القطط والقمامة تنتشر داخل مستشفى القنطرة العام المحافظ: خطوات جادة للتطوير.. وتشغيل "أبو خليفة" قريبا يعاني القطاع الطبي بمحافظة الإسماعيلية كثيرا من أوجه النقص والإهمال، وتمر مستشفى القنطرة غرب العام بحالة من التجاهل والإهمال ووجود مشكلات كبيرة في أقسامها، منها تهالك 15 جهازا للغسيل الكلوي نظراً لعدم الاهتمام بالصيانة الدورية. محمود عبد العظيم، أحد مواطني القنطرة، فوجئ بتردي حال الغرفة المخصصة لاستقبال والدته بجناح "مميز" بعد إجراء عملية خطيرة لها إثر تعرضها لحادث اضطره لدخول تلك المستشفى، كما فوجئ بالحيوانات الضالة التي يزيد عددها عن عدد المرضى. يقول محمود: الواقعة كانت يوم الجمعة 13 فبراير، وكنت أقود "التروللي" الخاص بوالدتي داخل مستشفى القنطرة المجهزة لتكون من أرقى مستشفيات الإسماعيلية كما علمنا، ولكني فوجئت عند دخول غرفة العمليات بالقطط تملأ المداخل التي يفترض ألا يقترب منها أحد دون تعقيم. وأضاف: حين توجهنا إلى غرفة المبيت لم أجد سوى ممرضة واحدة بالمستشفى، وعندما فتحت الباب وجدت قطة كبيرة تقفز في وجهي، وبعد لحظات اكتشفت أنها قد وضعت قططا صغيرة فوق السرير الخاص بوالدتي، واضطررت للبحث عن غرفة أخرى حتى أتى أحد الأطباء في الصباح ووقع على أمر بتحويلها إلى مستشفى آخر يكون فيها الوضع أفضل. ويقول محمد صابر، أحد المهتمين بالشأن العام في القنطرة، إن جميع الأطباء هربوا بسبب مشكلات حدثت مع مدير المستشفى الدكتور مصطفى درويش، والذي يلقى دعما غير محدود من الدكتور هشام الشناوي، وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية، على حد قوله، فيما يقول علاء سليم، أحد الوجوه البارزة بالقنطرة غرب، إن المستشفى والقطاع الطبي في حالة ترد كبير ويجب على المحافظ التدخل لحلها، حيث تعددت المشكلات في القطاع الصحي بالمحافظة منذ نهاية العام 2013 على الرغم من رصد ملايين الجنيهات لتطويره وتحسينه، لكن يبقى الإهمال في كل المستشفيات هو السمة الغالبة. وتجدر الإشارة إلىرصد وزارة الصحة مبلغ 4.5 مليون جنيه لتطوير مستشفى الإسماعيلية وإسناد المشروع بالأمر المباشر لشركة المقاولون العرب، بينما تم رصد ما يقرب من 10 ملايين جنيه لشراء أجهزة طبية جديدة تمد بها المستشفيات، إضافه إلى وضع خطة لتطوير 54 وحدة طبية على مستوى المحافظة، وكذلك مستشفى أبو خليفة الذي أهمل على الرغم من جاهزيته منذ 10 سنوات، ولم تجد مديرية الصحة بالمحافظة سوى الاتفاق مع مستشفى الهلال على تجهيزه وإدارته كأحد فروعها وكمركز للطوارئ. وكانت الفترة القليلة الماضية قد شهدت رصد الكثير من حالات الإهمال داخل المستشفيات أبرزها كان الأسبوع الماضي في 15 فبراير، حين تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور الإهمال بمستشفى الحميات بالإسماعيلية، وما أبرزته من وجود قمامة وإهمال بدورات المياه، مما جعل الإدارة تسارع بتنظيف المكان كرد فعل سريع على انتشار الخبر. كما سجلت خلال الفترة الأخيرة حالات متعددة للإهمال، منها شكوى مرضى قسم الغسيل الكلوي بالمستشفى العام في يونيو 2014 بسبب انتشار القمامة والدماء وقلة أعداد الممرضين بالقسم، بينما سجلت حالة إهمال وفوضى بمستشفى القصاصين في بداية العام 2014 بعد اكتشاف حالة لمريضة مجهولة الهوية مهملة داخل غرف المستشفى دون رعاية، مما أدى لوفاتها دون التعرف على ذويها، وقد سبق ذلك بفترة اكتشاف حالة مشابهة ملقاة بمنتهى الإهمال وسط فضاء مستشفى الإسماعيلية العام ليتضح جليا أن الإهمال صفة ملازمة لجميع مستشفيات الإسماعيلية. وقال الدكتور خالد عزب، أحد الأطباء، إن حال المستشفى كحال القطاع الطبي داخل الإسماعيلية، وداخل مصر ككل يحتاج إلى نظرة ورعاية واهتمام وتمويل لتحسين الخدمة الصحية. ويكفي دليلا على سوء الأداء الطبي أنه تم تحويل أكثر من 2000 طبيب إلى التحقيق بسبب الإهمال والتغيب عن العمل في خلال عام ونصف أثناء وجود اللواء أحمد بهاء الدين القصاص، كمحافظ للإسماعيلية، لكن الوضع لم يتغير، بينما واجهت مشكله القطاع الصحي اللواء ياسين طاهر المحافظ الجديد منذ اليوم الأول لتوليه عمله بالمحافظة، حيث نقلت إليه العديد من الشكاوى في أنحاء القطاع. وقال ياسين، في تصريحات صحفية بعد توليه مسؤولية المحافظة: إن الاهتمام ضروري من جميع الأجهزة التنفيذية، ولابد من تكثيف وتضافر كافة الجهود من أجل استكمال خطة تطوير المنظومة الصحية، مؤكدًا على ضرورة رفع مستوى الأداء في تقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية التي تقدم لجميع المواطنين من خلال المستشفيات والوحدات الصحية بمختلف قطاعات المحافظة وتوابعها. وأشار إلى بدء اتخاذ خطوات جدية لتطوير القطاع، أهمها البدء في التواصل لتشغيل مستشفى أبو خليفة الموجود منذ العام 2003 لكنه لم يعمل إلى الآن، كما لا تزال أعمال التطوير جارية داخل القطاع، فقد شهد يوم 28 يناير الماضي افتتاح المرحلة الأولى لتطوير مستشفى القصاصين المركزي بتكلفة 2.8 مليون جنيه.