بأي حال من الأحوال ماكانشي ينفع مرسي وجماعته يستمروا أكتر من كده أبدًا، الجماعة دي كانت جايه بفاشية دينية وتكفير للمخالفين، ورفض لأي فكر مختلف وطمس لهوية المصريين.. الناس دي لو كانت طوِّلت شويه مش بعيد كانوا يقفلوا قهوة الملحدين، ويستخدموا الداخلية في مراقبة تحركاتهم ورصد أنشطة العالم الكفرة دُول، ويخالفوا الدستور اللي بينص على إن حرية الاعتقاد مكفولة، وينحوا الأزهر عن دوره الأكبر في نشر العلم والمعرفة والوسطية ويفرغوه لمعرفة أعداد هؤلاء الملحدين ومحاربة فكرهم عن طريق الخط الساخن مع الشرطة المجتمعية للإبلاغ عن تجمعاتهم ونشر أسمائهم.. هذه الشرطة المجتمعية التي لا تتورع عن اقتياد كل مُتأمرِك ومُتَغرِّب يتحدث الإنجليزية في المترو وينسلخ من هويته العربية؛ ليُرمى في الحجز لحين البت في أمره، "شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" المنهمكة في إرسال الحملات الأمنية بالتعاون مع الجهات الإعلامية للتلصص على الحمامات العامة وتصوير المثليين وفضحهم على رءوس الأشهاد ثم اقتيادهم لزنازين التحرش النظامي، حتى لا تسول لأحد نفسه الانحراف عن أعراف البلد وتقاليده ونشر التفسخ الأخلاقي في المجتمع، أو الخروج على نظام دولة العلم (عبد العاطي) والإيمان (سعد الدين الهلالي) والإعلام (منى عراقي وريهام سعيد). الحمد لله الذي أعان المسئولين في بلادنا على غلق الفضائيات الدينية، التي لا تبث إلَّا جهلًا وتخلفًا، وإلَّا لأصبحنا الآن أسرى لبرامج التخاريف والشعوذة والجدل، ومشاهدة حلقات "الصارم الصنديد في التصدي للجني والعفريت للمذيعة ريهام سعيد" وفتاوى دينية من نوعية هل يستطيع أن يركب الجن الإنسان؟ وما هو دعاء الركوب حينئذ؟ وهل من الأسلم للمركوب أن يَخرج الجن من صوابع رجله؟ أم من عينيه باعتبار أن الجن لن يستطيع أن يؤذي نور عنين رئيسنا؟ أو ربما حوَّل الإخوان برامج الاستشارات الطبية لوصفات للأعشاب وصوابع للكفتة يتحدوا بها العالم ليُقَزِّموا من قيمة مصر وتصبح أم الدنيا مادة للتندر في المحافل العلمية والبحثية في كل دول العالم؟ فهل كنا سنعطي فرصة أكبر ووقتا أطول لتنظيم الإخوان لنراهم بأعيننا وهم يُأَخونون القضاء والشرطة ويجعلون تسييس هاتين المؤسستين جريمة يحال بسببها القاضي للتأديب والصلاحية، ويفصل من أجلها طلبة كلية الشرطة.. إلَّا لو كانت السياسة التي يمارسها القاضي والضابط ترويجًا ودعاية لرأس النظام وسبًّا وقذفًا لمعارضي النظام.. أم كنا نصبر عليهم أكثر من ذلك لنراهم وهم يوزعون مصر كتركة لهم يُحابون بها أهليهم وعشيرتهم بإعطائهم أراضي زراعية والسماح لهم ببناء مصانع "البسكوت" عليها؛ ونفهم وقتها أن حسين الجسمي كان يُجيب بحسم ولا يتساءل في رائعته الترمومترية الكاشفة لحجم وطنية كل مصري، والتي خُوِّن بسببها حسن الشافعي "الموزع الموسيقي"؛ لأنه لم يرقص على أنغامه خدت إيه مصر؟ "بَسكُوتَك". ويتبين لنا أن صاحب مقولة اللي أوله "نور" آخره "داعش"، أثبت بما لا يدع مجالًا للشك إن اللي أوله "تفويض لاعتقال الشباب " آخره كرسي في مجلس النواب"! إن كل مصري يؤمن بمقدرة هذا النظام على التقدم والتطور، إنما يخالف نواميس الكون لأن: الشعارات الرنانة والتصريحات الحالمة لا تبني وطنًا أد الدنيا.. فالظلم لا يفضي أبدًا لاستقرار، والخرافات لم تكن لترفع أبدًا حجب الجهل والتخلف.