش فى حجيم بسبب أن نجلى يعيش فاقد البصر بسبب لهو غيرة ،و العجيب أنه حتى لم يحاسب على فعلته حتى الآن. وبالعودة الإجراءات التى إتخذها حيال من أطلق الخرطوش ،يقول وائل الشامى والد كريم أنه حرر محضر ضد الفاعل وتم إلقاء القبض علية ولكن أفرجت عنه النيابة بسبب محضر التحريات الذى أجرته المباحث بقسم شرطة أول دمياط. والد كريم يحلم بأن تتبنى الدولة علاج نجله وأن يتم محاسبة من أطلق الخرطوش عليه وهو يلهو فى الشارع بسلاح نارى وسط النهار بدون رقابة وأضاع مستقبل نجله وهو الآن يعيش حياته بالطول والعرض على حسب تعبيره .