الصيد الجائر والمبيدات الزراعية خطر على الفصائل النادرة أجهزة صينية تضلل الطيور وتتسبب في خلل بيئي بالمنطقة "البيئة": مشروعات تطوير بضوابط بيئية.. وإضافة 10 محميات بحلول 2017 تعرف المحميات الطبيعية بأنها مناطق محددة تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة تحدد أبعادها الجغرافية وكيفية إدارة مواردها، وتزخر مصر بالعديد من المحميات الطبيعية والتي وصل عددها حتى الآن إلى 24 محمية تمثل 10% من إجمالي مساحتها الكلية، ومن المستهدف وصولها إلى 40 محمية بحلول عام 2017 تمثل 18% من مساحة مصر. تعتبر المحميات الطبيعية من العوامل الهامة للجذب السياحي، حيث تتم بها بعض الأنشطة السياحية التي تجذب العديد من الزائرين مثل مراقبة الطيور والحيوانات البرية، ورياضة الغطس، ومراقبة الأحياء البحرية، أو التجول في الغابات أو تسلق الجبال وارتياد الصحراء، أو ممارسة السياحة العلمية للتعرف على التكوينات الجيولوجية والصخرية الشاهدة على تعاقب العصور، ومن هذه المحميات محمية الزرانيق الشهيرة في شمال سيناء. وتقع "الزرانيق" في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل، على مسافة 25 كم غرب مدينة العريش، وتعد أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم خلال فصلي الخريف والربيع من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وروسيا وتركيا إلى وسط وجنوب شرق إفريقيا، وتقيم بعضها في المحمية بصفة دائمة وتتكاثر فيها، كما تتلاقى عدة بيئات مثل بيئة ساحل البحر المتوسط، وبيئة مناطق السبخات، وبيئة الكثبان والغرود الرملية، وبيئة الأراضي الرطبة. المهندس عبد الله الحجاوي، رئيس مجلس إدارة جمعية حماية البيئة بشمال سيناء، أكد أن محمية الزرانيق محطة مهمة لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وآسيا إلى إفريقيا، حيث يتم ذلك على مرحلتين، الأولى تبدأ من أواخر شهر أغسطس وتستمر حتى نهاية نوفمبر من كل عام، قادمة من أوروبا في طريقها إلى إفريقيا، والثانية تكون في أواخر فبراير وحتى أوائل مارس. وتستقبل الزرانيق أكثر من 260 نوعًا من الطيور المهاجرة، منها البجع، البشاروش، البلشون، أبو قردان، اللقلق، الصقر، السمان، القنبرة المتوجة، المكاء، النكات، أبو الرءوس السكندري، الحجوالة، النوارس، الكروان، البط، والطيطوى الخواض وطيور أبو ميغزل. وتعتبر محمية الزرانيق من المحميات المهمة التي تتواجد فيها السلاحف البرية المصرية التي أدرجت في القائمة الحمراء كنوع مهدد بخطر الانقراض من المستوى الأول، وكانت تتميز في الماضي بكثرة أعدادها وضخامة الموطن الذي تعيش فيه، ولكنها تضاءلت نتيجة تدمير البيئة التي تعيش فيها من تجار الحيوانات البرية. وقعت محمية الزرانيق كغيرها من المحميات الطبيعية في مصر في قبضة الإهمال، ويقول عبد الله الحجاوي، إن أخطر المشاكل التي تواجه الطيور المهاجرة تتمثل في المبيدات التي تستخدم في الزراعة، إلى جانب الصيد الجائر من قبل الهواة والراغبين في الثراء، فبعض الطيور يتم صيدها وبيعها، حيث يصل سعر الصقر شاهين مثلا إلي 10 آلاف دولار. وهناك طائر "الحباري" الذي يصل سعره إلى 20 ألف دولار، وذلك بسبب زيادة القدرة الجنسية لديه, وهنا تتجلي أهمية محمية الزرانيق كمكان