يترقب الجميع انتهاء هذا الأسبوع الذي من المفترض أن يصبح فاصلًا وحاسمًا في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، مع وجود آمال في انجاز اتفاق سياسي تاريخي قبل 31 مارس الجاري، حيث بدأ وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" اجتماعًا مع نظيره الإيراني "جواد ظريف" الإثنين في مدينة لوزان بسويسرا. وعلى صعيد متصل، يتوجه "ظريف" إلى بروكسيل للقاء نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني ومن الاتحاد الأوروبي قبل العودة إلى لوزان، وسيشارك المفاوضون من الدول الخمس الكبرى "روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا" في المحادثات اعتباراً من اليوم بحسب مسئولين إيرانيين. حال توصلت الدول الكبرى وإيران إلى اتفاق سياسي بحلول 31 مارس، ينتقل الطرفان إلى إعداد اتفاق نهائي وكامل يتضمن كافة التفاصيل التقنية، وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية، كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية، ومدة الاتفاق، وجدولاً زمنياً للرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على الاقتصاد الإيراني. على الرغم من التصريحات التي يتبادلها طرفي المفاوضات من أن "التوصل لاتفاق خلال أيام" و"الاتفاق وصل إلى مراحله الحاسمة"، إلا أن الصورة العامة التي تظهّرها الأجواء المحيطة بالمفاوضات، لا تزال غير واضحة، خاصة مع بروز مؤشرات توضح وجود عوائق قائمة أمام فرص التوصل إلى اتفاق نهائي. تتسم بعض التصريحات بالتناقض والحذر في بعض الأحيان، حيث قال وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، "آمل أن يصبح هذا الأمر ممكناً خلال الأيام المقبلة"، لكن "كيري" أبدى أيضاً حذره، من أنه لا تزال هناك "خلافات مهمة"، وقال "لا نعلم حتى الآن ما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق أم لا"، مشدداً على أن "الوقت بات ضيّقاً للأمل في التوصل إلى اتفاق جيد"، كما استبعد إمكانية التوّصل إلى اتفاق إطار مع إيران نهاية الشهر الحالي. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، إنه "خلال الأيام المقبلة، ينبغي أن نصل إلى الحلول بقدر ما هو ممكن، ثم البدء بمرحلة صياغة اتفاق بطريقة أكثر دقة وتفصيلاً"، وتطرّق "ظريف" إلى ضرورة تسوية بعض المسائل وتناول بعض التفاصيل، ولكنه شدّد على أن "الطريقة التي سيتم بموجبها رفع العقوبات وما هي الضمانات لتطبيق الاتفاق يجب أن تصبح واضحة"، وقال في وقت سابق إن هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهم بين إيران ودول 5+1 حول الإطار العام، "شرط تحلي الطرف الآخر في المفاوضات النووية بالإرادة السياسية". الأمين العام للبيت الأبيض "دنيس ماكدونو" قال إن "مجلس الأمن الدولي سيكون له أيضاً دور يمارسه في أي اتفاق مع إيران"، كما أوضح أنه "بما أن المفاوضين الأساسيين للتسوية مع إيران هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فإننا نتوقع أن يصوّت مجلس الأمن على قرار لإظهار دعمه لأي اتفاق وتعزيز الشرعية الدولية".