انتشرت المجاعات فى العصور الوسطى بشكل كبير فى عدد من الدول ومات بسببها مئات المواطنين خاصة الأطفال، لعدم وجود طعام يكفي تغذيتهم، وقعت المجاعات قديما نتيجة لحدوث خلل فى إنتاج الغذاء مقارنة بعدد السكان وحدوث الجفاف فى الكثير من البلدان وتغيير أنماط الطقس وانتشار الأوبئة والأمراض مثل الطاعون الأسود، بالإضافة إلى فشل الحكومات فى كيفية التعامل مع الأزمات فى وقت الحروب وأزمات ارتفاع الأسعار فى تلك الفترة. تلعب الحكومات دورا في انتشار المجاعات للتخلص من بعض الشعوب والأعراق، التي لا ترغبها القوى العظمى، كما أن التاريخ يثبت ذلك، وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن المجاعة الكبرى في إيرلندا، والتي اسفرت عن فشل محصول البطاطا، راح ضحيتها أكثر من مليون رجل وامرأة وطفل، بسبب الجوع، مضيفا أنه من المسلم به أن بعض الأمثلة التاريخية الأولى لها مخاطر احادية، وعدد قليل من الناس يدركون أن هذا الوقت كان خطيرا في التاريخ الغربي، وهو أيضا واحد من أقرب الأمثلة على استخدام المواد الغذائية كسلاح للتطهير العرقي والإبادة الجماعية. يضيف الموقع أن في كتاب مؤامرة المجاعة، للمؤرخ الايرلندي "تيم بات كوغان" أوضح كيف لعب بريطانيا دورا في إبادة الشعب الايرلندي، من خلال هندسة نقص الغذاء التي من شأنها في نهاية المطاف أن تتخلص من حياة الايرلنديين. في بداية القرن ال 19، كانت بريطانيا قد بسطت سيطرتها على قسم كبير من الارض، بما فيه ايرلندا، وكان اصحاب معظم الاراضي الايرلندية انجليزا يسكنون بغالبيتهم في انجلترا، وهؤلاء الساكنون بعيدا عن املاكهم طلبوا اجورا عالية من مستأجري اراضيهم الايرلنديين فيما دفعوا رواتب منخفضة لعمالهم، كما ان الآلاف من المزارعين، الذين سكنوا اكواخا في الاراضي التي استأجروها، عاشوا في فقر مدقع، وإذ كان الشعب غير قادر على شراء اللحم أو اطعمة كثيرة اخرى، زرع البطاطا المحصول الأرخص والأسهل والاغنى بالمواد المغذية. ووفقا لكوجان، لم تقوم الحكومة البريطانية بعمل أي شيء في ذلك الوقت لمساعدة الشعب الايرلندي عندما بدأت آفة البطاطا في الانتشار والقضاء على محصول البطاطا، وزادت حدة التوتر بين البروستانتية والكاثوليك بين البلدين، واستخدمت انجلترا المجاعة كذريعة اهمال وإساءة معاملة للأيرلنديين، مدعية أنهم جلبوا الفقر لأنفسهم من خلال التمسك بالكاثوليكية. ويوضح أن الانجليز في ذلك الوقت امتلكوا الأراضي الايرلندية قبل المجاعة، واستخدمت العنف ضد الايرلنديين، ورفعت اسعار الإيجار، واجبروهم على تصدير معظم محاصيل الذرة والقمح والشعير والشوفان إلى بريطانيا، وتركوا فقط البطاطا، التي تأكلها الآفات ببطئ، مما قاد إلى عدم توفير الغذاء للشعب الايرلندي. ألقى الإيرلنديون اللوم على حكومة أغنى إمبراطورية في العالم أي الحكومة البريطانية، حيث شعر الأيرلنديون أن الحكومة البريطانية تقاعست عن إغاثة أيرلندا الجزيرة التي تعتبرها جزء منها، لم تقدم الطعام مباشرة إلى المنكوبين، ولم تغلق باب التصدير من أيرلندا لكي تنخفض قيمة الأغذية ومن ثم يتمكن معظم سكان أيرلندا الفقراء الذين كانوا يعيشون على البطاطس الرخيص من الشراء ، ولم تفتح الباب أمام الإستيراد الأجنبي ، فلم يجد الكثير من السكان الفقراء في أيرلندا ما يأكلوه. أصبح التمرد هو السبيل الوحيد للنجاة، توقع الشعب الأيرلندي المجاعة يوما بعد يوم، ورأوا أن السبب في حدوث المجاعة ليست إرادة الله بل السبب هو" سياسة إنجلترا الطماعة والقاسية" فعندما يجلس الأطفال للأكل لا يروا في صحون عشاءهم الزهيد إلا إنعكاس مخالب إنجلترا"، ويقولون العبارة الشهيرة "لقد أرسل الله الآفة الزراعية، وصنعت الإنجليز المجاعة". ويشير الموقع الكندي إلى أن الإبادة الجماعية تمارس حاليا ولكن باستخدام التكنولوجيا المتطورة، لاستهداف الاشخاص وتدمير الإمدادات الغذائية. ويوضح الموقع أن الولاياتالمتحدة استخدمت الأساليب نفسها مع السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، حيث تشير بعض الروايات التاريخية إلى أنهم دمروا نباتات الهنود الحمر والأعشاب التي يستخدموها في الغذاء والدواء.