تحولت قلعة عرابي، الأثر التاريخي الذي تشتهر به محافظة دمياط، إلى مكان لممارسة الجريمة بكافة صورها، بعد أن أصبحت مكان مهجور منذ ما يزيد عن خمسون عاما يتردد عليه البلطجية، لممارسة نشاطهم دون أن يلحق بهم ضباط الشرطة أو أن تقوم هيئة الأثار بترميمه أو الاهتمام به رغم وقوعه تحت مسؤوليتها ورغم أن المنطقة بأكملها مندرجة تحت سيطرة هيئة الأثار، التي أعلنت مئات المرات عن رصد ملايين الجنيهات لترميمها وتحويطها إلا أن هذا لم يحدث، حيث طالب أهالي بلدة عزبة البرج بتحويل هذا المكان الأثري المهجور الذى أصبح وباءا، لمساكن للشباب وأسواق عمومية حرة يستفيد منها أهالي البلدة. من جانبه طالب وائل عطية المنديلي، نجار مراكب، بإزالة الأثار المتعلقة بقلعة عرابي، وقلاعها والطابية الملحقة بها وتحويلها لمساكن للشباب، للاستفادة منها . وأشار الجرايحي أبو العطا، نجار مراكب، أننا دائما ما نتعرض لضرب نار ونشاهد شرب المخدرات ليل نهار وكأننا في وكر عصابة وليس مكانا أثريا، متهما هيئة الأثار بالتسبب فيما يحدث. وطالب محمد عبد السلام، ميكانيكي، هيئة الأثار، بالقيام بترميم هذه الأثار الفريدة كى تستفاد منها المحافظة وتتحول لمزار سياحي. من ناحية أخرى أكد عصام أحمد هتهوت، من أبناء طايبة البحرية، أن طايبة عرابي لا طائل من ورائها ولا تعتبر مكانا أثريا حيث كانت منطقة حربية واسطبلات للجيش، ولا يوجد بها إلا مسجد المغربي. وأضاف عوض رودس، أحد ابناء عزبة البرج، قائلا لقد تحولت طابية عرابي، لمكان يحوي مخلفات مصنع أدفينا والحيوانات الميتة والأعمال المخلة بالآداب، مطالبا بتحويلها لمساكن للشباب وسوق عمومي ومتنزه للبلد حيث لا يوجد أي متنزه للبلد . يذكر أن طابية عرابي، تقع بمدينة عزبة البرج شرق نهر النيل فرع دمياط وهى قلعة حربية قديمة كانت تستخدم في التحصينات الحربية لحماية مصر من الغزو البحري، وتتكون من سوران يفصل بينهما خندق باتساع 15م، كما يوجد به العديد من المباني الأثرية، ممثلة في أبراج المراقبة والدفاع وبعض الحجرات التي كانت تستخدم كمساكن للجنود ومخازن، كما يوجد بها مسجد صغير يسمى بالمسجد المغربي . أقام الفرنسيون طابية عرابي، إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 على أنقاض مدينة عزبة البرج، بعد أن هدموها انتقاما من أهلها لهجومهم على جنود الاحتلال، تم ترميمها عدة مرات في عهد محمد علي باشا، وعهد عباس باشا، والخديوي إسماعيل، حيث لجأ إليها زعماء وجنود الثورة العرابية، عام 1882م ليتحصنوا بها لمقاومة الاحتلال الإنجليزي ولهذا سميت بطابية عرابي.