يستمر مسلسل استهداف المصريين في ليبيا، والذي قد بدء منذ أكثر من عام، فيوم بعد الآخر تستقبل مصر نعشًا جديدًا لمواطن تم استهدافه على يد هؤلاء الذين يدعون نشر الدين الإسلامي، وهم في الحقيقة لا ينشرون سوى الجهل والفساد في الأرض، فبين التراخي المصري والتهاون الليبي يسقط المصريين في أيدي المتطرفين. أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا أنه أعدم 21 مصرياً مسيحياً من الأقباط بعد خطفهم قبل 45 يوماً على الأراضي الليبية، ونشرت مجلة "دابق" الناطقة باسم التنظيم باللغة الإنجليزية، تقريرًا عن العملية تحت عنوان "انتقامًا للمسلمات المحتجزات من جانب الأقباط الصليبيين فى مصر"، لفتت خلاله إلى أن عملية إلقاء القبض على 21 مسيحيا مصريا فى ليبيا جاءت بالتزامن مع مرور 5 سنوات على عملية الهجوم على كنيسة بغداد فى إطار الانتقام ل"كاميليا شحاتة"، و"وفاء قسطنطين"، ومن زعمت أنهم أخوات محتجزات من جانب الكنيسة المصرية، وحرض التقرير المسلمين فى كل مكان بالعالم على استهداف الأقباط فى أي مكان، زاعمًا أن "المسلم الذي سيسفك دم المسيحى سيلقى جزاء عظيما من الله يوم القيامة". قالت الجماعة الارهابية إن من أسمتهم ب"جنود الخليفة" في ولاية طرابلس أسروا 21 قبطيًا مصريًا، ونشرت صورًا لهم بملابس الإعدام البرتقالية الشهيرة في منطقة ساحلية مجهولة دون أن توضح مصيرهم، ولكنهم كانوا يتخذون وضعية الذبح ومن ورائهم عناصر الجماعة الإرهابية بالملابس السوداء يحملون السكاكين. من جانبه، وجّه الرئيس "عبد الفتاح السيسي" كل الوزارات والجهات المعنية بسرعة التعامل مع موقف المصريين في ليبيا، وتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين منهم في العودة إلى أرض الوطن، وقال مصدر رسمي مسئول، إن وزارة الخارجية تعيد مجددًا تحذيراتها السابقة بعدم السفر إلى دولة ليبيا، وتطالب المصريين المقيمين بها بتوخي الحذر والبعد عن مناطق التوتر. وأعلنت رئاسة الجمهورية أنها تتابع عن كثب وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة حول وضع أبناء مصر المختطفين فى ليبيا، وقال بيان صادر عن الرئاسة إن خلية الأزمة تتابع الموقف أولاً بأول، وتجري الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته، ودعت رئاسة الجمهورية المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، والذى بات يهدد دول المنطقة والعالم. يبدو أن استهداف المصريين بشكل مستمر وخاصة الأقباط منهم في الأراضي الليبية هو محاولة لافتعال مشكلة لاستفزاز مصر للتدخل العسكرى في هذا البلد الذي يشهد اضرابات أمنية كبيرة، على اعتبار أن التدخل العسكري المصري يأتي تحت غطاء رعاية الأمن القومي المصري وحماية الرعايا المصريين في هذا البلد، وهو ما ترفضة السيادة المصرية بشكل تام. من جهتها استنكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان صمت السلطات الليبية والمجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية الدولية على جريمة "داعش"، وأكدت اللجنة أن هناك صمتًا غير مبرر تجاه استهداف المصريين المسيحيين والجاليات الأجنبية فى ليبيا وقتلهم لهويتهم الدينية، وحملت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، الحكومة الليبية المؤقتة والمجتمع الدولي مسئولية ما يحدث للمصريين المسيحيين المختطفين فى ليبيا منذ مطلع يناير. الوضع فى ليبيا التى تتعرض لمؤامرة كبيرة وخطيرة من ميليشيات متطرفة، بلغ حدًا خطيرًا فغياب الدولة الليبية وسيطرة الميليشيات المسلحة علي مفاصلها جعل الحكومة الليبية ضعيفة وافتقدت السيطرة على أراضيها، خاصة بعد انفلات الأوضاع الأمنية هناك.