تعيش فيه الطيور في أمان، ولهذا يقصده هواة مراقبة الطيور المهاجرة حيث توجد "أكشاك" قرب البحر للمشاهدة والمراقبة، كما يوجد فندق سعته 50 غرفة ومركز وعي بيئي، ويرى الحجاوي، أن هناك اتجاهًا قويًا للحفاظ على المحمية كأحد أهم محطات الطيور المهاجرة في العالم. وأكد الحجاوي، أن الطمع والجشع عند بعض الصيادين وخاصة بعد قيام الثورة والانفلات الأمني أدى إلى الإقبال على أجهزة صينية توضع بالقرب من شباك الصيادين وتصدر أصواتا خاصة تعتبر نداء من الأنثى جاذبه للطيور المهاجرة، فتتوجه الطيور ناحية مصدر الصوت فيقع كثير منها فريسة سهلة، الأمر الذي أدى إلى زيادة ملحوظة للسمان في أسواق العريش، وتعد هذه جريمة كبرى تهدد بالقضاء على الثروة الطبيعية من الطيور المهاجرة، ولهذا يطالب بالتدخل الفوري من قبل الأجهزة الأمنية للقضاء على ظاهرة الأجهزة الصينية التي يتم بها الصيد بطريقة جائرة تهدد بانقراض الطيور نهائيًا. وأوضح الحجاوي، أن صيد السمان له شروط خاصة تبدأ بنصب الشباك الخاصة على بعد من 200 متر وحتى 1كم تقريبًا، وكذلك في المناطق البعيدة عن الشاطئ، بحوالي نصف كم تقريبًا، وتكون الشباك بطول 20 مترا ولا يزيد ارتفاعها عن مترين. وكانت محافظة شمال سيناء قد أصدرت في 2005 قانونا يمنع ويحظر صيد بعض الطيور المهاجرة التي انقرضت إلى حد كبير، ويقضي بتسليمها إلى أقرب محمية طبيعية، كما حظر القانون الصيد نهائيًا في محمية الزرانيق القريبة من بحيرة البردويل. وكشف الدكتور محمد طلعت، رئيس الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة، أن 90% من التعديات على المحميات الطبيعية وقعت بعد ثورة 25 يناير نظرًا لما شهدته البلاد من انفلات أمني. يقول المهندس جمال حلمي، مدير عام حماية البيئة بسيناء، إن آخر مرة تم تطوير المحمية كانت منذ 5 سنوات بتكلفة بلغت 6.1 مليون جنيه، كبداية لمرحلة شاملة من التطوير، حيث تم إنشاء أكشاك بالقرب من البحر لمشاهدة الطيور، وفندق، ومركز وعي بيئي، وتستقبل المحمية زيارات للطلاب الدارسين والزوار. وأكدت وزارة البيئة أنها تركز في الفترة الحالية على تطوير المحميات وتنميتها اقتصاديًا، من خلال مشروعات تنموية باشتراطات ومعايير محددة للحفاظ على البيئة، مشيرة إلى أنه سيتم البدء في تنفيذ خطة الوزارة وإضافة 10 محميات جديدة بحيث يصل عددها إلى 40 محمية طبيعية بحلول عام 2017. وكان الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، قد عقد مؤتمرا صحفيًا لمناقشة أوضاع محمية الزرانيق، ومطالب أهلها للاستثمار بها دون الإضرار بطبيعتها، وتحدث الوزير عن عزمه مساعدة أهالي المحميات وتقديم كل سبل الدعم لهم، والعمل على نشر الاستثمار بالمحميات مع الحفاظ على تطبيق كل الضوابط والاشتراطات البيئية لها. وتهدف المحمية إلى صيانة وحماية الموارد الطبيعية من خلال تطبيق أحكام القانون 102 لسنة 1983 الذي ينظم إدارة واستغلال المحميات الطبيعية في مصر، فتعمل المحمية على الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي وخاصة الأنواع المهددة بخطر الانقراض، والبيئات الطبيعية التي تعتمد عليها وكذلك مناطق التراث الثقافي من خلال الاستخدام الأمثل والحكيم للموارد المتاحة من أجل جيلنا والأجيال القادمة.