* الإعلان عن تحقيق رسمي.. والمشيعون يسيرون في جنازة 35 مدنيا كرديا هاتفين: أردوغان قاتل * رئيس الوزراء التركي يصف القصف ب”مؤسف”.. ويقول: ليس هناك دولة تقصف شعبها عمدا أنقرة- وكالات: شارك آلاف الأكراد الغاضبين الجمعة في دفن 35 من القتلى المدنيين جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي التركي حيث وصفوا رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي بالقاتل. وسار المشاركون في الجنازة وهم يبكون مشيعين ضحايا الغارة التي وقعت الخميس وصولا إلى مدافن قرية غوليازي قرب الحدود العراقية بعد انتهاء مراسم التشييع في أحد المساجد ببلدة اولوديري القريبة. وسار موكب طويل من سيارات ومركبات إسعاف تنقل النعوش، حيث أطلقت صفاراتها بينما لوح المشيعون بعلامة النصر بتحد هاتفين “أردوغان قاتل!”. وقالت أم الطفل وداد انجو الذي قتل عن عمر 13 عاما “لقد كان غصنا طريا لم يكتمل!”. وأضاف والد الطفل وهو يصرخ بينما ينقل الجثمان لدفنه “ليعلم رئيس الأركان أن ابني كان شهيدا ولم يكن معه أي سلاح!”. وكان أردوغان قدم تعازيه الجمعة لأسر الضحايا لما وصفه بالحادث “المؤسف”. وقال أردوغان أن “الصور التي نقلتها الطائرات بدون طيار أظهرت مجموعة من 40 شخصا في المنطقة، وكان من المستحيل تحديد هويتهم. تأكد بعد ذلك أنهم كانوا مهربين ينقلون سجائر ووقودا على البغال”. وفي أول رد فعل له على الضربة التي نفذتها طائرات اف-16 التابعة لسلاح الجو التركي على الحدود مع العراق في وقت متأخر الأربعاء، قال أردوغان إنه “ليس هناك دولة تقصف شعبها عمدا”. وقال إن المتمردين الانفصاليين من حزب العمال الكردستاني سلكوا الطريق نفسه واتبعوا الأساليب نفسها لتهريب أسلحة إلى تركيا لتنفيذ هجمات، داعيا المنتقدين إلى انتظار نتائج تحقيق رسمي. وكرر هذه الرواية للوقائع الخميس حسين تشيليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية، بالحديث عن مهربين ومعبرا عن “ذهول” حزبه. وقال تشيليك إنه في حال حصول “خطأ” فإن “المسألة لن تدفن”. وكان الجيش قد أعلن أن عمليته مساء الأربعاء استهدفت متمردين في حزب العمال الكردستاني كانوا يحاولون التسلل إلى تركيا من العراق، وأنها جرت في منطقة “لا تؤوي مدنيين وحيث توجد قواعد للمنظمة الإرهابية”. غير أن المشيعين الجمعة ضربوا عرض الحائط بهذا القول، فقد قال محمد البالغ العشرين من قرية ارتاسو قرب موقع الغارة “من المستحيل أن يكونوا قد قتلوهم بالخطأ. لقد كان الجنود على بعد 150 مترا وكانت لديهم رؤية جلية من على رابية”، مشيرا إلى الجنود الذين راقبوا الضربة الجوية. وقال محمد الذي يعتاش أيضا من تهريب البضائع عبر الحدود “كان يمكن أن أكون بينهم”. وقال رجل في الخمسين من عمره رفض كشف هويته “إني أب لشهيد. اسمه محمد علي طوسون وكان في الثالثة والعشرين من عمره”، مضيفا “كان عاطلا عن العمل. وبما أننا فقراء نعيش من التجارة”، في إشارة إلى تهريب السجائر والغاز أو السكر بين تركيا والعراق. واستبد البكاء بشابة قتل قريب لها في القصف، قائلة “لم يكن هذا خطأ، بل قتلوهم عمدا، قتلوا من يحاولون كسب الفتات!”. وتخشى تركيا وقوع أعمال عنف كردية جديدة، مع دعوة متمردي حزب العمال الكرستاني إلى “الانتفاضة” منددين بالغارة التي قالوا إن الجيش قام بها عن “عمد”. وقال بهوز اردال احد كوادر الجناح المسلح في حزب العمال الكردستاني في بيان للحزب “ندعو شعب كردستان وخاصة في هكاري وسيرناك (المحافظتين المجاورتين للعراق) إلى إظهار رد فعلهم ضد هذه المجزرة والمطالبة عبر انتفاضهم بمحاسبة منفذيها”. ويستخدم حزب العمال الكردستاني العبارة الكردية “سرهيلدان” (الانتفاضة) ليشير إلى تحركات احتجاجية عنيفة تشمل صدامات مع الشرطة وعصيانا مدنيا. وقال اردال إن “هذه التجارة الحدودية تجري تحت مراقبة مراكز عسكرية عدة منتشرة على طول الحدود. ويستحيل إذن أن لا يتم التعرف على هؤلاء المدنيين”. وأضاف “هؤلاء الناس يتنقلون كل يوم تقريبا بدون أسلحة مع دوابهم في هذه المنطقة بالذات”. وكانت صدامات وقعت بين متظاهرين أكراد وعناصر الشرطة الخميس في اسطنبول حيث تجمع ألفا شخص بدعوة حزب السلام والديمقراطية الموالي للأكراد في تركيا، وفي مدن عدة بجنوب شرق الأناضول المأهول بغالبية كردية.