منذ تأسيس حزب الله اللبناني عام 1982، ظهرت بوضوح أفكاره ومعتقداته المعادية للكيان الصهيوني، وقد ترجم ذلك بمقاومته للاحتلال الإسرائيلي في جنوبلبنان عبر عدة معارك ومواجهات خاضها الحزب ضد إسرائيل من بينها حرب التحرير ولبنان الثانية 2006 التي أرسى خلالها الحزب معادلة جديدة في تاريخ الصراع مع الجيش الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يقول موقع "جلوبال ريسيرش" إن المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى مدى 35 عاما وأكثر من التضحيات والدماء الطاهرة روت أرض لبنان دفاعا عن لبنان الموحد، ففي عام 1985 أعلن حزب الله عن نفسه رسميا من خلال نشر برنامجه السياسي ورؤيته للوضع في لبنان، حيث بدأت أولى عملياته بخطف مجموعة من رجاله لطائرة إسرائيلية كانت متجهة من أثينا إلى روما وقادوها إلى مطار بيروت حيث تلخصت مطالب الحزب آنذاك في إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في إسرائيل وشجب عالمي لتدخل إسرائيل واحتلالها للجنوباللبناني عقب غزو لبنان عام 1982 مع شجب مماثل لدور الولاياتالمتحدةالأمريكية وتدخلها في شؤون لبنان. ويضيف الموقع الكندي أن استهداف حزب الله للجنود الإسرائيليين على الحدود مع لبنان خلال الأسابيع الماضية في عملية مزارع شبعا، حيث جاءت ردا على اغتيال إسرائيل لمجموعة من رجال حزب الله وأحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني في القنيطرة السورية، مؤكدة على ضرورة أن يأخذه العرب رد حزب الله على محمل الجد، حيث هو أخطر تصعيد للعنف خلال السنوات الأخيرة الماضية، خاصة وأن حزب الله أعلن عن مسئوليته وتنفيذ العملية التي تمت ضد جنود الجيش الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا. ويرى الموقع البحثي أن التصعيد لن يكون الأعنف، حيث توعد حزب الله بالانتقام لعناصره الذين تم اغتيالهم مؤخرا في القنيطرة السورية، مشيرة إلى أن هذه الجولة قد تكون الأولى من التصعيد بين حركة المقاومة والعدو الصهيوني. ويشير الموقع الكندي إلى أن اغتيال مسؤول إيراني بارز خلال العملية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل سوف يصعد من حدة التوتر في المناطق الحدودية مع لبنانوسوريا، مضيفا أن هضبة الجولان السورية ومنطقة مزارع شبعا اللبنانية سوف تشهد مزيدا من التوترات خلال الفترة المقبلة بين حزب الله وإسرائيل. مع مرور الوقت وتأسيس حزب الله زادت إسرائيل عدد قواتها حتى أضحى الشريط المحتل (الحزام الأمني) تابعا مباشرة للإدارة العسكرية الإسرائيلية، فضلا عن أنها ارتكبت العديد من المجازر داخل الأراضي اللبنانية مثلما حدث في صير الغربية وبلدة معركة والزرارية وعدد من قرى إقليم التفاح في البلاد. ويوضح "جلوبال ريسيرش" أن عام 1992 كان أكثر سخونة على جبهة جيش الاحتلال وحزب الله، حيث تخلله اقتحام مواقع عدة لجيش العدو والميليشيات العميلة التابعة له، حتى تمكنت إسرائيل بواسطة طائراتها من اغتيال الأمين العام لحزب الله السابق "عباس الموسوي" وذلك يوم 16/2/1992، بينما كان موكبه عائد من "جبشيت" فأصيبت السيارة التي كان فيها مع زوجته وولدهما. حينها كان للمقاومة ردها الحاضر بقوة على ذلك عبر إمطار المستعمرات الإسرائيلة والنقاط العسكرية بصواريخ الكاتيوشا اللبنانية، التي أصابت الدوائر السياسية في تل أبيب حينها بحالة من الهلع والفزع. كسبت المقاومة من حرب الأيام السبعة تأييدا واسعا في سورياولبنان، ولم تقدم أي تنازلات حيث نجحت المقاومة في فرض تفاهم شفهي عرف باسم "تفاهم الكاتيوشا" وفيه ما ينص على حق المقاومة في القيام بعمليات ضد مواقع الجيش الإسرائيلي مع التقيد من جانبها ومن جانب إسرائيل في عدم استهداف المواقع المدنية خلال العمليات العسكرية. مع توالي معارك المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال، خسرت إسرائيل في الخطة الرئيسية، حيث لم تسترد جنودها المختطفين ولم يتم نزع سلاح حزب الله ولم يستعد الجيش الإسرائيلي هيبته أو قدرته الرادعة، وفي المقابل أثبت حزب الله قدرات هائلة في ميدان المعركة بعدما وضع نمطًا جديدا من القتال يختلف عن القتال التقليدي وعن القتال غير التقليدي. ويوضح الموقع الكندي أنه حتى هذه اللحظات لا تزال المعركة بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل قائمة، فعلى خلفية اغتيال إسرائيل لقادة في حزب الله بالقنيطرة السورية مؤخرا، نفذ حزب الله عملية في مزارع شبعا المحتلة ضد قافلة عسكرية إسرائيلية، مضيفا أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، ففي كل مواجهة كبيرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي كان يسبقها عمليات من هذا النوع، كما حدث في مواجهة عام 2006.