سيناء أرض غاب عنها القطار منذ عدوان يونيو 76، فكان هناك قطار يعرف ب "الشرق السريع" الرابط بين آسيا وأفريقيا عبر قناة السويس، ولكنه تلاشى مع العداون على مصر. حتى جاء المشروع القومي والحلم الذي ما لبث أن توقف عند "بئر العبد"، فى خطوة كانت مهمة لربط شبه جزيرة سيناء بوادى النيل والدلتا كامتداد طبيعى من شأنه أن يفعِّل حركة التنمية بالمنطقة ويشجع على الهجرة الداخلية لسيناء الحبيبة، فيسهم بشكل كبير فى التخفيف من حدة أزمتى البطالة والإسكان. حيث قام الرئيس المخلوع حسني مبارك بافتتاح خط السكة الحديدة من الفرادن حتى بئر العبد في عام 2001، إلا أن خط السكك الحديدية توقف تمامًا بعد 9 أشهر، وبدأت العصابات فى سرقة قضبانه حتى أتت على الخط بالكامل. واليوم لم يتبقَّ من ذلك القطار المتواجد في سيناء سوى 200 متر فقط من القضبان التى تمتد بطول الرصيف، وحوائط عارية قيل إنها كانت مبنى المحطة، مثلما فجر مصطفى خطاب مدير مركز معلومات مدينة بئر السبع عددًا من الحقائق حول تلك المحطة وتجاهل كافة الأنظمة إعادة تطويرها دون وجود سبب واضح سوى تهميش سيناء. وأكد سامي مختار رئيس جمعية النهوض بالسكك الحديدية والطرق في مصر أن محطة بئر العبد تفتح تاريخًا طويلاً من الفساد المتواجد في وزارة النقل منذ عام 2002 وحتى وقتنا الحالي، مشيرًا إلى أن عددًا من رجال مبارك كانوا يقومون بفك قضبان السكك الحديدية ويبيعونها، موضحًا أن رئيس مباحث السكك الحديدية تلقى العديد من البلاغات كان آخرها بلاغُا قدم إليه الخميس الماضي يطالبه بإعادة النظر في فتح تلك المحطة في سيناء لاعادة تعميرها. وأوضح "مختار" أن تلك القضبان الخاصة بالمحطة كانت في البداية تسرق من قِبَل البدو، وبعد حدوث ثورة يناير كانت هناك قطبان للمحطة وكان مبنى المحطة ما زال متواجدًا، لكن عددًا من الإرهابيين استخدموا قضبان المحطة في تدعيم الأنفاق الحدوية التى تصل إلى غزة، مشيرًا إلى أن تلك المحطة أهدرت عليها ملايين من الجنيهات دون الوصول إلى التنمية في سيناء. وأشار رئيس جمعية النهوض بالسكك الحديدية إلى أن الجمعية تطالب وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية بضرورة فتح ملف "بئر العبد"، فكفى تهمييش سيناء وكفى الإهمال في محطات السكك الحديدية، على حد قوله. فيما أكد المهندس هاني عبيد مسئول قطارات شمال وشرق القاهرة بهيئة السكك الحديدية أن محطة "بئر العبد" غير متواجدة حاليًّا على خارطة القطارات في سيناء، موضحًا إن الحالة الأمنية في سيناء لم تجعل الوزارة تلتفت إلى المطالب التى تقدم بإنشاء خط للسكك الحديدية. وأوضح "عبيد" أن هيئة السكك الحديدية في الوقت الحالي ليست لها مسئولية قريبة أو بعيدة عن الإهمال الواقف في تلك المحطة منذ ما يقارب ال 14 عامًا، مشيرًا إلى أن هناك خطة لتطوير السكك الحديدية في مصر كلها، وسيتم بالتأكيد وضع سيناء في تلك الخطط. وتابع أن "إعادة فتح تلك المحطة والاهتمام بها في الوقت الحالي يحتاجان قرارًا رئاسيًّا وليس فقط من وزارة النقل"، مشيرًا إلى أن الأوضاع الأمنية وتواجد الإرهاب في سيناء تحول دون إنشاء أي مشاريع قومية. وقال جمال حمدان مسئول القطاع الإداري لوزارة النقل إن فتح ملف "بئر العبد" طرح في الوزارة منذ وقت قريب، مشيرًا إلى أن خط بئر العبد المتواجد حاليًّا يتعارض مع القناة الجانبية الموازية لقناة السويس فى منطقة الفردان، وبالتالى هناك خياراين: الأول استبدال مسار خط السكك الحديدية، وهو حل مكلف جدًّا فى الوقت الذى لا توجد فيه إيرادات حقيقية للخط ولا توجد عليه أى كثافة، والثاني هو إلغاء الخط واستبداله بطريق برى لنقل الركاب والبضائع، وهو الأقرب للتنفيذ.