تحتفل محافظة المنيا، اليوم الأربعاء، بالذكري ال96 لأحداث الملحمة الشعبية في 18 مارس 1919، عيد المنيا القومي، واختلفت مظاهر الاحتفال الشعبية والرسمية بين الماضي والحاضر. في البداية يقول رفعت مهني الأمين العام المساعد لجامعة المنيا سابقا ونجل شقيق زعيم الثورة في المنيا خليل أبوزيد، إن مجلس الشعب اعتمد 18 مارس عيدًا قوميًا للمحافظة، في بداية السبعينات، بناءًا على مقترح المجلس بأن يكون لكل محافظة عيد قومى، وأقر بعدها المجلس المحلي للمحافظة العيد القومي للمنيا بناءًا على أحداث 18 مارس التى بدأت في مركز ديرمواس، وأضاف ل"البديل" إنه تم عمل نصب تذكاري في ديرمواس وبعض المراكز. ويشاركه الحديث جمال الدين راغب أبو زيد، مدير عام سابق مديرية الشباب والرياضة بالمنيا، إن احتفالات المنيا بأحداث 18 مارس – عيدها القومى – كانت تخرج شعلة من ديرمواس تطوف كافة أرجاء المدينة، وبعدها يتوجه الأهالي والشباب إلي مركز المنيا، يكون باستقبالهم وزير الشباب والرياضة، وكان محافظ المنيا وقتها يعقد مؤتمرا جماهيريا كبيرا وسط الأهالي، يوزع خلاله الهدايا، ويتم استعراض أحداث انتفاضة المنيا مرئيا، كما يتم شرح الدروس المستفادة منها. وبسؤاله عن احتفالات الحاضر، قال "ما بقاش فيها احتفالات الوقت"، حتى أن الأجيال الجديدة التي لم تعاصر تلك الاحتفالات لم تعد تعرف شيئا عن تاريخ الملحمة الشعبية بالمحافظة، ولا عن رموزها، وربما لا يتذكرون عيد محافظتهم القومي. وقال أحمد جمال راغب، حفيد زعيم الملحمة الشعبية بالمنيا بأن كان هناك معرضا بإحدى قاعات مجلس مدينة ديرمواس، بمثابة متحف يحوي مخطوطات وصور وبانوراما وكتب تحكي أحداث ثورة المنيا، غير أنه تعرض للحرق والنهب عقب أحداث العنف التي تلت فض اعتصامي "رابعة والنهضة"، ولا يوجد سوى بعض الصور التذكارية لرموز الثورة بمنزل عائلة "أبوزيد". الاحتفالات حديثا اختلفت في شكلها ومضمونها سواء على المستوى الشعبى والرسمى، واقتصرت الاحتفالات الرسمية علي وضع إكليل من الزهور علي النصب التذكاري للشهداء في مدينة المنيا، ولم يعد يقيم محافظ المنيا مؤتمرات وندوات بمدينتي المنيا وديرمواس، ولم تعد قطاعات ومديريات الأجهزة التنفيذية تقيم احتفالاتها كما كان. وفي قصر ثقافة المنيا اقتصرت الاحتفالات علي احتفالية لنادي أدب شعراء البادية، وكان عروض قصر الثقافة قديما تعم كافة مراكز المحافظة بعروض فنية وثقافية وندوات ومؤتمرات تثقيفية تحكي قصة نضال شعب المنيا وانتفاضته في ملحمة سطرها التاريخ. أما علي المستوى الشعبي اقتصرت الاحتفالات علي تجمع أنجال "أبو زيد" داخل القسر التاريخي الذي شهد اجتماعات وترتيبات ما قبل الثورة، غير أن العام الحالي أقام حفيد زعيم ثورة المنيا بمشاركة الائتلاف الشعبي مؤتمرا جماهيريا للاحتفال بذكرى أحداث الثورة، شهد عددا من العروض الفنية والثقافية، بخلاف كلمة ألقاها الدكتور محمد العربي حفيد زعيم الثورة، وكلمة لكل من ممثلي الدين الإسلامي والمسيحي. وكانت مدينة ديرمواس قد فجرت شرارة ثورة 1919 في محافظة المنيا، عندما توجه أهالي المدينة إلى خطوط السكك الحديدية وأنزلوا الجنود والضباط الإنجليز من القطارات وقتلوهم، وكان من بينهم مفتش السجون البريطاني "بوب"، أعقبها عدة انتفاضات بمراكز المحافظة.