صناعة الأثاث هى الصنعة الأولى لمعظم مواطنى محافظة دمياط، هى عماد إقتصاد المحافظة، علية تقوم كل الاقتصاديات الأخرى، وينتعش السوق فى كل المجالات بدمياط أو ينتكس بالتوازى مع سوق الموبيليا؛ ولذلك كان أغلب الظن بأن الدولة ستوليها اهتمامًا خاصا كونها يقوم عليها إقتصاد محافظة بالكامل، ولكن ما يحدث عكس ذلك، فالدولة تساهم فى تدمير صناعة الموبيليا بدمياط، وتشريد الآلاف من مصنعى الموبيليا فى المحافظة . ولعل ما سبق له سببان أساسيان هما إتاحة الدولة الفرصة لدخول الأثاث الصينى عديم الفائدة إلى السوق المصرى، بل وإلى محافظة دمياط لينافس بشدة نظرًا لرخص سعره المنتج الدمياطى ذو السمعة العالمية، أما السبب الثانى هو الإرتفاع المستمر وبصورة جنونية لأسعار الخامات التى تستخدم فى صناعة الموبيليا ،دون تدخل من الدولة لضبط إيقاع هذه الأسعار حفاظا على واحدة من أهم ,ارقى الصناعات التى تتميز بها الدولة ويحترفها معظم الدمايطة . بداية لم يعرف السوق المصرى الاثاث الصينى إلا منذ سنوات قليلة على أيدى بعض المستوردين، لا يهمهم إلا جنى المكاسب ولو على حساب تدمير الصناعات الوطنية، فمنذ بداية العام 2006 تقريبا بدأنا نسمع عن اثاث صينى عبارة عن أنتيكات وطاولات وأثاث مكتبى يتميز برونق عالى ولكنه لا يتمتع بجوده ومتانة الأثاث الدمياطى، ولكنة أيضا رخيص الثمن. وكانت توجد معارض الأثاث غالبا فى القاهرة والأسكندرية وقليل من المحافظات الأخرى، ولكن بعد ثورة يناير 2011 إنتشرت ولأول مرة معارض تخصصت فى بيع الاثاث الصينى فى محافظة دمياط متسببة فى ضرب صناعة الأثاث وخاصة المكتبى بمحافظة دمياط. يقول عاطف الشربينى، صاحب ورشة لصناعة الاثاث الفندقى والمكتبى، أن وجود الأثاث الصينى أضر بالصانع الدمياطى أضرارا بالغة؛ لأن الأثاث الصينى لا يتمتع بأى جودة ربما تشطيبة عالى وأفضل ولكن جودة الخامات لا ترقى أبدا لمستوى المنتج الدمياطى، ولذلك سعره رخيص وهو ما يجعل الكثير يتجه عند تأسيس مكتبة أو فندقة إلى الأثاث الصينى، رغم كونة سيضطر إلى التغير فى وقت قصير جدا. ويضيف الشربيني، تأثر مصنعى بعد ظهور الأثاث الصينى لأنى كنت أحصل على عقود لتأسيس قرى سياحية وفنادق وذلك بخلاف ما كان يصدر من إنتاجى إلى العديد من الدول العربية، وأيضا الإستهلاك المحلى فى سوق دمياط، ولكن الآن إتجه الكثير لاستخدام المنتج الصينى، ويشير أننا كمصنعين لا نمانع من استيراد المنتج الصينى ولكن يجب أن يكون هناك عدالة وفرصة للمنافسة، يعنى يجب فرض رسوم إغراق على المنتج الصينى تضاهى ما يتم فرضة على خامات الموبيليا لأن المستورد يحصل على إعفاءات جمركية وخلافه تجعل أسعارة فى متناول الكثير فى الوقت الذى تزيد يوميا أسعار الخشب الزان والأبلاكاش وكل الخامات التى يتم إستخدامها فى صناعة الموبيليا بدمياط ،وهو ما يضطر الصانع الدمياطى لرفع أسعارة ليحافظ حتى على مايجعله يستطيع الحياة من ورشته أو مصنعه ". محمد عارف، تاجر، يقول كنت أعمل فى الاثاث المحلى فرش مكاتب وفنادق ولكن مع ظهور المنتج الصينى ورخص سعره وجودة تشطيبه أصبح الكثير من الزبائن يسأل عنه ويطلبة ،على الرغم من الفارق الكبير فى الجوده بينه وبين المنتج الدمياطى ،وربما يعلم الكثير من المستهلكين أنه سيضطر للتغيير بعد وقت قصير ولكن ،فى النهاية أنا أعمل بحسب السوق . محمد على صاحب ورشة موبيليا بدمياط ،يقول "إرتفاع أسعار الخامات المستمر يتسبب فى تدمير الصنعة وتخريب الورش وبطالة محصلتش قبل كده ، مثلا أناكنت بجيب متر خشب الزان ب1800جنية من 5سنين ،اليوم وصل سعره إلى 3500جنية ،كنت بعمل فى التقديمة الواحده 40و50 غرفة نوم وكان عندى ما يزيد على عشرين عامل وصنايعى ،اليوم وبسبب زيادة أسعار الخامات وكمان زيادة الأجر بتاعة الصنايعية أنا بعمل بس عشرة غرف والعمال مشيت عدد كبير منهم ومعتش عندى غير 10 فقط ،والمشكله إننا مش لاقيين حل لحكاية إرتفاع أسعار الخامات " هاشم إبراهيم أيضا صاحب ورشة، يقول "ياريت التاجر اللى بيشترى منى الشغل يقدر إن الخامات بترتفع فا يرفع سعر الشغل لكن للأسف التاجر عارف إن الخامات بتزيد وأجر العمال بتزيد وكل مره عاوز ينقص من سعر الشغل فى حين إنه بيرفعه على الزباين بحجة إن اسعار الخامات بتزيد ،يعنى فى الآخر محدش بيشيل الزيادة إلا أصحاب الورش وبخاصة الورش الصغيرة اللى كتير منهم قفل ورشته وطلع إشتغل صنايعى أوحتى غير نشاطة وساب صنعته اللى إتربى فيها " تامر سعد، صاحب ورشة ايضا يحمل الغرفة التجارية بدمياط مسؤلية إنهيار الصنعة فيقول " الغرفة التجارية اللى مفروض تدافع عن حقوقنا وتكون خط دفاعنا الأول لا تعمل إلا لصالح التجار ،مفيش مره شفناهم نزلوا للورش وشافوا مشاكلنا ولا لهم أى إسهام فى حل مشكلة إرتفاع اسعار الخامات ،طالبنا بعودة الجمعية التعاونية للموبيليا اللى كانت بتضبط الأسعار لان النجار والأسترجى كان له حصة بيصرفها ببطاقة وبتكون الأسعار محترمه ،لكن الجمعية قضى عليها ووقف نشاطها وسايبنا نهيبة للتجار يرفعوا الأسعار على كيفهم ،وبعدين نيجى نكلمهم يقولك الدولار هو السبب " على الرغم من إغلاق عدد كبير من الورش بدمياط وتسريح العمال وظهور أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل تمتلئ بهم المقاهى والكافتيريات ،وتهديد صنعة من أهم الصناعات إلا ان قرارا واحد رسميا لم يتخذ حتى الآن للحفاظ على هذه الصعنة من الإنهيار والحفاظ على مئات الآلاف من العاملين فيها من التشرد والضياع .