يعرف الانعكاس في الفيزياء بأنه تغير في اتجاه جبهة الموجة بحيث يرتد صدر الموجة إلى الوسط الذي صدر منه، وتقول قوانين الانعكاس في الانعكاس المنتظم أن الزاوية التي تسقط بها الموجة على السطح تساوي الزاوية التي تنعكس بها. أي تماما كما ظهر موقف مقدمي البرامج وضيوفهم تماما من قضية "الألتراس" بعد مباراة النادي الأهلي و"سيوي سبورت" وتهنئة عبد الفتاح السيسي جمهور "الألتراس" وإشادته بوقوفهم لجانب الفريق حتى تحقيق الفوز ببطولة الكونفدرالية وتحليهم بالروح الرياضية طوال المباراة؛ ليأتي الرد السريع من الكابتن شلبي: متفق معاك تماما يا جنرال! وتصبح المعزوفة الجديدة في تلك البرامج تغنيا بالروابط العظيمة المخلصة، ولم لا وهم الشباب المثقف الواعي المحب لوطنه، والعاشق لفانلة فريقه، والمفتدي بروحه وحياته من أجل رفعة ناديه، بعد أن كانوا في السنوات الأخيرة هم الإرهابيين الشواذ المخمورين الموتورين الممولين أصحاب الأجندات، والذين تحركهم الأيادي الخفية من داخل مصر وخارجها، والذين يجب أن يكون جزاؤهم الموت أو السجن! هكذا هي سرعة استجابة بعض الإعلاميين لأي تغير في بوصلة السلطة، أصبحوا يفعلون ذلك الآن بدون أي توجيه بعد أن أصبح لديهم قرون استشعار ونفاق حساسة جدا – لتوجهات المسئولين – لا يضاهيها في حساسياتها إلا جهاز عبد العاطي لاكتشاف الإيدز وفيروس سي؛ لذا لم أستغرب أبدا من رد فعل أحمد شوبير عندما تحدث له مراسل برنامجه شاكيا له على الهواء تعرض طاقم قناة "سي بي سي" للاعتداء والضرب من قبل أحد ضباط الأمن المركزي خلال تغطيتهم فعاليات مباراة الأهلي وسموحة، وحاول شوبير – بعد أن تفاجأ بالاتصال – مفتعلا إظهار بعضا من الضيق على وجهه والأسى الحيي في كلماته، ثم تمنى حل المشكلة بهدوء، لينتقل فورا إلى التحليل الفني للمباراة، والتي لو أخبره مراسله وقتها أن إخوانيا قد أخرج ريحا وهو يمشي بجوار الاستاد؛ لأنهى شوبير وضيوفه الحديث عن المباراة فورا، واستمر في بث برنامجه لساعات من اللطميات والمناحات في بث مشترك مع البرامج الشقيقة في التطبيل، واتصالات بمستشاري وزارة البيئة ووزير البيئة نفسه على مدى تأثير الريح على طبقة الأوذون، وتغير المناخ في مصر، وفتاوى من الشيوخ والعلماء بأن الإرهاب أوله: خروج ريح وأوسطه مواطن ذبيح وآخره عربة تفخيخ! وحتى لا نظلم شوبير وضيوفه على صمتهم أو لين حديثهم ورد فعلهم على ضرب مراسليهم، لعلهم قد تذكروا وقتها مصير أحد المصلِّين الذي تجرأ وشكى إلى محافظ الدقهلية – في بيت الله – أنه وأهله يأكلون الخضار من المجاري، فما كان من محافظ الدقهلية إلا أن نهره بكل عصبية قائلا له: المسلم ما يِطلَعش منه إلا الكلمة الطيبة!! انتوا كده بتفَرَّحوا الكلاب فينا (اللي همه المعارضين وكده يعني) ليتضح لنا بكل وضوح أن الكلمة الطيبة في منطق مسئولينا: إنك تسلم بالمكتوب وترضى تبات مغلوب، وأن تكون لبنة طيبة في بناء صرح السلطة الشامخ، ولا تكون معول هدم لقصور المسئولين وأبراجهم؛ لأنه من كان يؤمن بالحاكم فليقل خيرا أو ليصمت!