في خطوة اختلف عليها الكثيرون، اقترحت الولاياتالمتحدة على شركائها بحلف "الأطلسي" فى قمة مقاطعة "ويلز"، أمس الجمعة، تشكيل تحالفا يضم 10 دول لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابى، بمعية القوى الإقليمية. ويأتى ذلك في إطار استراتيجية لم يتم الاتفاق على ملامحها الأساسية بعد، باستثناء الإجماع على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه تركيا والسعودية حال موافقتهما على ذلك، إلى جانب الاعتماد على قوات محلية في العراق وسوريا تحارب نيابة عن الدول الأساسية في التحالف المزمع إنشاؤه. وأفاد مصدر في الوفد الأمريكي المشارك في اجتماعات حلف الأطلسي بمقاطعة ويلز، أن التحالف لن يكون عسكرياً محضاً، بل واسعاً ومفتوح العضوية، يهدف إلى تضييق الخناق على "داعش" مالياً وأمنياً وإعلامياً، مؤكدا أن "الأطلسي" لن يكون له علاقة مباشرة بالتحالف المزمع إنشاؤه إلا من خلال أعضائه كدول مستقلة. وحول التحالف المزمع إنشاؤه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية من صنعت "داعش"، وتسعى الآن إلى القضاء عليه، مضيفا أن مهمة "داعش" انتهت بالنسبة لواشنطن، لذا تحاول إشعال القضية الدولية تجاهه في الوقت الحالي، لكي تكرر سيناريو حرب العراق. وأوضح أن التحالف يضم دولا لا علاقة لها بداعش أو محاربتها مثل النرويج والدنمارك؛ وذلك لضم أعداد كبيرة دون النظر إلى دورها، مؤكدا أن الدول العربية لن تُعنى بالتحالف، فيما عدا دول الخليج التى يتناسب التحالف مع مصالحهم العامة -على حد قوله. وفى نفس السياق، قال الدكتور فهمي نعيم، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن تنظيم "داعش" الإرهابى صناعة الولاياتالمتحدة يهدف لخدمة مصالحها، مشيرًا إلى أن أمريكا ضمت دولا مثل بولندا والدنمارك إلى التحالف؛ لتكوين عدد كبير من الدول وليس القوة العسكرية أو الدفاعية. ومن الناحية العسكرية، أكد اللواء حسام سويلم، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن التحالف التى تسعى الولاياتالمتحدة إلى تشكيله لا يهدف إلى القضاء على داعش بقدر ما يهدف لإضعاف الجيوش العربية التى ستهاجم داعش معهم، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى لأن تكون الجيوش العربية أداتها لدخول الوطن العربي والقضاء عليه كاملًا. ولفت "سويلم " إلى أن داعش صناعة أمريكا، متساءلا كيف لدولة أن تحارب نفسها؟ ومطالبا جميع الدول العربية بالتوحد فى مواجهة مخططات أمريكا لتفتيت الشرق الأوسط.