تجديد الخطاب الديني والسياسي، عبارة فهمتها الدولة ومؤسساتها الرسمية بالمنع واستوعبتها القنوات الفضائية بالغلق، وطبقتها أفراد الدعوة السلفية بالحرق، ثلاث ضربات قاسمة تلقتها عملية التجديد الفكري في أقل من 4 أيام في مصر، بدأت بحرق جريدة المقال، ومرت على وقف برنامج «مع إسلام» للصحفي «إسلام بحيري»، وانتهت بمنع برنامج الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى «BOSS». السلفيون يحرقون «المقال» دشن شباب الدعوة السلفية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان «هنخسر جريدة المقال»، مطالبين فيها جميع المشاركين بشراء جميع أعداد الجريدة والتخلص منها بالحرق، في خطوة يرون أنها تمنع وصول ما يكتبه رئيس تحريرها إبراهيم عيسى، وأصحاب موضوعات الرأي إلى عوام الناس. وطالب القائمين على الحملة الشباب بمحاوة إقناع بائعي الجرائد بعدم استقبال أعداد الجريدة من المطبعة، تحت بند أنها تسب الرسول والصحابة وتطعن في التراث والسنة، وبالفعل استجاب أعداد قليلة لذلك وقاموا بالتصوير معهم وأثناء حرق أعداد الجريدة. الأزهر يجدد الخطاب الديني بوقف «إسلام بحيري» قررت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وقف بث برنامج «مع إسلام» الذي يقدمه إسلام البحيري، على فضائية «القاهرة والناس»، استنادًا إلى الشكوى المقدمة من مشيخة الأزهر، مدعومة ب"سيديهات" وفيديوهات تشير إلى إثارة «البحيري» للفتنة بين المجتمع والمساس بثوابت الأمَّة، من خلال سبه للإمام البخاري والأئمة الأربعة، حسب مذكرة الأزهر. إلا إنها قررت مؤخرًا الدفع بممثل عنها لمنظارة «البحيري» على قناة «القاهرة والناس»، في أول خطوة للحوار والتي رأها البعض أنها متأخرة وكان يجب عليها أن تسبق المنع والغلق. السعودية تنتقم من «إبراهيم عيسى» على أرائه السياسة دفع الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى فاتورة هجومة على السعودية عبر برنامج بقناة «اون تي في»،حيث قال إنها تمول الجماعات الإرهابية في سوريا وتنظيم داعش والقاعدة، وأنها تتبع الفكر الوهابي الذي يحض على الإرهاب، وأن المؤسسات الدينية بالسعودية وفتاوى "ابن باز" التي تمنع قيادة المرأة هي من تدعم الإرهاب في الدول العربية، وغالبية الإرهابيين ومفجري أنفسهم في العراقوسوريا هم من السعوديين. الأمر الذي استفز إدارة قناة "MBCمصر" والتي لديها برنامج الBossالذي يقدمه ابراهيم عيسي، حيث أن السعودية هي صاحبة سلسلة قنوات MBC، الأمر الذي دفعهم إلى الانتقام من "عيسى" وإصدار بيانًا مؤخرًا أعلنت فيه إيقاف البرنامج، بعد 3 أسابيع فقط من بداية عرضه، تحت بند أنه دون المستوى من الناحية الإنتاجية، ولا يليق محتواه بشاشة العرض ولا بمشاهديها. متخصصون: الرد العقلي هو الحل.. والابتعاد عن البلطجة اللفظية والمنع قال الإذاعي رضا عبد السلام، مقدم برنامج تجديد الخطاب الديني بإذاعة القرآن الكريم، أنا أتعجب كثيرًا لمن يقول إن الدين سيتأثر بنقد أو طعن طاعن أيا ما كان هذا الشخص، الدين له رب يحميه بتسخير من يدافع عنه بعلم وفقه يستند إلي الأصول ويبني عليها وينظر إلي العصر ويقرأ مفرداته جيدًا ثم يعمل عقله ليقدم للأمة فكرًا يوافق الأصول ولا يتجاهل العصر. وأضاف «عبد السلام»، أن برنامج إسلام البحيري يذاع لمدة سنتين ولم يرد أحد بل كان الرد سباب وتسفية وهذا يعلي من شأنه، متسائلًا: «أين كان العلماء والمفكرون طوال هذه المدة؟»، و«أين الأزهر طوال هذه الفترة؟». وتابع، لست مع منع «البحيري» وغيره، أنا مع إتاحة الفرصة له ولأمثاله حتي يتسني لنا الرد علي ما يعرفون به من ناحية، وثانيا حتي لا نصنع بمنعه بطلًا، الرد هو السبيل وليس المنع خصوصًا أن قطاعًا من الناس اقتنع بكلامه، إذا فلابد من الرد العلمي والعقلي والشرعي دون أن نستخدم البلطجة اللفظية. من جانبه قال كمال حبيب، الباحث والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، "قد يحسن مقدم برنامج تقديم حلقاته أو بعضها، ولكنه لا يحسن هضم ما يقدمه كله خاصة وأنه دخل في سياق إطار معرفي بالغ العمق الزمني يمتد لأكثر من ألف عام، كما أنه بالغ العمق الموضوعي لأنه يشمل العقيدة وعلم الكلام والتفسير والحديث وعلومه ، والأصول والفرق، ومقارنة الأديان، ويمكنني أن أضيف انه بالغ العمق في مجاله الحضاري بحيث يشمل المشرق والمغرب معا فقد أشير لابن حزم ومحمد الطاهر عاشور ، التمكن من المشروع علي بعضه وهضمه مهم للدخول في مناظرة ، لكن يمكن الالتقاط السريع لتقديم حلقة أو حتي مئات الحلقات. وأضاف أن البعض أراد تجاوز ما كتبه كل من قبله ليؤسس هو عالمه المهدوي، ويتحدث عن مشروع ليؤسس عالمًا متوهمًا لن يأتي أبدا ،هناك جذر نفسي مشترك بين البحيري الذي لا يريد نقطة مرجعية هي الشريعة وعلومها لنقف عليها كمسلمين ونترك لأنفسنا العنان لنقول ما نريد، وبين الداعشيين الذين يهاجمهم فهم أيضا يحددون لأنفسهم نقطتهم المرجعية بمزاجهم وأهوائهم. أما وليد البرش، مؤسس جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، فرأى أن مشيخة الأزهر عليها أن تقوم بدورها فى الرد على كل أقواله التى يراها مخالفة للدين أما المصادرة فهو طريق العاجزين ثم أين الحكم الشرعى فى داعش واخواتها ياشيخ الأزهر، الحجة لا تقاوم إلا بالحجة والفكر لا يواجه إلا بالفكر.