عماد فايز مغنية أو الحاج رضوان من مواليد عام 1962 أصل عائلته من طير دبا الجنوبية وكانت تسكن منطقة النبعة الفقيرة قرب بيروت قبل أن تتهجر في عام 1967 إلى محلة الشياح في الضاحية الجنوبية للعاصمة. بدأ نضاله ضمن صفوف حركة فتح الفلسطينية، فقد كان منذ حداثته شغوفاً بالأمور العسكرية وأثبت براعته فيها، وكان أحد المتعاونين في "القوة 17′′ التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة التي كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح، كما ساهم في عملية نقل سلاح فتح إلى المقاومة اللبنانية، ممثلة بحركة أمل وحزب الله، بعد أن اضطرت حركة فتح إلى مغادرة بيروت، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. لم يتخط مغنية المرحلة المتوسطة في التعليم لكنه تابع دروسه في الحوزة الدينية بقم، له شقيقان جهاد الذي قضى في محاولة لإغتيال محمد حسين فضل الله عام 1985 وفؤاد الذي سقط بتفجير شحنة ناسفة زرعتها إسرائيل وكان المقصود بها عماد مغنية. يعتبر صانع الانتصارين أو الحاج رضوان كما يلقبه الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله"، المقاتل الذي كرس حياته للمقاومة، بداية من انضمامه إلى حركة المقاومة الفلسطينية "فتح" مروراً بانتقاله إلى حركة أمل اللبنانية، وصولاً إلى انضمامه ل"حزب الله"، فمنذ صغره أدرك أنه قادر على تكريس كل حياته في سبيل قضية تستحق منه عظيم التضحيات التي بقيت حتى بعد استشهاده طي الكتمان. لقب بالحاج لأدائه المناسك, ونشط في العملين العسكري والأمني ، واعتبره البعض أنه العضو السابع في مجلس شورى الحزب ورئيس الأركان بالمفهوم العسكري, وكان دوره أساسيا ً في حرب تموز 2006 ولا سيما في التخطيط لخطف الجنديين الإسرائيليين. تلقى مغنية تدريبات مكثفة على أييد الحرس الثوري في لبنان وإيران، وخلال عام الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982، قاد "عماد مغنية" ثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولاياتالمتحدة وفرنسا، حيث قام بتفجير السفارة الأمريكية في بيروت أبريل 1983، والتي أسفرت عن مقتل 63 أمريكيا، وتفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أمريكيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في الجناح، والذي أسفر عن مقتل 58 فرنسيا. أرهق "مغنية" دوائر الاستخبارات العالمية التي تواطأت لمصلحة الأجهزة الأمنية الصهيونية، لكشف كامل شخصيته للنيل منه، ولم تصل إلى نتيجة، وبقي "مغنية" الاسم الأكثر استهدافا ومتابعة لدى دوائر العدو الإسرائيلي، الذي جند عملاء محليين وأجانب لتتبع أي أثر له، لكن "عماد مغنية" أجرى عملية تغيير ملامح للوجه مرتين على الأقل، آخرهما عام 1997، وتصف المصادر الأمريكية "مغنية" بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أمريكيين. تمكن "عماد مغنية" من الإفلات عدة مرات من محاولة خطف واغتيال، وأعلنت الولاياتالمتحدة عن جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة 22 اسم وزعتها الولاياتالمتحدة. في 12 فبراير 2008 تم اغتيال "عماد مغنيه" بتفجير سيارة في حي "كفرسوسه" بدمشق، لتنقل بعد ذلك صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية عن مصادر استخبارتية إسرائيلية أن عملاء للموساد نفذوا عملية الاغتيال بتفخيخ سيارة "مغنية" عن طريق استبدال مسند رأس مقعد السائق في السيارة بمسند يحتوي على شحنة متفجرات قليلة لكنها شديدة الانفجار. تعتبر عملية اغتيال "مغنية" عملية مخابراتية أثارت شكوك حول تورط بعض الجهات بسوريا في تنفيذ العملية، وقالت بعض المصادر إن ضابطاً سوريا كبيرا من شعبة المخابرات قد ثبت تورطه بالعملية بعدما تبين للمحققين بأن الضابط قام بالتخابر مع فتاة تركية جندته عبر رشوة مالية ضخمة للغاية ووعدته بتسهيل خروجه من سوريا قبل قتل "مغنية" بساعات. بعد اغتيال "مغنيه" أصدر حزب الله بيانا يتهم الكيان الصهيوني بالوقوف وراء عملية الاغتيال، ورغم نفي السلطات الصهيونية هذه الاتهامات، فقد أعقب اغتيال "مغنية" حالة من التوتر عاشها الكيان الصهيوني، وتم رفع حالة التأهب داخليا بالجبهة الشمالية وخارجياً بالسفارات، خاصة بعد بث التلفزيون السوري في سبتمبر 2011 اعترافات جاسوس الموساد "إياد يوسف أنعيم" فلسطيني أردني بمساعدة جهاز الموساد في اغتيال "عماد مغنية". لقّب "عماد مغنية" بعد استشهاده ب"صانع الانتصارين"، بسبب انتصاره في مايو عام 2000، يوم تحققت الهزيمة المدوية للاحتلال الذي تقهقرت قواته في الجنوب، وفي يوليو وأغسطس من عام 2006، يوم سجلت المقاومة أكبر انتصار على العدوان، وتدرج "مغنية" في حزب الله بالتوازي مع "حسن نصر الله"، الذي أصبح أمينًا عامًا للحزب، بينما وصل "مغنية" إلى قيادة المقاومة الإسلامية، الذراع العسكري ل"حزب الله"."