اقتحمت سلطات الاحتلال الصهيوني باحات وساحات المسجد الأقصى ودخل الجنود والمستوطنون إلى الحرم، بإطلاق العيارات النارية وقنابل الغاز على المصلين، واعتدوا على النساء وطلبة العلم. تنتهز سلطات الاحتلال "الصهيوني" الأوضاع العربية الصعبة، وانشغال المنطقة بهمومها وصراعاتها، وصمت العالم، وضعف المؤسسات العربية والإسلامية المعنية. وتترافق هذه الاعتداءات والمخططات مع حملة إرهابية صهيونية تطال أهلنا في القدس والمناطق المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، وتهدف لمنع دخولهم إلى القدس وإلى المسجد الأقصى للدفاع عنه. وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ل "البديل": "تأتي هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى ضمن خطة صهيونية واضحة، وتوزيع أدوار بين المؤسسات الحكومية الصهيونية والجمعيات الاستيطانية، وتسعى لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى، يهدف إلى اقتطاع أوقات زمنية وأماكن خاصة باليهود بحجة الصلاة هناك، لكن الهدف الحقيقي من ذلك هو احتلال المسجد ومحاولة تغيير هويته، وتعزيز السيطرة على المقدسات، ومنع الفلسطينيين من حرية العبادة". وأشار إلى أنه من المفترض أن قضية القدس وفلسطين قضية الأمة العربية والإسلامية؛ حيث إن قياس معيار وطنية أي عربي هو البوصلة أين تتجه نحو القدس أو شيء آخر. وأكد أنه على العرب أن ينتبهوا إلى أن القدس في خطر حقيقي وضياع القدس هو ضياع للعواصم العربية، مضيفاً أن المشكلات الداخلية في الدول العربية أبعدتهم كثيرًا عن أوضاعهم الخارجية، ومن المفترض أن من يريد الحفاظ على وضعه الداخلي لابد له من نقل المعركة للخارج، حيث إنه منذ بدء انحراف البوصلة عن العدو الصهيوني، بدأ تتفاقم المشكلات الداخلية في الوطن العربي أجمع؛ لذلك على الدول العربية تصحيح البوصلة وتصحيح المسار من جديد نحو العدو الصهيوني. ونوه بأن القدس تنتظر من العرب والمسلمين الكثير، لكن في مقدمة كل هذه المواقف موقف السلطة الفلسطينية التي تكبت الشعور الوطني من خلال قمع المظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية نصرة لما يجري في المسجد الأقصى من تهويد وتشوية لمقدساتنا الإسلامية، وعلى السلطة الفلسطينية مراجعة مواقفها وتوجهاتها. واختتم حديثه بمناشدة الحكام العرب والجهات الرسمية بتوحيد موقفهم مع تلك الشعوب؛ لكي تتبلور المواقف الشعبية على أرض الواقع ورسم خارطة طريق. وقال الدكتور محمد سيف الدولة الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي ورئيس حركة "ثوار ضد الصهيونية": "العرب ليسوا عربًا؛ لذلك يتحدثون عن عين العرب تاركين خلفهم قلب العرب (المسجد الأقصى) وما يمارس بحقه من تهويد وتدنيس للمقدسات الإسلامية". وأشار إلى أن العرب يعملون لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية من الباطن والمشهد الذي ظهر على التلفاز، أن يجتمع الرئيس المدني أوباما مع رؤساء أركان العرب ودول المنطقة، مشهد غير مسبوق، ونحن نعلم بأن رؤساء الدول تلتقي مع بعضها بعضًا، إلا أن مشاهدة رئيس أركان مصري أو قطري أو سعودي يحضر اجتماعًا برئاسة أوباما، ذلك يجرح فكرة الاستقلال الوطني والكرامة الوطنية. وأضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أعطت أوامرها للعرب منذ زمن بعدم الاقتراب من إسرائيل، وبالتالي هم يوجهون كل طاقاتهم إذا اُمروا بذلك نحو القضايا التي تحقق الأمن القومي الأمريكي وليس الأمن القومي العربي، أما العرب الحقيقيون فهم إما في السجون والمعتقلات أو في القبور.