فيفصل جديد من مسلسل التبجح والغطرسة الإسرائيلية،وفى ظل انتظار العالم لمؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة، خرق الكيان الصهيونى، أمس الثلاثاء، التهدئة الموقعة فى القاهرة مع الجانب الفلسطينى بإطلاق مروحيات وزوارق بحرية مصوبة نيران أسلحتها تجاه مركبين للصيد قبالة سواحل منطقة الواحة شمال غرب قطاع غزة. قال الدكتور جهاد الحرازين، الكاتب والمحلل السياسي إن الاحتلال يبحث في كل لحظة عن ذريعة للتهرب من أي التزامات وفقا للاتفاق الذي وقع في القاهرة ويلزم الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بوقف إطلاق نار طويل الأمد، تقابل بعدها الطرفان بطريقة غير مباشرة في القاهرة، اتفقا على تحضير اجتماع آخر لدراسة كافة الملفات العالقة، مضيفا أن الكيان الصهيونى يدرك جيدا في حال قدومه إلي القاهرة للتفاوض، فإن هذا الأمر سيحمله بمجموعة من القضايا التي لا يرغب أن يلزم بها. وتابع "الحرازين" أن نتنياهو يدعى بأن حماس تخترق التهدئة على إثر تصريحات إسماعيل هنية بأن حماس تعيد بناء قوتها، مضيفا: «ليس غريبا علي الاحتلال أن يجرى أي عمل كي لا يأتي للقاهرة». وطالب المحلل السياسي، الفلسطينيين بضرورة تمرير المخطط الاحتلالي، وعدم إعطاء الحكومة اليمينية المتطرفة «قبلة الحياة» للتهرب من التزاماتها، خاصة أن هناك أصواتا داخل المجتمع الإسرائيلي بدأت تتعالي في الأيام الماضية بأن حكومة نتنياهو تقامر بمستقبل إسرائيل، ولا يمكن لها أن تجلب لهم الأمن والاطمئنان. وأردف أن هذه الأمور أصبحت تمثل آخر مسمار في نعش الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلي الموقف الذي جسده الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في قمة الأممالمتحدة الأخيرة من خلال خطابه التاريخي الذي "عرّى" إسرائيل وحلفاءها، عندما طلب من المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته الحقيقية بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للدولة الفلسطينية بحد أقصي عام 2016، الأمر الذي أربك حسابات الحكومة اليمينية المتطرفة، فضلا عن اتجاه بعض الدول الأوروبية بالإعلان عن نيتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف "الحرازين" أن هناك تصويتا في مجلس العموم البريطاني، يتجه نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن المعادلة أصبحت تتجه نحو مساندة الموقف الفلسطيني، وليست بصالح الطرف الإسرائيلي. من جانبه، قال السفير الفلسطينيبالقاهرة، جمال الشويكي، إن إسرائيل دائما لا تحترم الاتفاقات، متوقعا أن يتجه المجتمع الدولي الداعم للتهدئة إلي تعميقها، خاصة أن عددا كبيرا من دول العالم سيحضر مؤتمر إعادة إعمار غزة، ما سيبعث رسالة للكيان الصهيونى بضرورة إنهاء الاحتلال. فى نفس السياق، أوضح الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، إن إسرائيل منذ البداية تريد التهرب من أي استحقاق سياسي، خاصة بعد خطاب الرئيس أبو مازن في الأممالمتحدة، وذلك من خلال ادعاء الكيان الصهيونى بأن حماس خرقت التهدئة بعدما أعلن "هنية" عن إعادة بناء حماس لذاتها. وطالب "الرقب" بعدم الانجرار وراء خرق الاحتلال للتهدئة، لافتا إلى أنه في يوم 12 أكتوبر الجارى، سيعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة، ويجب أن يكون هناك تضمن مع فلسطين، وأيضا هجوم إعلامي وسياسي لما تفعله الدولة المحتلة، مختتما: «يوم الخميس المقبل، مهم جدا؛ لأنه أول اجتماع لحكومة الوفاق، فيجب علينا الآن توحيد صفوفنا».