بعد أكثر من 7 أشهر من المعارك العنيفة بين قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي من جهة وتنظيم "داعش" الإرهابي من جهة أخرى، تم إعلان محافظة "ديالي" العراقية آمنة وخالية تمامًا من هذا التنظيم الإرهابي الذي قضى على الأخضر واليابس في المحافظة منذ أن وطأت أقدامه البلاد. أكد قائد عمليات "دجلة" أن القوات العراقية دحرت تنظيم "داعش" من المناطق التي كان يسيطر عليها في محافظة "ديالى"، بعد معارك أوقعت عشرات القتلى في صفوف المسلحين، وقال الفريق الركن "عبد الأمير الزيدي"، "نعلن تحرير محافظة ديالى من تنظيم داعش، بمشاركة قوات الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر"، وأكد أن "القوات العراقية تفرض سيطرتها على جميع مدن وقرى ونواحي ديالى"، وذلك بعد 3 أيام من شن الجيش والمتطوعين عمليات مكثفة ضد التنظيم في المحافظة الواقعة شمال شرق بغداد. https://www.youtube.com/watch?v=mKjNztZZmBA وهو ما أكده قائد شرطة محافظة "ديالى"، اللواء "جميل الشمري"، حيث قال إن المحافظة باتت خالية من تنظيم "داعش"، وأضاف أنه "تم تحرير أكثر من 24 قرية من داعش في المناطق الشمالية من محافظة ديالى في حوض شروين والصدور وقرى شمال المقدادية في قرى شمال سنسل، وتمت استعادة منابع المياه ونواظم توزيع المياه في تلك المناطق"، وبانتهاء هذه العملية تكون تلك القوات قد استعادت. شهدت محافظة "ديالى" منذ يونيو الماضي عمليات عسكرية واسعة لملاحقة عناصر تنظيم "داعش"، فيما تمكنت القوات الأمنية والحشد الشعبي من إحراز تقدم في الكثير من المناطق وهو ما أدى إلى انحصار التنظيم في عدة قرى صغيرة ما جعل القوات العراقية تستبقها بضربة نوعية تقضى على أخر مراكز التنظيم في المحافظة لإعلانها نظيفة بالكامل من التنظيم الإرهابي. المعركة الشرسة التي استمرت أكثر من 7 أشهر واستعرت خلال الأربعة أيام الأخيرة بين قوات الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي والمتطوعين من جانب و"داعش" من جانب آخر، أسفرت عن العديد من الخسائر سواء في الأرواح أو الممتلكات، حيث أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة "ديالى"، أن الأجهزة الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي قدموا 58 قتيلا و248 جريحًا ثمنًا لتحرير آخر معاقل تنظيم "داعش" في المحافظة، كما قتل العشرات من المتطرفين وتم تدمير أسلحة ومعدات مختلفة وضبط مستشفى ميداني تابع ل"داعش"، والعثور على جثث لأبرياء أعدموا على يد التنظيم المتطرف، كما قام مسلحو "داعش" الإرهابيون بإحراق عشرات القرى في ناحية "منصورية الجبل" التابعة لمحافظة ديالى، وتهجير سكانها قبل أن يفروا من هذه المناطق إثر دخول الجيش والحشد الشعبي. احتفل الجيش العراقي ومقاتلو الحشد الشعبي بتحرير محافظة ديالى من تنظيم "داعش" الإرهابي، وحضر وزير الداخلية العراقية "محمد سالم الغبان"، الاحتفال المركزي الذي أقيم في المحافظة ابتهاجاً بالنصر الذي حققته القوات، وخلال الاحتفال ألقى عضو مجلس النواب "هادي العامري" كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لكل الجهود المخلصة التي أسهمت في تحرير المحافظة، مثنياً بشكل خاص على "القوات الأمنية في شرطة وعمليات ديالى والشرطة الاتحادية وقوات الجيش كل من أسهم في تحقيق النصر، فضلاً عن المجهود الكبير لقوات الحشد الشعبي الذين قدموا الدماء الزكية لتطهير أرض العراق"، كما كرم "العامري" الإعلاميين البارزين والذين نقلوا أحداث ديالى بشكل مباشر. https://www.youtube.com/watch?v=ch_VKL2Ih9Q تأتي أهمية محافظة "ديالي" الإستراتيجية من كونها تقع بالجهة الشرقية من العراق، وتبعد عن العاصمة بغداد 57 كم من ناحية الشمال، ويمر بها نهر ديالي الذي يصب بنهر دجلة، كما أنها تمثل نقطة الانطلاق إلى محافظاتكركوك وصلاح الدين. تزامن إعلان تحرير ديالى مع بدء القوات العراقية ومسلحي العشائر حملة عسكرية، ترمي إلى طرد داعش من المناطق الخاضعة لسيطرته في مدينة "الرمادي" بمحافظة الأنبار، حيث يقوم بالعملية كل من قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر، ما جعل أول نجاح يتحقق من خلال تحرير منطقة "البوغانم" شرق الرمادي، كما فرضت القوات حظرًا للتجوال في المدينة.