يستمر تدفق العالقين الفلسطينيين من الجانب المصري، للدخول إلى قطاع غزة، اليوم الأربعاء، وذلك عقب سماح السلطات المصرية بفتح المعبر أمس الثلاثاء، ولمدة 3 أيام من الجانبين لإدخال العالقين من وإلى القطاع، مع هدوء واستقرار الأوضاع بالمحافظة، جاء ذلك مع كثرة الشكاوى التي تتلقاها السلطات المصرية من الغلق المستمر للمعبر، وأزمة العالقين التي لا تنتهي ومعاناتهم التي تتجدد مع فتحه يومين أو ثلاثة وإعادة غلقه من جديد وإن استطاعوا السفر "كان بها"، وإن عطلتهم الإجراءات فلابد وأن ينتظروا حتى يتم فتحه من جديد بعد شهر أو أكثر، فهناك عشرات الآلاف ينتظرون العبور من ميناء رفح من الجانبين، وسط إجراءات مشددة جعلت 954 عالق فقط يعبرون أمس الثلاثاء . مأساة ومعاناة ومشاهد مؤلمة تلك هي حالة المواطنين أمام معبر رفح البري بين مصر وغزة، ينتظرون "الفرج" الوجوه عابسة يخيم عليها الحزن من طول الانتظار وعقم الإجراءات، حيث امتلأت ساحة المعبر الخارجية بآلاف المواطنين ممن يحملون التحويلات المرضية والإقامات، بالإضافة لأصحاب الجنسيات الأجنبية والطلبة، وسط حالة من الترقب في انتظار السماح لهم بالسفر . وقالت وزارة الداخلية في غزة، التي فتحت باب التسجيل للحالات الإنسانية لتمكينها من السفر، أن عشرات آلاف الفلسطينيين الراغبين في السفر لن يتمكنوا من السفر نظراً إلى قصر مدة فتح المعبر . وأكد مصدر بمعبر رفح، إن العمل في المعبر بدأ منذ تمام الساعة 9 صباحًا حتى يتسنى لهم سفر أكبر عدد من المواطنين، كما أكد أن هيئة المعابر سخرت كافة إمكاناتها من أجل تسهيل حركة العبور من الجانبين، هذا ومن جانبها ترفع قوات الجيش الثاني الميداني حالة التأهب القصوى على الشريط الحدودي، أثناء فتح معبر رفح، كما تشدد من إجراءات التنقل من خلال المعبر، نظرًا لفتحه من الجانبين . وعبر "محمود .م" عن أسفه لما يحدث معهم من سوء تنظيم حركة المسافرين داخل المعبر، وطول الانتظار من أجل ختم جوازاتهم، مؤكدًا أن تدافع المواطنين لابد منه، لأنهم ينتظرون فتح المعبر يومين كل فترة كبيرة، مطالبًا بفتح المعبر دائمًا حتى يتسنى للجميع قضاء احتياجاته ولا يتم التدافع والتزاحم للعبور . كما قال "كمال .خ" إنه وجد عقم شديد في إجراءات العبور اليوم الأربعاء، حيث لم يتسنى له العبور أمس الثلاثاء، نظرًا للتكدس الملحوظ من الجانبين، مؤكدًا أنه يجب على المسئولين تسهيل الإجراءات أكثر من ذلك، خاصة وأن هناك فئة كبيرة من المرضى الذين هم بحاجة للسفر في أسرع وقت قبل تدهور حالتهم الصحية، وأكد علي ضرورة فتح معبر رفح لان إغلاقه يضر بمصلحة المواطنين بشكل عام ويضر بالعلاقة المصرية الفلسطينية . ورد على ذلك مصدر بمعبر رفح، إنه مهما تم وضع آليات ونظم محسوبة من أجل حل مشكلة تكدس المواطنين أمام بوابات المعبر فهم لن يستطيعوا السيطرة بشكل كامل، نظرًا للتدافع الكبير من جانب المواطنين الذين هم بحاجة للسفر وفتح المعبر لفترات بعيدة لمدة قصير لا تتجاوز ال 3 أيام . يذكر أن عبر أمس الثلاثاء 945 مسافرًا فلسطينيًا منفذ رفح البري في كلا الاتجاهين، فيما عبر من غزة إلى مصر 438 مسافرًا فلسطينيا بينهم حالات إنسانية، كما عاد من مصر إلى قطاع غزة 507 فلسطينيًا بينهم 27 مرحلًا قادمين من خارج مصر . حيث أدخل الجانب المصري 5 "باصات" وأرجع 3 آخرين على أن يتم إدخالهم اليوم الأربعاء، بالإضافة لعبور عدد من سيارات الإسعاف التي تحمل مرضى، وعدد من الطلاب الجامعيون . وأوضح مصدر بميناء رفح، إنه تم إدخال دفعة مساعدات جديدة مقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك "عبد الله بن عبد العزيز" إلى الفلسطينيين بقطاع غزة عبر ميناء رفح البرى، وقال المصدر إن المساعدات عبارة عن 30 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث تولى الهلال الأحمر المصري التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني في إدخال المساعدات .