تزامنا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المبكرة داخل الكيان الصهيوني المقررة 17 مارس المقبل، بدأت ملامح التكتلات السياسية تتشكل داخل تل أبيب من أجل حصد النسبة الأكبر من مقاعد الكنيست، ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الحزب الأكثر عددا داخل الكنيست. أولى التحالفات التي ظهرت على الساحة السياسية داخل تل أبيب كانت الأسبوع الماضي بين حزب العمل بقيادة "اسحاق هرتسوج" ورئيسة الحركة "تسيبي ليفني"، حيث من المقرر أن يخوض الحزبين الانتخابات المقبلة عبر قائمة واحدة بهدف توحيد قوى اليسار الوسطي والمعارضة خلال الانتخابات المقبلة، لمواجهة قوى اليمين بزعامة "بنيامين نتنياهو". أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وبعض القنوات التلفزيونية إلى أن هذا التحالف الذي تم تشكيله بين "ليفني" و"هرتسوج" سوف يؤدي إلى تعزيز مكانة قوى اليسار خلال الانتخابات المقبلة، حيث من المتوقع أن يحصل هذا التحالف على نحو 23 أو 24 مقعد داخل الكنيست، بينما حزب الليكود برئاسة "نتنياهو" من المتوقع أن يحصل على 21 أو 22 مقعد فقط، وهو الأمر الذي يعزز من فرص تشكيل تحالف "العمل والحركة" للحكومة الإسرائيلية المقبلة. الأوضاع الداخلية التي شهدها الكيان الصهيوني خلال الشهور القليلة الماضية تعزز من فرص فوز تحالف "ليفني – هرتسوج" خلال الانتخابات المقبلة، خاصة في ظل الخلافات السياسية والاحتجاجات التي شهدتها تل أبيب خلال الأسابيع الماضية رفضا لقانون "يهودية الدولة"، بجانب بعض القرارات الاقتصادية المتعلقة برفع قيمة الضرائب المضافة التي يتبناها رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ويرفضها وزير المالية المُقال "يائير لابيد". يمثل تحالف "العمل مع الحركة" تحديا كبيرا أمام قوى اليمين الصهيوني، لا سيما حزب الليكود برئاسة "نتنياهو" والبيت اليهودي بزعامة "نفتالي بينيت"، وربما يدفع هذا التحالف رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى البحث عن حليف يخوض معه الانتخابات البرلمانية المقبلة على غرار ما تم مع وزير الخارجية زعيم حزب يسرائيل بيتنا "أفيجدور ليبرمان" خلال انتخابات الكنيست الماضية. الشهور القليلة الباقية سوف تشهد العديد من التحالفات السياسية قبل إجراء انتخابات مارس المقبلة، حيث لن تقتصر هذه التكتلات على قوى المعارضة واليسار فقط، بل ستتمدد إلى اليمين الصهيوني وربما تصل إلى الأحزاب العربية التي توجد داخل الكنيست، ليبقى الهدف الرئيس لهذه التحالفات هو إحداث مفاجآت غير متوقعة بالانتخابات البرلمانية القادمة، يتم على إثرها الفوز بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. الأسابيع القليلة المقبلة سوف تشهد تحالفات سياسية أخرى بجانب "العمل والحركة"، حيث من المتوقع أن يسعى حزب هناك مستقبل برئاسة "يائير لابيد" إلى التحالف مع بعض أحزاب اليسار الأخرى لخوض الانتخابات المقبلة تحت قائمة واحدة تعزز من مكانة ونفوذ الوزير المُقال داخل الحكومة المقبلة، كذلك ربما يسعى وزير الاقتصاد رئيس حزب البيت اليهودي "نفتالي بينيت" إلى التحالف مع بعض الأحزاب اليمينة التي تشجع الاستيطان من أجل خوض الانتخابات القادمة وتعزيز نفوذ اليمين داخل الكنيست المقبل. هذه التحالفات التي شهدها الكيان الصهيوني خلال الفترة الماضية والتي من المتوقع أن يشهدها خلال الأسابيع المقبلة سوف تؤدي إلى إعادة رسم الخريطة السياسية داخل تل أبيب مرة أخرى، لتصعد بعض التحالفات نحو القمة وتتراجع شعبية بعض الأحزاب الأخرى وربما تتلاشى نهائيا من تلك الخارطة على غرار ما جرى في انتخابات الكنيست الماضية التي انتهت باكتساح تحالف الليكود بيتنا بزعامة "ليبرمان ونتنياهو"، ومفاجآت حزب هناك مستقبل برئاسة "يائير لابيد" و حزب البيت اليهودي بقيادة "نفتالي بينيت".