هى أحد الآثار الشاهدة على كفاح شعب مصر للمحتل عبر العصور. وتوجد في منطقة سياحية بالقرب من شاطئ رأس البر، بطرازها المعماري الذي يضاهي قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وقلعة قايتباي، بالإسكندرية. إنها "طابية عرابي" إحدى القلاع الحربية الهامة. تاريخ ومعالم القلعة أسسها الاحتلال الفرنسي على أنقاض مدينة عزبة البرج بشمال محافظة دمياط، وذلك بعد معارك ضارية دارت بين قوات الاحتلال والمقاومة الشعبية المصرية عام 1798 ميلادية، وانتهت بإزالة المدينة وتأسيس القلعة على أنقاضها انتقامًا من أهلها! وشهدت القلعة التي يصل عمرها إلى أكثر من مائتي عام موقعة التل الكبير بين الجيش المصري بقيادة "عرابي" وقوات الاحتلال البريطاني، ومع هذا فأغلب سكان دمياط لا يعلمون عنها شيئًا رغم وجودها في منطقة سياحية بالقرب من شاطئ رأس البر، بطرازها المعماري الذي يضاهي قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وقلعة قايتباي بالإسكندرية. وتتكون القلعة من سورين يفصل بينهما خندق باتساع 15 مترًا، ويوجد بها العديد من الآثار الحربية، مثل أبراج للمراقبة وأخرى للدفاع وعدة غرف كانت تستخدم كمساكن للجنود والسلاح، إضافة إلى مسجد صغير، ولم يبقَ لنا من كل هذا سوى أكوام القمامة! يقول الدكتور عبد الحميد سليمان أستاذ التاريخ بكلية الآداب قائلاً "تحتوي قلعة دمياط على سلسلة من التحصينات الحربية التي أقيمت إبان الحملة الفرنسية على مصر لحماية شواطئها من الغزو البحري، وذلك على مساحة 5221 مترًا مربعًا". ويضيف "بعد انتهاء الاحتلال الفرنسي ووصول محمد علي إلى الحكم، اعتنى بالقلعة، وقام بترميمها؛ نظرًا لأهميتها الحربية، وتم ترميمها مرة ثانية في عهد الخديوِ عباس، وثالثة في عهد الخديوِ إسماعيل". وعن سبب تسمية القلعة ب "طابية عرابي" يقول سليمان "في عام 1882 لجأ العرابيون إلى القلعة يتحصنون بها في مواجهة الاحتلال البريطاني، وأطلق عليها منذ ذلك الحين هذا الاسم". القلعة تتحول لمقلب قمامة ومأوى للمجرمين عانت القلعة الأثرية سنوات طويلة من الفساد والتردي والإهمال الذى أثر على مبانيها ومرافقها، قبل أن تصدر وزارة الآثار المصرية قرارًا بترميمها منذ ثماني سنوات، وهو القرار الذي لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن رغم كل الجهود المبذولة من هيئة الآثار ومحافظة دمياط ، الأمر الذي أدى لتحولها إلى مقلب قمامة ووكر لممارسة الرذيلة وتعاطي المخدرات. يقول محمد عبيد أحد نشطاء عزبة البرج "لا أحد يهتم بالطابية التي باتت مأوى للخارجين عن القانون، بعد أن أصبحت خرابة"، لافتًا إلى أن محافظة دمياط لا تعلم عن "القلعة الأثرية" شيئًا سوى ما جاء في كتيب مطبوع منذ عدة أعوام عن الآثار في دمياط، ووقتها تم تنظيفها لدواعي التصوير، وسرعان ما عادت أكوام القمامة لتعلوها، و"عادت ريما لعادتها القديمة"، على حد تعبيره. ولفت الغرباوي إلى كثرة ما يقع في القلعة الحصينة من تجاوزات أخلاقية وقانونية مخلة، دفعت قسم شرطة عزبة البرج في السابق إلى شن بعض الحملات على مرتاديها من الأشقياء، إلا أن هذه الحملات توقفت تمامًا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ لتصبح القلعة مقرًّا دائمًا للبلطجية والمدمنين.