أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى تحسبا لأي رد محتمل من حزب الله في أعقاب اغتيال عدد من عناصر الحزب بالقنيطرة السورية، حيث عززت إسرائيل نشر القبة الحديدية، وهي منظمة دفاعية جوية مضادة للصواريخ، على طول حدودها الشمالية المتاخمة لسورياولبنان، كما صعدت من أنشطة الاستطلاع بالمنطقة، وفق المسؤولين. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء "محمد علي جعفري" توعد بالرد على تل أبيب، بعد هجومها الأخير بمرتفعات الجولان السورية، والذي تسبب في قتل عدد من عناصر حزب الله ومستشار عسكري إيراني. ويضيف الموقع أن الجنرال "جعفري" قال في رسالة صدرت بمناسبة اغتيال العميد "محمد علي الله دادي":" سيبقى الحرس الثوري الإيراني صامد أمام انهيار النظام الصهيوني في إسرائيل من خلال دعمه المتواصل للمقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين، ولكن هذه المرة سيكون الدعم أكبر من حرب ال33 يوم وال51 يوما ضد الجيش الإسرائيلي"، ويوضح:" يجب على الصهاينة انتظار الصواعق المدمرة للجماعات المقاومة والمناهضة لإسرائيل في المنطقة". ويوضح الموقع الكندي أن حزب الله أصدر بيانا يؤكد الضربة الجوية، مشيرا إلى اغتيال 6 من مقاتليه في بلدة القنيطرة السورية، مشددا على أنه سيرد على إسرائيل. ويرى الموقع أن النزاع السوري مستمر بالإضافة إلى الحرب بالوكالة، حيث شن إسرائيل للغارة الجوية ضد سوريا، والذي أسفر عن مقتل 6 من حزب الله ومستشار إيراني كانوا يقاتلون ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، مشيرا إلى أن الهجوم يذكر باغتيال "عماد مغنية" الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما أن ابنه "جهاد مغنية" كان من بين الأهداف الستة في القصف الأخير. ويوضح "جلوبال ريسيرش" أن الغارات الإسرائيلية هي غطاء لتنظيم داعش وجبهة النصرة، حيث في سبتمبر الماضي استخدم العدو الصهيوني بطاريات باتريوت لتوفير غطاء جوي لداعش في مرتفعات الجولان، كما أنها تقدم الدعم الاستراتيجي والمالي والعسكري للتنظيمات الإرهابية في سوريا. ويؤكد الموقع أن الهجوم الصهيوني يعد استفزازا لحزب الله حيث ترغب إسرائيل في جر حزب الله إلى صراع أوسع نطاقا، مما يساعد داعش وجبهة النصرة والمتمردين السوريين والجيش الحر ويعزز من موقفهم في الحرب الدائرة بسوريا. ويشير الموقع الكندي إلى أن هجوم الأحد يثير التساؤلات حول الدور العسكري لإسرائيل في الصراع السوري، وتوفيرها الغطاء الجوي والدعم العسكري الرسمي لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى التي تقاتل ضد الجيش السوري وحلفائه. ويرى الموقع أن أعضاء مجلس الأمن الدولي لن يقترحوا فرض عقوبات أو تحميل إسرائيل مسؤولية الهجوم المتكرر على جيرانها، حيث دوما ما تفلت الدولة الصهيونية من العقاب، فمنذ عام 2006 تفلت إسرائيل من العقاب رغم الهجمات المتكررة على سوريا. وفي السياق ذاته، ربط الجنرال احتياط، نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقا "آفي غالانت" بين الضربة وبين الانتخابات الإسرائيلية القريبة، فإنه لا يراود أحد الشك بأن الغارة وصور الجنازات في لبنانوإيران، ستكون وقودا انتخابيا في إسرائيل، وسيوظفه "نتنياهو" للتدليل على "وقوفه سدا" في وجه إيران وحزب الله لضمان الأمن الإسرائيلي بكل ثمن، حتى ولو جر ذلك على إسرائيل موجة نقد عالمية، لأن ما يحركه هو (أي نتنياهو) خلافا لخصميه "تسيبي ليفني" و"يتسحاق هرتسوغ".