مما لايدع مجالا للشك، أن مافيا استئجار بعض الشواطئ بالإسكندرية حرمت الكثير من المصطافين وأهالى المدينة الساحلية العاصمة الثانية للجمهورية، متعة التنزه والجلوس على الكورنيش لاستنشاق هواء البحر والتمتع بفصل الصيف. التقطت كاميرا "البديل" صورا للاستراحات الخرسانية التى تم إنشاؤها أثناء تطوير كورنيش الإسكندرية فى عهد المحافظ الأسبق اللواء عبد السلام المحجوب، حيث يوجد فى بعض الشواطئ التى قام البعض باستئجارها من المحافظة لعملها كافتيريات خاصة بأسعار بخسة، وتتميز بغلاء أسعار الدخول بها وارتفاع قيمة قائمة المشروبات والخدمة، لكن الصور وضحت كيفية منع المواطنين من الجلوس على الاستراحات المطلة على الكورنيش بواسطة مافيا أصحاب هذه الكافتيريات والذين قامو بسكب الزيت والبنزين على تلك الاستراحات التى تطل على الكورنيش لمنع جلوس المواطنين عليها حتى تجبرهم على الدخول إلى الكافتيريات أو حتى تجعل الهدوء والجو الرومانسى تخييم على تلك الأماكن التى لا تستقطب سوى الشباب والفتيات. تقول سوزى أحمد إحدى المواطنات السكندريات: دائما أحضر بصحبة أطفالى للمشى على الكورنيش صباحا وأحيانا أجلب بعض الساندوتشات للأطفال وليقينى بوجود الكراسى والاستراحات الخرسانية المظللة التى أنشأت فى عهد االلواء عبد السلام المحجوب، أقوم بالجلوس أنا وأولادى لتناول الطعام أمام منظر البحر الرائع، لكننى فوجئت وأنا بمنطقة كامب شيزار على الكورنيش أمام كافتيريا "لونا بارك" المطلة على الشاطئ مباشرة بوجود زيت سيارات على الاستراحات بل وأيضا وجود الزيت على الحواجز والأسوار الحديدية التى تفصل الشاطئ عن الرصيف حتى لا يجلس عليها المواطنون البسطاء وحرمانهم من الطبيعة الربانية التى هى ملك الله سبحانه وتعالى فقط. وبمواجهة المسئول بكافتيريا "لونا بارك" وسؤال المسئول بها عن سكب هذا الزيت لمنع المواطنين من الجلوس على الاستراحات، نفى فعل هذا الأمر وعلل وجوده بأن أصحاب بعض الشقق التى تطل على الكورنيش هم من فعلوا ذلك لأنهم يروا من شرفات منازلهم مشاهد لفتيات وشباب فى أوضاع منافية للآداب بتلك الاستراحات. بينما الأمر الملحوظ أنه لا توجد مساكن أمام تلك الاستراحة بالتحديد سوى عمارتين تحت الإنشاء ومن الواضح خلوها من أى سكان. وتتوجه جريدة البديل بمناشدة اللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية واللواء أمين عز الدين مدير الأمن، بمحاسبة كل من يحرم المواطنين البسطاء الذين لا يملكون الأموال للدخول إلى الشواطئ من الجلوس على الاستراحات المطلة عليها. بات كورنيش مدينة الإسكندرية يرفع شعار "للأغنياء فقط"، حيث تم تأجير كافة الشواطئ من المندرة إلى الأنفوشى إما إلى أفراد أو شركات أو نواد لنقابات "كالمهندسبن والأطباء والمعلمين والقضاة والتطبيقيين وغيرهم" وأصبح المواطن البسيط بعزلة عن الشاطئ سواء لكونه ليس عضوا فى النقابات المستحوذة على جزء من الكورنيش أو لكونه لا يستطيع دفع رسوم دخول شاطئ قد يكلفه وأسرته ما يزيد على مائة جنيه ليستمتع بطبيعة خلقها الله.