تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن روسياوأوكرانيا يتجهان نحو الاتفاق على إعادة إمدادات الغاز الروسي، المتوقفة منذ يونيو الماضي واندلاع الصراع المسلح شرقي أوكرانيا. وقد صرح المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة "جانتر أويتنجر" قائلا "تفاوضنا اليوم حول خطة للشتاء في عدة نقاط" والتي ستبعد عن أوكرانيا وجميع الدول الأوروبية، التي تعتمد على الامدادات، خطر انقطاع الغاز، واصفًا الاتفاق، الذي ينبغي أن يتم اعتماده من جانب الدولتين، ب "الحل المؤقت لضمان استمرار الإمدادات". ووفقًا ل "أويتنجر"، الذي لعب دور الوسيط بين المعسكرين، إن الاتفاق يضمن لكييف ما لا يقل عن 5 مليار متر مكعب من الغاز حتى نهاية ديسمبر المقبل مقابل الدفع المسبق. وتسدد أوكرانيا، بموجب هذا الاتفاق المؤقت، في البداية مبلغ 3.1 مليار دولار لشركة "غازبروم" الروسية ليتم بعد ذلك عودة إمدادات الغاز. وتشير الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق، الذي تم التفاوض بشأنه دون أن يتناقش المعسكرين مباشرة، لا يعني الخروج من الأزمة. حيث ينبغي أولا أن يوافق عليه نظامي كييف وموسكو. كما أن تصريحات الوزيرين الروسي والأوكراني اختلفت قليلا، فقد أكد الأوكراني "يوري برودان"أن كييف لن تدفع مبلغ ال 3.1 مليار دولار إلا إذا تعهدت "غازبروم" بإمدادها بالغاز خلال فصل الشتاء. كان وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجموعة السبع المجتمعين بنيويورك قد طالبوا روسيا، في وقت سابق أمس، ب "احترام التزاماتها بشأن اتفاق وقف اطلاق النار واتفاقات مينسك وسيادة أوكرانيا". وينتظر الغرب من الكرملين وقف كلي لدعمه للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا ولا يخفي احتمال فرض سلسلة جديدة من العقوبات ضد موسكو. وتوضح الصحيفة أن الجواب لم يتأخر، فقد هددت روسيا مجددًا بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا. كانت أوكرانيا قد تحولت، منذ يونيو الماضي، إلى شركات أوروبية خاصة لتأمين امدادات الطاقة – لاسيما فيما يتعلق بالغاز الروسي بشكل رئيسي – بسعر أفضل وهي تقنية تسمى ب "التدفق العكسي". ووفقًا لموسكو، إن هذا يشكل انتهاكًا واضحًا للعقود التي تربط بين قطاع الغاز والشركات الأوروبية. وقد صرح وزير الطاقة الروسي في مقابلة مع مجلة "هاندلسبلات" الألمانية بأن العقود الحالية لا تسمح بإعادة التصدير". وتواجه أوكرانيا مشكلة أخرى هي أن الشركة المشغلة لشبكة أنابيب الغاز المجرية أعلنت مساء الخميس أنها علقت شحنات الغاز إلى أوكرانيا لمدة غير محددة معللة ذلك بأسباب تقنية، وكان رد فعل بروكسل سريعًا حيث قالت المتحدثة باسمه "هيلين كيرز""إننا نتوقع من جميع الدول الأعضاء تسهيل عملية التدفق العكسي".