بعد أن طالب جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي بقية دول أوروبا بدعم بلاده في تشكيل تحالف لوقف العنف واقتلاع من سماهم "الإرهابيين" من ليبيا وسيطرة المليشيات الإسلامية قبل أيام على العاصمة الليبية طرابلس بشكل كامل بعدما دحروا قوات "الكرامة" التابعة للواء خليفة حفتر. أثار ذلك آراء عدد من السياسيين، معتبرين أن تهديدات وزير الدفاع الفرنسي لدخول ليبيا ليس فقط غرضها محاربة الإرهاب، لكنها بداية أولى لدخول الشرق الأوسط بشكل عام. وعن ذلك يقول الدكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن زمن التدخلات العسكرية قد انتهى، مؤكدًا أن تدخل فرنسا لصالح لبيبا هو أمر يظهر تطلعات فرنسا في المرحلة المقبلة للتدخل في الشرق الأوسط بشكل عام، مشيرًا إلى أن فرنسا وأمريكا وكلا أنفسهما لمحاربة الإرهاب في الوطن العربي على الرغم من أنهم أكثر البلاد إرهابًا في العالم. وأكد "سلمان" أن الدولة الليبية على الرغم مما فيها من إرهاب لا بد أن تكون سيادتها مستقلة رغم أنف كافة الدول، موضحًا أن هذه الفوضى فى ليبيا التى خلقها حلف الأطلنطى هى بمثابة تدخل من جانب الغرب الذى ضرب ليبيا وقتل العديد من الليبيين بطريقة عشوائية. وقال الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام السياسي مشيرًا إلى أن التدخل العسكري من فرنسا إلى ليبيا جاء لمحاربة الإرهاب، ولكن لا بد أن يتم بشكل تنسيقي بين البلدين، وغير ذلك يعتبر التدخل من فرنسا حربًا على إحدى البلدان العربية. وتابع "اللاوندي" أن البرلمان الليبي كان يناقش هذا التدخل، مما يعني أنه تم عرض التدخل عليهم لمحاربة الإرهاب من عدمه، مستبعدًا أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية طرف في تلك التهديدات. وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن حلف الأطلسي يسعى منذ زمن إلى تفكيك الوطن العربي بشكل عام، والفرصة الآن تسمح لهم بتفيت كافة البلدان وسط الأحداث الداخلية. ومن الناحية العسكرية قال اللواء محمد عبد الفتاح الخبير العسكري إن التدخل العسكري في ليبيا لمكافحة الإرهاب يعد أمرًا غير مقبول على المستوى العسكري، مشيرًا إلى أن ذلك يعد تدخلاً عسكريًّا غير مباشر من فرنسا إلى ليبيا. وأكد "عبد الفتاح" أن زمن التدخلات العسكرية والغزوات الأجنبية انتهى ولم تعد فرنسا أو أي دولة أخرى تفرض وصايتها على العالم.