رغم الوعود الكثيرة من مسئولى الآثار بإعادة افتتاح متحف طنطا الأثرى أوائل هذا العام، والمغلق منذ نوفمبر عام 2000، لكن ذلك لم يحدث، ومع ذلك ما زال وزير الآثار والذي زار المتحف فى نهاية العام الماضى يعد بإعادة افتتاحه في أقرب وقت ممكن، خاصة بعد انتهاء أعمال تجهيزه، مع الخوف أن تكون وعود الوزير كغيرها من الوعود السابقة. وترجع قصة إنشاء متحف آثار طنطا والذي يحتوي على آثار فرعونية وإسلامية وآثار من العصر اليوناني والروماني والقبطي ومخطوطات نادرة إلى عام 1913، حيث تم تخصيص قاعة بمبنى البلدية؛ لتكون مقرًّا للمتحف، ولم يستمر تخصيص القاعة طويلاً، فتم إغلاقها وتخزين محتوياتها من الآثار. يقول المؤرخ الطنطاوى أحمد الخطيب وكيل وزارة الثقافة السابق "شهدت مدينة طنطا حقبة تاريخية وحضارية فريدة في العهود الفرعونية القديمة، حيث كانت مقرًّا للأسرة الثلاثين من ملوك مملكة الوجه البحري، وخلف هؤلاء الملوك العظام ثروة أثرية نادرة، ربما لا يعلم عنها الكثيرون شيئًا؛ نظرًا لتجاهل الحكومة لها، ولم تضع وزارة السياحة والآثار أيًّا من تلك المعالم الأثرية النادرة على خريطتها، فهناك معبد بهبيت الحجارة معقل الأسرة الثلاثين وبه أعظم آثار الوجه البحري، ومعبد سمنود وصالحجر ومتحف طنطا الذي يضم ما لا يقل عن 880 قطعة أثرية نادرة، منها تماثيل المصارعين القدماء المكتشفة في موقع صالحجر الأثرى والتي لا يوجد مثلها في شتى المتاحف الأخرى. ويستكمل الخطيب حديثه قائلاً "أُنشئ هذا المتحف لتخليد تلك الحضارة والحفاظ عليها عام 1913، وتم اختيار مبنى بلدية طنطا؛ ليكون مقرًّا متحفيًّا، وتم تخزين آثاره، ثم ما لبث أن أغلق وأعيد افتتاحه عام 1935، وتم إغلاقه مره أخرى، وبعد سنوات طويلة أعيد تجهيزه وبناؤه، وافتتح للجمهور فى أكتوبر 1990، ثم أعيد غلقه فى 2000، ومنذ هذا التوقيت والمتحف لا يعمل، وهو أمر غريب ومحير، وفشل عدد من المحافظين السابقين في إعادة المتحف إلى الحياة رغم أعمال التطوير التي لحقته، ولم تسفر لقاءاتهم مع وزراء سابقين عن التعجيل بافتتاح المتحف". وقال أشرف أبو قاسم مفتش آثار بمنطقة آثار وسط الدلتا إن متحف طنطا الذى تم إغلاقه منذ خمسة عشر عامًا يعانى الإهمال والنسيان والغلق، وتساءل "كيف يتحدث مسئولو وزارة الآثار عن تنشيط السياحة وهذا هو حال معظم متاحفنا الإقليمية المغلقة؟! موضحا أنه أرسل العديد من المذكرات لمعرفة أسباب إغلاق متحف آثار طنطا وعدم افتتاحه حتى الآن رغم تجهيزه والانتهاء من عمليات التجديدات التي بدأت من عام 2000 لأرضية المتحف وحوائطه وجدرانه وأعمال الدهانات والسباكة، ولم يتلقَّ ردًّا حتى الآن. وأشار أبو قاسم إلى أن متحف طنطا يتكون من 6 طوابق، يضم الأول منها الآثار الفرعونية، والثاني الآثار الرومانية واليونانية، والثالث الإسلامية والمسيحية، والرابع قاعة للمؤتمرات والمحاضرات ومكتبة، والخامس مكتبًا إداريًّا للموظفين والإداريين، ويضم المتحف قطعًا أثرية نادرة وغير موجودة في متاحف أخرى، مثل تماثيل أفروديت والمصارعين القدماء، التي وجدت فى صالحجر، بالإضافة إلى 880 من القطع النادرة ومن أجمل ما تحتويه المتاحف الفرعونية، وكان من المفترض بعد تعديل العرض المتحفي أن يتم افتتاحه للجمهور بعد إدخال الأسانسير لكبار السن، لكن حتى الآن لا نعرف سببًا حقيقيًّا لعدم افتتاحه، مطالبًا بقرار رئاسى لإعادة قيمة هذا المتحف وما يمثله من حقبة تاريخية نادرة إلى الحياة من جديد، خاصة أنه لا يوجد ما يمنع ذلك مطلقًا. وأعلن عن استعداد المحافظة لتوقيع اتفاق مع وزارة الآثار لتطوير وتحديث متحف طنطا الأثرى المغلق منذ 15 عامًا على ذمة التطوير؛ حتى يكون جاهزًا لاستقبال الآثار القديمة وفتحه للجماهير كنافذة ثقافية وتعليمية تدر عائدًا يغطى تكاليف تطوير المتحف؛ ليعود مرة أخرى منارة ثقافية وأثرية بوسط الدلتا. جاء ذلك خلال الزيارة التى قام بها الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار والدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق ونخبة كبيرة من الأثريين والعلماء فى هذا المجال لمحافظة الغربية؛ لافتتاح الدورة التدريبية الأولى لإعداد الأثريين لعام 2015؛ بهدف رفع الوعى الأثرى لدى المواطنين. وأعرب وزير الآثار عن أمله فى التعاون مع المحافظة؛ لوضع خطة للنهوض بالمناطق الأثرية فى محافظة الغربية، خاصة فى منطقة بهبيت الحجارة وصالحجر وتطوير المتحف وسبيل على بك الكبير وفتحها كمزار للجمهور.