دعا مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان الخميس، تنظيمي "جبهة النصرة" و "داعش"، اللذين يحتجزان عسكريين لبنانيين كرهائن منذ بداية شهر أغسطس الماضي بعد معارك مع الجيش اللبناني في محيط بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، الى الحفاظ على "الأمانة" التي عندهم، مشيرا الى أنه ينتظر من التنظيمين "مبادرة كبيرة" لإطلاق سراح العسكريين. ودعا دريان، في مؤتمر صحفي الخميس عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في السراي الكبير (مقر الحكومة) في وسط بيروت، الجهات الخاطفة إلى "الحفاظ على الأمانة التي بين أيديهم". وتوجه دريان للخاطفين بالقول "انتظر منكم مبادرة كبيرة لإطلاق سراح العسكريين وعودتهم إلى أهلهم وبلادهم"، مشددا على تضامنه مع أهالي العسكريين المستمرين بتنظيم اعتصامات وقطع طرق رئيسية في البلاد للضغط على الحكومة بالاسراع بالتفاوض لتامين سلامة ابنائهم الاسرى والافراج عنهم. من جانبه، قال وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور، بعد لقائه أهالي العسكريين المخطوفين في مكان اعتصامهم بالقرب من المقر الحكومي في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة، أن "المقايضة هي العلاج الوحيد للإفراج عن العسكريين"، مؤكدا أن أن الدولة اللبنانية لا تريد المراوغة "بل مقايضة جدية، وهناك حلقة مفقودة يجري علاجها". وتوجه أبو فاعور للخاطفين "لا تحملوا الاهالي وزرا لا يستطيعون تحمله فالاهالي لا يملكون القرار"، مشددا أن "ذبح العسكريين المخطوفين سيؤدي الى تدمير المفاوضات والمساعي لحلحلة الملف". وانضمت الخميس مجموعة جديدة من أهالي العسكريين الى الاعتصام المفتوح الذي بدأ أمس في ساحة رياض الصلح، حيث تم نصب خيمة ثالثة في المكان. أما آلان عون، النائب في البرلمان اللبناني عن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه ميشال عون، فقال للأهالي خلال لقائه بهم في مكان اعتصامهم، "سلامة أولادكم أهم من هيبة الدولة، وندرك أن ثمنا سيدفع لاطلاق العسكريين وننتظر لحظة الحسم". وقال حسين يوسف، والد الجندي المخطوف محمد يوسف، في تصريحات للصحافيين من مكان الاعتصام أنه تلقى اتصالا من أحد عناصر تنظيم "داعش" اليوم قال له فيه "أمامكم 3 أيام أو ستخسرون أولادكم، ونحن سنتصل بكل الأهالي". وأدت معارك عرسال، التي استمرت خمسة أيام إلى مقتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، إضافة إلى خطف عدد منهم ومن قوى الأمن الداخلي. وأعدم "داعش" اثنين من العسكريين ذبحا ولا يزال يحتجز ثمانية، فيما أعدمت "النصرة" عسكريا آخر برصاصة في الرأس و لديها 17 أسير.