وداعًا بلد رائد التنوير"رفاعة رافع الطهطاوي"، وأهلاً ببلد ال 10 آلاف توك توك. لقد أصبح التوك توك والذي انتشر في شوارع مركز ومدينة طهطا صداعًا في رأس المجتمع الطهطاوي، يؤرق سكان المدينة والمارة في الشوارع المختلفة بالمركز، ويزيد من معاناتهم وآلامهم، ولم يعد مجرد وسيلة لنقل المواطنين، بل تحول لوسيلة نقل وترويج المخدرات والحشيش والبانجو والسلاح، فضلاً عن التحرش واغتصاب الفتيات، وجرائم الثأر والسرقة، وذلك على مرأى ومسمع من مسؤلي المدن والأحياء، دون اتخاذ أي إجراء قانوني، سواء من الجهات المرورية أو من مجالس المدن. لقد بلغ عدد مركبات التوك توك بمدينة طهطا إلى أكثر من 10 آلاف توك توك تحتل شوارع المدينة المختلفة، الأمر الذي يسبب حالة من الاختناق المروري والفوضى وتفشي الجرائم. يقول جمال أحمد – موظف بالضرائب العامة "إن المواطنين استقبلوا التوك توك في البداية كوسيلة بسيطة لحل أزمة المواصلات الداخلية في المركز بدلاً من عربات الحنطور وجشع أصحاب التاكسي، ولكن سرعان ما تحول التوك توك إلى نقمة وليس نعمة؛ وذلك بسب كثرة عددهم الذي زاد عن حد الوصف، وسيطرتهم على كافة شوارع المدينة"، مشيرًا إلى أن المشكلة زادت تعقيدًا، خاصة أن أغلب من يقودون هذا التوك توك أطفال وصبية صغار السن، لا يعرفون للمسئولية طريقًا، ولايعلمون عن قواعد القيادة شيئًا، في حين أن البعض الآخر اتخذ من التوك توك وسيلة للبلطجة، كما أنه يتم استخدامه في نقل وترويج المواد المخدرة المختلفة وجرائم القتل والثأر والتحرش واغتصاب الفتيات وسرقة حقائب السيدات اثناء سيرهن بالشوارع والميادين، فضلاً عن تسببه في تفاقم الأزمة المرورية. فيما أعربت سحر إبراهيم – مدرسة عن استيائها الشديد من عشوائية التوك توك في المدينة وقرى مركز طهطا وتجاهل مسئولي المرور والوحدة المحلية، خاصة أن سائقي التوك توك من صغار السن والبلطجية والخارجين على القانون، مؤكدة أنها تظل في حالة رعب وفزع طيلة فترة استقلالها التوك توك، خاصة إذا كانت بمفردها، في ظل تعرض عدد كبير من الفتيات والسيدات للتحرش والاغتصاب، وأنها تطالب المسئولين بوقف تلك المهزلة. وتساءلت "من المسئول عن تشغيل التوك توك دون وضع قانون أو نظام يحكمه؟ لا بد من وضع لوائح وقوانين خاصة بهذه المركبة كغيرها من وسائل المواصلات الأخرى"، مشيرة إلى أنه في حالة وقوع حادث، لا يتم معرفة صاحب التوك توك الذى قام بارتكاب هذا الحادث؛ وذلك بسبب عدم وجود لوحات معدنية؛ مما يصعب الأمر في الوصول أو التعرف على مرتكبي الحوادث، خاصة وأن الصبية والأطفال في مثل هذه السن يتشابهون، وأن واقعة مقتل موظف البريد الذي لقي مصرعه منذ فترة قليلة خير شاهد، عندما قام 3 أشخاص يستقلون دراجة بخارية بالسير خلف التوك توك، والتربص بأحد الأشخاص ويدعى "أحمد ع. ا." (35 سنة) موظف بالبريد، وقيام المتهمين بإجبار الصبي قائد التوك توك على التوقف وإنزال موظف البريد منه وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء؛ لعدم تدخل المارة، وقاموا بتصويب السلاح الألي صوب موظف البريد وإطلاق 5 رصاصات في منطقة الصدر أودت بحياته على الفور، ولاذوا بالفرار، وهناك الكثير والكثير من جرائم التحرش والاغتصاب والقتل والسرقة تمت عن طريق هذا التوك توك. وأكد عدد كبير من أبناء طهطا أن الوضع الآن أصبح يمثل خطرًا حقيقيًّا على المواطنين، خاصة بعد ترك سائق التوك توك يفرض تواجده بشوارع القرى والمدن، وذلك بفضل عدم اهتمام المسئولين بالقضاء على تلك المشكلة التي تحولت إلى وباء يصيب كل من تضطره الظروف لاستقلاله.