شن العشرات من المتطرفين اليهود اليوم الثلاثاء هجومين على موقعين في الضفة الغربية، قبل أن تنجح القوات الإسرائيلية في اعتقال بعضهم وإعادة الوضع لما كان عليه. وهاجم نحو 50 مستوطنا مقر اللواء العسكري المحلي “إفرايم” بالقرب من مستوطنة كدوميم شمال الضفة الغربية حيث قاموا بإشعال الإطارات وإلقاء المسامير على الأرض ونهب السيارات ورشقوا سيارة مسئول عسكري كبير بالحجارة. وتمكنت قوات الجيش والشرطة التي تم استدعاؤها من تفريقهم. وجاء الهجوم بعد شائعات بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم تفكيك مستوطنة تنفيذا لحكم قضائي صادر في أغسطس الماضي. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزينفيلد أنه تم اعتقال شخصين، فيما سيتم اعتقال آخرين. وكان 17 آخرين قد تسللوا إلى منطقة عسكرية شرقي الخليل وتمكنوا من الوصول إلى ما تطلق عليه إسرائيل موقع “قصر اليهود” المقدس عند المسيحيين والذي يستمد قدسيته من اعتقاد المسيحيين بأنه المكان الذي تم فيه تعميد النبي عيسى على يد يوحنا المعمدان، واعتصموا في أحد المباني المهجورة لمدة ست ساعات. وأوضح روزينفيلد أن لهذا الحادث حساسية خاصة نظرا لقرب المكان الشديد من الأردن، كما أنه خطير نظرا لتواجد حقول ألغام في المنطقة. وقال المتسللون إنهم اتخذوا هذه الخطوة “احتجاجا على ما وصفوه بتدخل الأردن في شؤون إسرائيل الداخلية فيما يتعلق بقضية إغلاق جسر باب المغاربة المؤدي إلى الحرم القدسي”. وتمكنت قوات الجيش من اعتقالهم جميعا وسلمتهم إلى الشرطة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر توجيهاته إلى قوات الأمن “للعمل بحزم ضد من يعتدي على جنود الجيش وقادته”، وأكد نتنياهو أن هذه الأعمال “تستحق الاستنكار والشجب، فقوات الأمن عليها أن تسهر على حماية المواطنين دون أن تضطر إلى التعامل مع تصرفات تخل بالنظام العام وتثير السخط”. وقال الناطق بلسان الجيش البريجادير يوآف مردخاي :”لقد تم تجاوز الخط الأحمر.. هذه الأعمال ليست عفوية بل يوجد من يقوم بتوجيهها ويحاول إقحام الجيش فيها”.