نزعت الرحمة من قلوب الأطباء ببعض مستشفيات الغربية، ممن رفضوا علاج طفل رضيع يصارع الموت منذ قرابة أسبوع، عقب اكتشاف وجود نزيف فى المخ منذ ولادته مباشرة، وحالته فى غاية الصعوبة وتحتاج إلى عملية جراحية عاجلة إلا ان مستشفيات الغربية الحكومية لم تراعى ذلك ورفضت استلام الطفل المريض بحجة عدم وجود مكان. محمد محمد محسون، شاب، مهنته نجارًا، من قرية " كتامه " مركز بسيون بمحافظة الغربية، لجأ إلى البديل، بعد ان انهار تماما لعجزه عن انقاذ طفله الرضيع وبعد أن ذاق مرارة التجاهل والإهمال من قبل مسئولى الصحة. وبالفعل تحرك معه البديل فى محاولة لانقاذ الرضيع وتم التواصل مع محافظ الغربية سعيد مصطفى كامل، الذى ضرب كفا بكف على هذا الإهمال، وأمر بدخول الرضيع لمستشفى طنطا الجامعى فورًا لإجراء العملية الجراحية، وبالفعل تم استدعاء سيارة الاسعاف لنقل الرضيع للمستشفى، وعند الوصول رفض مدير مستشفى طنطا الجامعى دخول الحالة بحجة انه لا يوجد مكان له ورفض تنفيذ قرار المحافظ ، طالبا الذهاب الى مستشفى المنشاوى العام على أمل، وجود مكان هناك، وبالفعل تم الذهاب إليها وكانت الصدمة الأليمة عندما رفض الدكتور متولى ابو رية، مدير المنشاوى، استقبال الرضيع بذات الحجة رغم ان الرضيع حالته تزداد خطورة ولا تحتاج إلى توصيات. لم نجد أمامنا سوى اللجوء لأحد المراكز الخاصة بمدينة طنطا، إلا اننا فوجئنا ان الرضيع يحتاج عناية خاصة، وجهاز تنفس لا يوجد غير فى المستشفيات العامة التى رفضت استقبال الطفل، الذى ربما يموت وانا اسطر لكم كلمات هذا التقرير المؤلم. بدموع منهمرة قال والد الطفل " رضيعى بين الحياة والموت ومفيش أى مستشفى راضية تقبله بحجة إن مفيش غرفة عناية ومستشفى الجامعة رفضت تحجزه بحجة إن أحد غرف العناية محجوزة !! وكمان مستشفى المنشاوى رفضت تقبله ومستشفى الجامعة بعتتنى لمركز وبدفع له 500 جنيه فى اليوم غير تأمين 2000 علشان السبوبة اللى بين المركز ده وبين بعض العاملين بالجامعة وظروفى متسمحش بكده". وتابع قائلا " الطفل حاليا شبه فاقد الوعى ومبيصدرش منه أى صوت ومطلوب دخوله لأى مستشفى لعمل عمليه ومفيش أى مستشفى حكومى راضى يقبله حسبى الله ونعم الوكيل " هذه المأساة بالطبع تؤكد ان المستشفيات الحكومية بمحافظة الغربية دخلت غرفة الإنعاش بعد أن أصيبت بالشلل التام وأصبحت مثالا حقيقيًا و صارخا علي الإهمال والقصور في جميع مراكزها الثمانية والتي تضم 20 مستشفي حكوميا منها ستة مركزية وأربعة عامة والباقي بين مستشفيات لعلاج أمراض الرمد والصدر والحميات. أثبت الواقع أن حال تلك المستشفيات لا يسر عدوا أو حبيبا رغم محاولات إصلاح حال هذه المؤسسات الطبية وانتشالها من التدهور الذي تعانيه حتي تكون قادرة علي تقديم خدمات طبية متميزة، إلا أن القطاع العريض من المرضي الفقراء والمعدومين يواجه المآسي داخل هذه المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة ويشهد تدهورا مستمرا سواء من عدم توافر العلاج المناسب والكافي للمرضي مرورا بتعطل وتلف معظم الأجهزة الطبية داخل معظم هذه المستشفيات مثل الآشعة والتحاليل ورسم القلب وغيرها رغم شرائها بملايين الجنيهات لهذا الغرض وهو ما يضاعف من سوء حالة المرضي.