ثورة جديدة بالسجون المصرية بدأت من سجن "أبو زعبل" وامتدت لباقى سجون مصر بعد الإجراءات التعسفية التى تقوم بها إدارة السجون ضد المتهمين على خلفيات سياسية، فبعد الإضراب عن الطعام الذى قام به المساجين فى سجن أبو زعبل، ثم العقرب، امتد هذا الإضرب ليصل إلى سجن استقبال طرة والقناطر للسيدات. "جبنا آخرنا"، بهذا الشعار بدأت الإضرابات تتوالى مرة أخرى وسط النشطاء السياسين، بعد التعسف الذى لاحق نورهان حفظى، زوجة الناشط السياسى أحمد دومة، ومنعها من الزيارة، ثم التفتيش التعسفى الذى تعرض له الناشطان أحمد ماهر، ومحمد عادل، من خلال تفتيش الحجز بشكل سيئ، ومصادرة كل شىء حتى الورقة والقلم. ومن ناحية أخرى كان حبس علاء عبد الفتاح، احتياطيا كل هذه الشهور على ذمة قضية أحداث مجلس الشورى، رغم إعادة الإجراءات التى طالب بها وإعادة محاكمته، هو وحمادة النوبى، ووائل متولى احتياطيا حتى الفصل فى القضية مرة أخرى، هو ما أدى إلى دخولهم فى إضراب عن الطعام مرة أخرى بسبب طول فترة الحبس الاحتياطى. إلى جانب ذلك، دخلت الفتيات التى حكم عليهن مؤخرا بالسجن المؤبد فى إضراب عن الطعام مع باقى المسجونات، اعتراضا على الحكم الصادر ضدهن، واعتراضا على طريقة تعامل إدارة السجن معهن. عن هذه الموجة من الإضراب قالت نورهان حفظي، زوجة الناشط السياسى أحمد دومة، إن الإضراب عن الطعام بدأه الناشط علاء عبد الفتاح، وتبعه كل من دومة وماهر ونوبى وعادل، الذين دخلوا فيه بشكل تدريجي بحيث يكون آخرهم أحمد دومة، نظرا لسوء حالته الصحية رافعين شعار "جبنا آخرنا". وأضافت حفظي: إنه فى يوم الثلاثاء 19 أغسطس، وبالتزامن مع تحرير علاء لمحضر إضرابه عن الطعام، منعت إدارة السجن زيارتي أنا والمحامين رغم حصولنا علي تصاريح الزيارة من النيابة، وهددت الشباب المحبوسين باستخدام القوة ضدهم لاعتراضهم علي منع الزيارة، وتفريقهم ونقلهم لسجون أخري بعيدة، وسحب متعلقاتهم الشخصية ومنعهم من التريض. وردا من الشباب علي هذه التهديدات ولضمان عدم حدوث مكروه لعلاء منفردا لأنه الوحيد المضرب عن الطعام وقتها، تعجل الشباب بدخولهم الإضراب مجتمعين وتحرير محاضر مسببة بالتهديدات ومنع الزيارات. وتابعت حفظي: إنه فى يوم الأربعاء 20 أغسطس، تلقى الشباب وعودا من مساعد وزير الداخلية لشؤون السجون تفيد بأن أيا من هذه التهديدات لن يحدث، وأن جميع حقوقهم مكفولة ولا يمكن المساس بها، وبالفعل زرنا علاء ودومة وعادل أمس، وبناء عليه علقوا الإضراب المسبب بمنع الزيارات والتهديدات، وبانتظار دخولهم إضرابا تدريجيا مسببا بالهدف الرئيسي للإضراب وهو الإفراج عنهم كما كان متفقا عليه. ومن جهة أخرى قالت منال بهى الدين، زوجة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، إن علاء بدأ إضرابا عن الطعام من الاثنين 18 أغسطس، عقب زيارته لوالده بالمستشفى وصدمته من تدهور حالته الصحية، مؤكدة أنه أثناء زيارتها لعلاء وجدته قد حلق شعره وذقنه تماما علامة على بدئه الإضراب، لأنه لن يحلق مرة ثانية طول فترة الإضراب، ولإجبار إدارة السجن على عمل محضر تثبت فيه إضرابه عن الطعام. وأضافت بهي الدين، أنه بالفعل تم عمل المحضر الذي أثبت فيه علاء، 4 أسباب لإضرابه عن الطعام حتى الإفراج عنه، أولها، حالة العائلة والظروف التى تمر بها مابين حبسه وحبس أخته الصغيرة سناء سيف، فى قضية الاتحادية، وتدهور حالة والده الصحية بعد عملية قلب مفتوح وغيابه عن الوعي منذ عدة أيام، وثانيها، انتفاء أسباب حبسه احتياطيا وبطلان الإجراءات،خاصة بعد تحايل القاضي وقت انعقاد جلسات محاكمته التى حضرها جميعا، و منعه من حضور جلسة يوم 11 يونيو 2014 رغم تواجده أمام مكان انعقاد الجلسة، والحكم عليه و على زملائه غيابيا بالسجن 15 عاما، والقبض عليه من أمام المحكمة هو ومحمد عبد الرحمن "نوبي"، ووائل متولي، بصفتهم هاربين ونقلهم لسجن طرة، بحيث تعاد إجراءات المحاكمة وهم داخل السجن. والسبب الثالث، هو عدم اطمئنانه للدائرة التي تنظر أمامها القضية، والرابع، حرمانه من نظر طلب رد رئيس المحكمة التي قررت سقوط الحق في الرد استنادا إلى فض الأحراز في الجلسة الأولى، والتي اعتبرته جزءا من الدفاع رغم أنه تم ضد رغبة فريق الدفاع وبقرار منفرد من المحكمة ولم تفصل في أسباب الرد نفسها، وهي أساسا وجود خصومة سابقة بين علاء ودفاعه، وبين رئيس المحكمة، الذي سبق لعلاء تقديم بلاغ ضده مرتبط بوقائع تزوير انتخابات برلمان 2010 تورط فيها رئيس الدائرة، طبقا لقائمة سوداء أعلنتها نقابة المحامين بأسماء بعض القضاة. ومن ناحية أخرى قالت شرين منير، شقيقة الأختين هند ورشا، اللتين حكم عليهما بالسجن المؤبد مؤخرا، إن شقيقتيها دخلتا فى إضراب كامل عن الطعام منذ الحكم الذى صدر ضدهن، وأكدت أن الحالة الصحية لرشا تزداد سوءا يوما بعد الآخر، وانهارت بالكامل بعد أن أيقنت أنها باقية داخل السجن باقى عمرها، وأكدت أن خوف رشا على أبنائها جعلها أكثر إصرارا على استمرار الإضراب عن الطعام وعدم الرجوع عن هذا القرار إلا بعد الإفراج عنها.