يقام مهرجان وفاء النيل كل عام بحضور عدد من المسئولين؛ لإقامة عروض نيلية احتفالاً بذكري عيد وفاء النيل، ذهبت "البديل" إلي مهرجان وفاء النيل بحضور وزيرى الرى والشباب والرياضة، وجمعية حماية النيل، وعدد من المسؤولين لعن إقامة الاحتفالات أمام ماسبيرو وفندق سوفتيل. صعد فريق عمل "البديل" إلي المركب الخاصة بالفرقة الموسيقية التابعة لقوات الشرطة وباقي فرق العرض والتي ستحيي الحفل لتري رحلتهم مع الانتظار لتقديم العرض الذي سيشاهده الوزراء، في البداية قدمت الفرقة الموسيقية والفرق الفرعونية عرضين تدريبين ك"بروفة"، في الحديقة الخاصة بفندق سوفتيل الذي سيقام فيه العرض الرئيسي. صعدت الفرق إلي المركب لتبدأ الرحلة التي دامت أكثر من ساعتين في انتظار قدوم المسئولين لتنفيذ العرض المتفق عليه في عيد وفاء النيل، وإحدى الفرق ترتدي الزي الفرعوني والتي تمثل عروسة النيل المحمولة علي الأعناق والملك الفرعوني الذي يركب العجلة الحربية، بالإضافة إلي الفرقة الموسيقية التي تقدم العرض الخاص بالموسيقى التصويرية للعرض. رحلة الانتظار كان بها الكثير من العزف الرائع الذي يدور خارج النص المتفق عليه لتضييع الوقت في انتظار بدء العرض، دارت المركب إلي الجانب الآخر من فندق سوفتيل لكثير من الوقت حتي موعد البداية الذي جاء بعد طول انتظار. عيد وفاء النيل يعد أحد الأعياد المصرية التي ترجع إلى العهد المصري القديم منذ سبعة آلاف عام، وما زال المصريون يحتفلون به حتى اليوم، الاحتفالية كما هي لم تتغير سوى أن المصريين لم يعودوا يلقوا بعروسة خشبية في النيل بل اقتصر الأمر على الاحتفال على ضفاف النهر، ومعناه أن النيل وفى بالمياه الكافيه وقت فيضانه فى مصر. نهر النيل على مر التاريخ لعب نهر النيل دورا كبيرا فى حياة المصريين، فقدسوه باعتباره مصدر الحياة والخير ورمز المصريين القدماء للنيل بالإله "حابى" تخيلوه على هيئة رجل جسمه قوى وله صدر بارز وبطن ضخمه كرمز للخصوبة، كما شبهوه بالإله أوزوريس، وكانوا يعتقدون أن فيضان النيل على أرض مصر كل عام يأتي بالزرع الأخضر مثلما حدث بعد زواج الإله أوزوريس من إيزيس وأنجبا الإله حورس. الإله حابى "النيل" كان مزاجه متقلب، فإذا كان راضياً يأتي الفيضان بمنسوب مناسب، وعندما يغضب يأتي الفيضان بمنسوب عالي يهدد بغرق الأراضي الزراعية أو فيضان منخفض فيهدد الناس بالمجاعة، لذلك سعي المصريين القدماء إلي إرضائه بالذبائح والهدايا والاحتفالات. عروسة النيل هي أسطورة تحكي أن المصريين كانوا يرمون عروسة حية كل عام في النيل لإرضائه حتي لا يغضب في فيضانه، والمؤكد أن هذه الأسطورة مغلوطة لأن تاريخ الديانة المصرية القديمة لا تسمح بتقديم قرابين بشرية، ومن هذه الأسطورة أتت قصة العروسة الخشب. شهر أغسطس بداية السنة المائية يعتبر شهر أغسطس بداية السنة المائية لجمهورية مصر العربية، ففيه يبدأ النهر في العطاء بسبب الأمطار الغزيرة التي تهطل على الهضبة الإثيوبية التي تمدنا عبر النيل الأزرق الذى يعرف في إثيوبيا بنهر "آباي"، ويتحد النيل الأزرق مع النيل الأبيض المقبل من البحيرات الاستوائية في مدينة الخرطوم السودانية مكوناً نهر النيل، ويأتي محملة مياه النيل بالطمي الغني بعناصر خصوبة التربة كسماد طبيعي من نبت الأرض ويستمر هذا الفيضان لثلاثة أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر. السد العالي في العصر الحديث وقبل بناء السد العالي وخزاني أسوان كان حين يفيض النيل يغمر ربوع مصر، وبعد اكتمال منظومة التحكم في النهر بانتهاء بناء السد العالي لم يعد يعرف المصريون الفيضان في مدنهم بل كان السد هو حائط الصد أمام المياه في مواسم الفيضان لتخزين المياه في بحيرة ناصر لحسن استغللها بقية العام. ويجب أن نتذكر فضل السد العالي علي مصر في السنوات العجاف التي ضربت النيل في الثمانينيات من القرن الماضي، فأنقذنا السد العالي من الجفاف والمجاعة التي ضربت إثيوبيا والسودان، وكان أول موسم للسد وحجزه للمياه موسم فيضان 1986/ 1996 بعد وصول بحيرة ناصر لسعتها التخزينية.