ثورات تقوم.. وأنظمة تتبدل.. حكومات تذهب، ولا شيء يتغير.. هذا هو الحال في مصر بعد ثورة يناير العظيمة التي شهد لها العالم، وقامت ضد نظام نهب وسلب أموال الشعب طوال 30 سنة، واستشهد في هذه الثورة المئات من خير شباب مصر من أجل رحيل الحزب الوطني ومحاكمة رموزه، ولكن للأسف لم يتغير شيء، فقد عادوا من جديد بوجههم القبيح الفاسد؛ ليتصدروا المشهد السياسي، ويخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بمئات الملايين من أموال الشعب ينفقونها من أجل الحصول على مقاعد البرلمان على أكتاف الثورة المصرية. حيث دشن رموز الحزب الوطني المنحل رسميًّا تحالفًا انتخابيًّا تحت اسم "ائتلاف الجبهة المصرية"، وأبرز مكوني هذا التحالف هم "الحركة الوطنية" التي يتزعمها الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وجبهة "مصري بلدي" التي يتزعمها علي مصيلحي القيادي بالحزب الوطني ورئيس التضامن في حكومة أحمد نظيف، بجانب عدد من قيادات الصف التاني من الحزب الوطني بالمحافظات وأحزاب "التجمع" و"المؤتمر" و"الجيل الجديد" و"الغد" و"اتحاد عمال مصر". من جانبه قال الربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر وعضو المجلس الرئاسي لتحالف الجبهة المصرية إن الهدف من المشاركة في هذا التحالف هو مشاركة أكبر عدد من الأحزاب السياسية؛ للحفاظ على مدنية الدولة والمساعدة في بناء الدولة المصرية. وأضاف صميدة أن التحالف وضع بعض الشروط العامة لهذا التحالف، لعل أبرزها هو لا إقصاء لأي فصيل سياسي يريد أن يخدم الدولة المصرية، ولا تمييز على أي نوع، بجانب المساعدة على تمكين الشباب والمرأة في الحياة السياسية. ومن جهة أخرى قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري والمتحدث الإعلامي للائتلاف إن هذا التحالف سينافس على الأغلبية في البرلمان القادمة، وإن الوضع السياسي يتطلب تضافر كل القوى السياسية للعبور بمصر من هذه المحنة الصعبة وإثبات أننا قادرون على تحدي كل المحن التي تواجهها الدولة المصرية. وأضاف بكري أن الفترة القادمة سوف تشهد انضمام أحزاب جديدة لهذا التحالف الذي يرحب بالجميع من أجل حياة سياسية قوية تساعد المواطن البسيط في الحصول على حياة كريمة بعد المعاناة التي شهدها على مدار السنوات الطويلة الماضية.